كتب- خالد الهاجري وعايد العنزي وسطام السهلي:
من قصر السيف العامر حيث استقبل سمو نائب الامير الشيخ نواف الاحمد رئيس واعضاء اللجنة الموقتة لادارة اتحاد كرة القدم الى مبنى مجلس الأمة حيث عقدت لجنة الشباب والرياضة اجتماعها أمس بحضور وزير الشؤون الاجتماعية والعمل د.محمد العفاسي.. امتد اليوم الكروي الماراثوني بامتياز والذي تشابكت خيوطه حول قضية تعديل قوانين الرياضة الكويتية لتتلاءم مع ميثاق اللجنة الأولمبية الدولية وتمهد لازاحة شبح ايقاف الأنشطة الرياضية الذي يهدد الكويت.
ورغم التوافق الحكومي - النيابي quot;الظاهريquot; خيمت اجواء من التشاؤم بشأن امكانية حل الأزمة من دون دفع quot;اثمان سياسيةquot; ربما يتوجب على quot;طرف ماquot; ان يدفعها, وانها - على الارجح - اكبر من ان تكون مجرد quot;سحابة صيفquot; خصوصاً في ضوء تأكيدات مصدر برلماني مطلع ان اعضاء لجنة الشباب والرياضة اتهموا الوزير العفاسي بتوريط الحكومة في قضية تعديل القوانين الرياضية, ودفعها الى الصدام مع مجلس الامة لاسيما الفريق المعارض لاجراء التعديلات, واعتبروا تعهداته لرئيس اللجنة الاولمبية الدولية جاك روغ بمثابة quot;شيك على بياضquot; للتدخل في قوانين دولة الكويت التي تعكس سيادتها واستقلالهاquot;.
وقال المصدر: quot;ان الوزير العفاسي بدا مرتبكاً ومتناقضاً خلال الاجتماع, ولا يعرف يقيناً ماهية التعديلات الواجب ادخالها على القوانين لترضي اللجنة الاولمبية الدولية, على الرغم من ان زيارته الأخيرة الى سويسرا - قبل أقل من اسبوع - كان الهدف الأول لها هو الوقوف على فحوى ومضمون التعديلات المطلوبة, وهو تارة يتحدث عن تعديلات جوهرية على القوانين وتارة اخرى يشير الى ان الأمر يتعلق باللوائح, وهو الأمر الذي حدا بأحد النواب الحضور الى ان quot;يتحدى الحكومة ان تذكر بشكل واضح القوانين المراد تعديلها من دون الاستعانة بصديقquot; - على حد قوله.
وعلى الرغم من ذلك اكد المصدر ان quot;الوزير يعرف كنه التعديلات المطلوبة, والتي تعهد امام روغ باجرائها لكنه لم يبلغ بها مجلس الامة ولا اعضاء اللجنة خلال اجتماع الامس, في مسعى منه لتأجيل اندلاع الأزمة وتصديرها الى المستقبل, فيما تحصن وراء لجنة التنسيق بين الكويت واللجنة الاولمبية الدولية, مشيراً الى ان الوزير quot;ضللquot; المجلس باخفاء المواد المطلوب تعديلها, وعليه فان مساءلته هي الاحتمال الاقوى.
من جهة اخرى اكد مصدر وزاري لmacr;quot;السياسةquot; ان اللجنة الاولمبية الدولية ابلغت العفاسي خلال اجتماع لوزان استياءها من تعاقب ثلاثة وزراء على حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وفي ظل القانون الحالي الذي لم يطبق على مدى ثلاث سنوات, وشددت على انها تريد quot;تعهداً مكتوباًquot; لانها لم تعد تثق بالوعود الشفهية, وقال quot;ان اللجنة المشتركة بين الكويت وquot;الاولمبية الدوليةquot; ستنتهي من عملها في مطلع اكتوبر المقبل, وستقدم الحكومة بعده تعديلاً على مادتين من القانون مع اعطائه صفة الاستعجالquot;.
من جهته اعلن وزير الشؤون محمد العفاسي ان الحكومة سترسل كتاباً الى اللجنة الاولمبية قبل 31 يوليو الجاري, تتعهد فيه اجراء التعديلات على قوانين الرياضة الكويتية - ان وجد تعارض مع الميثاق الاولمبي - حتى يتسنى رفع تعليق عضوية الكويت, ولكي لا يستمر حتى اشعار آخرquot;.
وقال العفاسي في تصريح للصحافيين عقب الاجتماع, quot;ان رسالة اللجنة بشأن تعليق عضوية الكويت لم تحدد القوانين المطلوب تعديلها لتتوافق مع الميثاق الاولمبيquot;, وقد شرحنا وجهة نظر الكويت بشأن غموض القوانين المشار اليها واقترحنا تشكيل لجنة للبحث في نقاط التعارض, واذا وجد خلاف واضح فنحن ملتزمون بالتعديل, واذا وجد خلاف ذلك سنخاطب رئيس اللجنة بأنه لا يوجد تعارضquot;.
