في مواجهة فضيحة الأخطاء الطبية التي افضت إلى وفاة نحو تسعة عشر مريضاً في مستشفى العدان, ذهبت محاولة وكيل وزارة الصحة د. إبراهيم العبد الهادي لصب الماء البارد على نار الغضب النيابي أدراج الرياح, فما جرى كان quot; جريمة بحق البشرية لا يمكن السكوت عنهاquot; - على حد قول النائب عبدالله راعي الفحماء - ربما لا يجدي نفعا معها ترحيب quot; الصحةquot; بتشكيل لجنة تحقيق في الحادثة, فهي - مهما كانت نتائجها - لن تعيد الحياة إلى 19 شخصاً بعدما انتزعت منهم بسبب الاهمال الجسيم واللامبالاة بأرواح البشر, لكنها على أي حال ربما تكون بداية صحوة لنفض القطاع الصحي.
الوكيل العبد الهادي عبر في تصريح له أمس عن ترحيبه باقتراح تشكيل لجنة تحقيق برلمانية في ما وصفها بmacr;quot;الأخطاء المهنية لاحد المستشفيات quot; لمزيد من الشفافية وكسب الثقة في الخدمات المقدمة, وقال: ان quot;الوزارة لا تزال في انتظار نتائج لجنة التحقيق المحايدة المشكلة من خارج المنطقة الصحيةquot;, مؤكدا أن الوزارة تبذل جهودا واسعة من أجل تلافي الاخطاء الطبية وتقليل نسبة حدوثهاquot;.
التطور الأخير يأتي بعد اجتماع عقدته لجنة العرائض والشكاوى في مجلس الأمة لمناقشة شكوى جماعية تقدم بها عدد من الأطباء في مستشفى العدان ضد رئيس قسم الجراحة واستشاري في المستشفى نفسه متهمين quot;معاquot; بارتكاب أخطاء طبية خطيرة وفادحة كان من شأنها التسبب بوفاة 19 مريضا من الكويتيين والوافدين, فيما يتهمون الأول بالتغطية على هذه الاخطاء, وعدم ادراجها في السجلات.
وبينما ستواصل لجنة العرائض البحث في quot; تقرير سريquot; حول هذه الأخطاء - تنشر quot;السياسةquot; جزءه الأول اليوم (ص12), اثارت القضية ردود فعل نيابية غاضبة, وأكد النائب عبدالله راعي الفحماء ان ما حدث جريمة بحق البشرية لا يمكن السكوت عنها, وأعلن انه سيقدم طلبا للتحقيق في تلك الاخطاء, مشيرا الى ان التحقيق سيكون موسعا وقد يصل الأمر الى سقف المساءلة السياسية.
واذ وصف مستشفى العدان بأنه quot; مستشفى الاعدامquot; نظرا لسوء خدماته أكد راعي الفحماء انه لن يسمح بأن يتعرض الدكتور مدحت فرغلي - الطبيب الذي كشف عن الفضيحة - للتهديد من قبل مسؤولي الصحة, مستغربا التهديدات التي طالتquot; رجلا شريفاquot; يعمل في مهنة الطب منذ أكثر من 30 عاما, دافع عن الحق, وكشف الحقائق, وقام بما يمليه عليه ضميره.
من جهته استنكر النائب عصام الدبوسquot; الفضيحة الطبية الكبيرةquot;, مؤكدا أن ما كشف عنه يخفي وراءه الكثير من الفضائح والمصائب الأخرى التي يتستر عليها البعض بدافع الخوف.
وقال الدبوس في تصريح صحافي له أمس: ان quot;فضيحة العدان التي قدر لها أن تنكشف من قبل اطباء مخلصين من الكوادر الوطنية واخرين من الوافدين قرروا ألا يشاركوا في هذه الجرائم بصمتهم هي ناقوس خطر كبير يوجب على الجهات المسؤولة اعادة النظر في عمل المستشفيات والمراكز الصحية واختيار فرق العمل ومتابعتها ووضع آليات للتطوير والكشف والمحاسبة من خلال تغيير جذري ومدروس من قبل المختصين.
وفيما أكد على الوضع المتهالك للواقع الصحي في الكويت, نبه الى انه لا يمكن بعد الآن لأي شخص ان يأمن على نفسه وأهله واولاده في أي مستشفى أو مركز طبي في ظل هذا الوضع المأساوي الذي يجب العمل على انهائه واصلاحه بشكل جذري.
- آخر تحديث :



التعليقات