إيلاف من الرياض: طالبت الباحثة السعودية الدكتور أمال آل الشيخ، أستاذة في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، بإنشاء أندية رياضية مغلقة شعارها laquo;للنساء فقطraquo;، على غرار الأندية الرجالية المنتشرة في جميع المدن السعودية، وتحت إشراف حكومي يتمثل في الرعاية العامة للشباب، بحيث توفر ملاعب وصالات مجهزة تسمح للمرأة بمزاولة الرياضة والانخراط في الفرق النسائية، بما يجمع بين المتعة والفائدة، مرجعة ذلك لمحدودية فرص الترويح الخاصة بالمرأة، وهو ما جاء على ضوء دراسة أجرتها بعنوان laquo;تحليل نمط توزيع الفرص الترويحية والسياحية المتاحة للمرأة السعودية في مدينة جدة باستخدام نظم المعلومات الجغرافيةraquo;.كما جاء في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية.
وفسرت آل الشيخ، في حديثها لـ الصحيفة، مفهوم الأندية الرياضة الخاصة بالنساء، بكونها تتضمن ملاعب تسمح بمزاولة المرأة للرياضة وأماكن للركض والجري، ومساحات مائية لمزاولة بعض الأنشطة الترويحية كالسباحة والتزلج والألعاب المائية وغيرها، مؤكدة أن هذه الأندية تراعي خصوصية المرأة السعودية، ومن شأنها فتح مجالات جديدة لتوظيف النساء في قطاع إدارة الأندية الرياضية والعمل عليها تحت قيم وضوابط معينة، وهو ما تراه سيخفض من نسبة البطالة النسائية، التي وصلت لنحو 27 في المائة.
وربطت الباحثة بين الحاجة لإيجاد أندية رياضية خاصة بالمرأة وبين ارتفاع معدل السمنة لدى السعوديات، حيث تقدر أحدث الاحصاءات نسبة النساء المصابات بالسمنة في السعودية بنحو 40 في المائة، فيما ترى آل الشيخ الاندية الرياضية من شأنها الحفاظ على صحة المرأة إلى جانب توفير بدائل ترويحية جديدة لها، وذلك بالقياس بالأندية الرياضية النسائية المغلقة، التي أكدت أنها أثبتت نجاحها في دول عربية وأجنبية مختلفة، مشيرة لضرورة أن تكون هذه الأندية عامة وتشمل النساء من كافة الأعمار.
من جهة أخرى، طالبت الدراسة التي شاركت الباحثة بملخص عنها في (الملتقى الوطني الرابع لنظم المعلومات الجغرافية)، الذي أقيم الشهر الماضي بمدينة الخبر، بزيادة حجم الاستخدام الترويحي للشاطئ البحري العام، عبر تحسين مستوى الخدمات العامة على الشاطئ، زيادة مساحة الأرصفة والجلسات العائلية، إضافة مواقد للشواء في جميع الأماكن الخاصة للجلوس، زيادة عدد الأكشاك وانتقاء تصاميم عالمية راقية لتقديم الخدمات والحاجيات الأساسية للمتنزهين، توفير ملاعب وأنشطة خاصة بالأطفال وتوفير صيانة دورية لجميع مرافق الاستخدام.
وطالبت الدراسة كذلك بقيام الجهات الحكومية المالكة لنحو 61 في المائة من الأراضي الواقعة على الشاطئ ببيعها للقطاع الخاص، وتشجيعه على الاستثمار لإنشاء مشاريع ترويحية تخدم السكان بشكل عام، والمرأة بشكل خاص. وأوصت الدراسة بالعمل على بناء قاعدة معلومات خاصة بالفرص الترويحية المتاحة في محافظة جدة، وضرورة توحيد وقولبة التعريفات والمعايير والمصطلحات لكافة الخدمات والمراكز السياحية والترويحية محليا، مع التوجه العام إقليميا وعالميا.
يذكر أن مجلس الشورى السعودي قد ناقش في أحدى جلساته القضية ذاتها، حيث طالب أعضاء المجلس بإلزام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإنشاء أندية نسائية تكون تحت إشراف نسائي، مؤكدين في مداخلاتهم عبر مناقشتهم التقرير السنوي للرئاسة للعام المالي 1427/1428، المقدم من لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب، والذي جاء فيه أن قرار إنشاء أندية نسائية صدر منذ فترة بعيدة من قبل مجلس الشورى لكنه لم يطبق.
كما علق مجهولون في وقت سابق لافتة كبيرة تعارض إقامة أندية رياضية نسائية عنونوها بـquot;لا للأندية النسائيةquot; ولم تحمل اللافتة اسم الجهة المنظمة لها ولا أي أرقام أو عناوين تدل على هوية من قاموا بتعليقها. كما نشرته صحيفة الوطن وقتها.
وشوهدت اللوحة الكبيرة تزيد مساحتها عن 6 أمتار مربعة معلقة على أسوار الممشى الجنوبي الذي يحيط بمدينة الملك فهد الطبية على طريق خريص وسط الرياض ويقصده هواة ممارسة رياضة المشي بشكل يومي في الفترة المسائية خاصة السيدات, واحتوت على صورة لكرة قدم مشطوبة بعلامة (إكس) وبجوارها عبارة quot;لا للأندية النسائيةquot; وعنونت اللافتة باسم حملة quot;حياتي دثاريquot; وquot;الحملة الوطنية لمواجهة الأفكار الضالة والتيارات التغريبيةquot;
كما احتوت على الحديث النبوي, قال الرسول صلى الله عليه وسلم: quot;الحياء بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمانquot; وعبارات تقول أختي المسلمة: الحياء والإيمان قرنا جميعا إذا رفع أحدهما رفع الآخر, وأبيات شعرية تتحدث عن ذات المعنى.