اضاف: quot;فاوضنا اللجنة كأصحاب حق, ورئيسها طلب تعهداً من قبل الحكومة الكويتية بالوفاء بالالتزامات لانه كان لديه هاجس كون الوزراء السابقين لم يفوا بالتزاماتهم, لافتاً الى ان quot;اللجنة المشتركةquot; ستنهي اجتماعها في أقرب وقت وسنقدم مشروع قانون للتعديل, والقرار بيد المجلس يقبله أو يرفضهquot;.
ورداً على سؤال حول ابرز التعديلات المطلوبة قال العفاسي: quot;لو كانت التعديلات واضحة لما ذهبنا الى سويسرا للقاء رئيس اللجنة الاولمبية, ونعتقد ان هناك نقاطاً قد تحتاج الى التشريع اولاً, مشيراً الى ان الكويت لن تلتزم بأي تعديل الا في حال وجود تعارض مع الميثاق الاولمبي, بمعنى ان التزام الكويت مشروط بالتعارض مع الميثاقquot;.
وحول تلويح عدد من النواب بمساءلته سياسياً في حال اقدمت الحكومة على تعديل القوانين الرياضية, قال العفاسي: quot;ان صعود منصة الاستجواب شرف لي اذا كان دفاعاً عن مصلحة وطنية انا مقتنع بها ومحق فيها, ولن تخيفني المنصة, ولا تشكل اي هاجس بالنسبة ليquot;, مشدداً على ضرورة ألا يكابر أي طرف على حساب مصلحة الكويت.
في المقابل جدد رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس الامة النائب مرزوق الغانم تأكيده على عدم وجود أي تعارض بين القوانين الرياضية المحلية والميثاق الاولمبي, رافضاً اجراء اي quot;تغييرquot; في جوهر القوانين, وقال الغانم في تصريح للصحافيين عقب اجتماع اللجنة امس: quot;ان اي تغيير في جوهر القوانين سيواجه بالرفض, واذا كانت هناك تعديلات لا تمس الجوهر فنحن نرحب بها وستعرض على اللجنة والمجلس للتصويت عليهاquot;, ونقل الغانم عن الوزير العفاسي تأكيده امام اللجنة quot;عدم وجود أي تعديلات على القوانين في الوقت الحاليquot;, مستغرباً ان توقف اللجنة مشاركات الكويت من دون ان تحدد حتى الآن اوجه الاختلاف او التعارض بين القوانين الرياضية وبنود الميثاق الأولمبي.
في الاطار نفسه طالب النائب عادل الصرعاوي الحكومة بعدم ابلاغ اللجنة الاولمبية بقرار مجلس الوزراء الصادر الاثنين, معتبراً ابلاغها قبول تعديل قوانين الاصلاح الرياضي quot;مشروع مواجهة وتأزيم بين المجلس والحكومة ونحن على استعداد لهاquot;.
وقال الصرعاوي: quot;من المؤسف موافقة الحكومة quot;على بياضquot; اجراء التعديلات التي نعتبرها ابتزازاً من اللجنة, فنحن امام اشخاص يضحون مرة تلو الأخرى بمصلحة وسمعة الكويت من اجل مصالح واطماع شخصية, ونناشد سمو الامير التدخل لنزع فتيل الازمة بين المجلس والحكومةquot;.
واذ لفت الى ان هناك اطرافاً داخل الكويت تنسق مع اللجنة الدولية لضرب الرياضة في الكويت تساءل: quot;كيف تطالب اللجنة باصدار مرسوم ضرورة بالتعديلات المطلوبة? اضاف quot;خوفي من ان تبادر اللجنة الدولية الى تقديم طلب عقد جلسة خاصة لمجلس الامة لمناقشة التعديلاتquot;!
في الاطار نفسه هدد النائب صالح الملا باجبار وزير الشؤون الاجتماعية على صعود منصة الاستجواب في حال صدور أي مرسوم ضرورة لتعديل القوانين الرياضية التي وصفها بأنها ستكون مشروع أزمة بين السلطتين, وقال الملا: quot;ان زيارة الوزير العفاسي الى سويسرا كشفت عن وجود مؤامرة تحاك ضد الكويت لايقاف النشاط الرياضي فيها بايعاز من البعض, مطالباً الحكومة باتخاذ اجراء ضد اللجنة الاولمبية الدولية لانها لا تعرف اصلاً القوانين الكويتية التي تخالف الميثاق الاولمبيquot;.
وعلى دربه اكد النائب عبدالرحمن العنجري quot;ان على رئيس الوزراء بالانابة ان يقدر رغبة سمو الامير فيما يتعلق بالوضع الرياضيquot;, وقال: quot;ان تبرير وزير الشؤون الذي ساقه خلال اجتماعه مع لجنة الشباب والرياضة امس مرفوض بشدة, وسنقف امامه بحزمquot;.