دبي: سلمان الدوسري
تسبب بيان صادر من البرلمان البحريني يشيد بـlaquo;المواقف المشرفة للحكومة الإيرانيةraquo; في تعاطيها مع الحرب على غزة، في ثورة عارمة من بعض النواب في المجلس، مما تسبب في سحب البيان، في وقت لاحق من فجر أول من أمس، فيما رد مسؤول برلماني بحريني كبير على هذا البيان بوصفه بـlaquo;المزورraquo;، مؤكدا أن laquo;إيران لم تقدم عشر معشار ما قدمته السعودية.. فكيف نشكرها ونترك صاحب الفضل الحقيقي؟raquo;. وكان البرلمان البحريني قد أصدر مساء أول من أمس بيانا سماه laquo;حول ضرورة التحرك لنصرة غزةraquo;، أشار فيه إلى laquo;تخاذل الحكومات العربيةraquo;، وفي الوقت ذاته أشاد laquo;بالمواقف العالمية المشرفة، التي بادرت بالمساهمة بشتى الطرق لنصرة شعب غزة الأبي، ومنها رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، والحكومة الإيرانية، والرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، وجميع الدول التي قدمت المساعدات الفورية عن طريق معبر رفح، وجميع الأصوات الحرة المتمثلة في بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءةraquo;. ووفق معلومات حصلت عليها laquo;الشرق الأوسطraquo;، فإن عددا كبيرا من النواب فوجئوا بصدور البيان بصيغته النهائية، وهو الأمر الذي اعتبروا أنهم لم يقروه بهذه الصيغة، كما أبدوا رفضهم لتضمين البيان شكرا للحكومات الأجنبية، خصوصا إيران، وعدم تقديم الشكر للحكومات العربية، وعلى رأسها السعودية ومصر، وهو ما أفضى إلى اتصالات تمت في وقت متأخر من مساء أول من أمس، بين أقطاب المجلس ورئيسه، الموجود خارج البحرين، حيث قدموا اعتراضهم عن مضمون البيان، الذي أكدوا عدم موافقتهم عليه.
وبحسب مصادر من داخل المجلس، فإن النائب الثاني لرئيس المجلس، الذي أدار الجلسة، لعدم وجود الرئيس خليفة الظهراني ونائبه الأول غانم البوعينين، كان قد وجه بإصدار البيان عن طريق مضبطة الجلسة. وفي حين اقترح بعض النواب إرسال رسالة شكر لإيران، إلا أن غالبية النواب لم توافق على البيان بصيغته التي خرجت عليه، وهو ما تسبب في النهاية بسحب البيان الذي سمي بـlaquo;بيان منتصف الليلraquo;.
غير أن المصادر ذاتها، أكدت أن هناك مجموعة من النواب، كانوا ضمن مجموعة ارتأت أن يقدم الشكر للحكومة الإيرانية والإشادة بالمواقف الإيرانية، وهو ما عبروا عنه صراحة في الجلسة الأخيرة للبرلمان.
وفيما أكد لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; نائب رئيس البرلمان غانم البوعينين، عدم موافقته وعلمه بصدور هذا البيان، بصيغته التي تضمنت الإشادة بمواقف إيران، شن رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع، النائب عادل المعاودة، هجوما شرسا على الطريقة التي صدر بها البيان، واصفا، في حديث هاتفي، لـlaquo;الشرق الأوسطraquo; هذا البيان بـ laquo;المزور والمرفوض، وهذا ليس ما قرره المجلس، فكيف يخرج باسم البرلمان البحرينيraquo;، ولمح النائب المعاودة إلى أيدٍ من داخل البرلمان تريد أن تخرج البيان بهذه الصورة.
وقال المعاودة laquo;ما تقدمه تركيا وإيران وفنزويلا جميعا، لا يساوي عشر معشار ما تقدمه السعودية للقضية الفلسطينية، أفبعد كل هذه السنين نأتي لنشيد بإيران وغيرها، ونتناسى صاحب الفضل الحقيقي؟raquo;.
وأكد المسؤول البرلماني البحريني أنه في الوقت الذي laquo;لدينا بعض المؤاخذات على المواقف العربية، إلا أن أي منصف لا بد أن يرى بأم عينيه أن السعودية ومصر أكبر داعمين للقضية الفلسطينية، ولا يمكن أن نغفل دعما استمر ستين عاما، ونلتفت لحديث أجوف لا يسمن ولا يغني من جوع، وأضيف إليهما الأردن الذي استضاف مئات الألوف من الفلسطينيين على مدى عقود من الزمنraquo;.
وأضاف laquo;أما الفخورون بالموقف الإيراني، فنذكرهم بأن دعم الحكومة الإيرانية لا يساوي إلا شعرة سوداء في الثور الأبيض، ألم يصدر المرشد الأعلى في طهران فتوى بعدم الجهاد في إيران؟ أين الصواريخ التي يهددون بها دول الخليج، بل أين سورية الحليفة لإيران، نحن نطلب منهم إعلان مبالغ دعمهم خلال الستين عاما، مقابل ما قدمته السعودية ودول الخليج ومصر، ثم نرىraquo;.
وقال المعاودة laquo;بصراحة.. قضية فلسطين لولا الدعم السعودي والمصري لانتهت منذ زمن، ليس القضية الفلسطينية وحدها، بل أقول بصراحة إنهما كانا أكبر داعمين للإسلام والمسلمين في العالم كله، بلا انتقائية مذهبية ولا عصبية عرقية، ولا ينكر هذا إلا مضلل أو جاحدraquo;.
وكان البرلمان البحريني قد أصدر مساء أول من أمس بيانا استنكر laquo;وبشدة هذه المجزرة الوحشية التي يقوم بها العدو الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأبي في قطاع غزةraquo;، كما شجب التخاذل الرسمي والعربي، laquo;ويطالب جميع الحكومات العربية والإسلامية والمؤسسات العالمية والقوى الشعبية والوطنية بالدعوة لفتح جميع المعابر، وعلى رأسها معبر رفح، حتى تتسنى مساعدة الشعب الفلسطيني الشقيقraquo;. وأدان المجلس كذلك موقف بعض الحكومات العربية laquo;المتخاذل ضد هذا العمل الإجرامي الذي يتعارض مع القيم الدينية ومع الحياة الإنسانية والمبادئ الحضارية، التي أكدت عليها الأعراف والمعاهدات الدولية بشكل واضح وصريح، وما هذه المجزرة الجديدة إلا استمرار لتاريخ أسود من الحروب والمذابح التي استهدفت الشعب الفلسطيني وبلدان المواجهة، التي لم تنجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني لاستعادة أرضه وتحرير وطنهraquo;.