محمد الشيخ

قبل أيام وصلني (إيميل) تحت عنوان The other side of Angelina Jolierlm;، أو الجانب الآخر من انجلينا جولي، حيث يشير إلى ان ثروة الممثلة الأمريكية الشهيرة ناقصة عن حدها المفترض بمقدار الثلث، كونها قد خصصته لتقديم العون لمناطق العالم المنكوبة، ولمساعدة المنظمات الخيرية.

ويرصد الإيميل المصور جانباً من الإسهامات التي قامت بها جولي شخصياً، كما فعلت مع معسكر اللجوء الأفغاني في باكستان، ومنكوبي دارفور، ومخيمات اللاجئين في لبنان والعراق وكينيا وسيراليون وتنزانيا والصومال، وغيرها في كافة مناطق العالم، بالإضافة إلى تبرعها للمنظمات الخيرية كمنظمة أطباء بلا حدود، ومنظمة غلوبال إيدز أليانس، ومنظمة الطفل العالمي، كما ينتظر ان تنهي إنشاء عيادة طبية لمكافحة الإيدز في أثيوبيا.

لقد كانت صور الممثلة الشهيرة التي تحمل لقب سفيرة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وهي تتفقد أحوال الرجال الطاعنين، وتتلمس حاجات النسوة العاجزات، وتلاعب الأطفال المعوزين معبرة وكاشفة عن إنسانية قلَّ نظيرها على الأقل بين من أسرتهم أضواء الشهرة، وغرهم بريق المال، وهي ما جعلتني أقفز بمشاعري تجاه نجومنا السعوديين في الوسط الرياضي تحديداً، لأتساءل عن حقيقة الدور الذي لعبوه في الجانب الإنساني خلال مسيرتهم، بما يتوافق وحجم شهرتهم وثرواتهم أيضاً.

أكاد أجزم بأن واقع نجومنا في هذا الجانب مظلم، إذ لا تكاد الصورة تحمل شيئاً يذكر لهم، عدا عن زيارات يقوم بها هذا النجم او ذاك لبعض المؤسسات الخيرية إما تلبية لدعوة، أو استجابة لبرنامج اجتماعي للنادي الذي ينتمون إليه، ولم نقف طوال السنين الماضية على أي مبادرات شخصية في كثير من الحالات الإنسانية، إن على مستوى الدعم المالي أو المعنوي.

من يتابع الدور الإنساني لنجوم الرياضة في المشهد العالمي يجد ان كثيرين لهم إسهامات تحسب لهم، كما فعل نجم برشلونة أنيستا قبل أيام حينما عرض حذاءه في المزاد العلني ليتبرع بثمنه لطفل يتيم يعاني من أمراض خطيرة، وكلنا نتذكر تبرع النجم المالي فريدريك كانوتيه بنصف مليون دولار لمنع هدم مسجد في إسبانيا، فضلا عن الدور الذي يلعبه نجم كزيدان في دعم المشاريع الإنسانية، ومنها مؤسسته التي تحمل اسمه في الجزائر والمعنية بمساعدة الأطفال الفقراء، ناهيك عن الأخبار التي ترصد أعمال الخير للانجليزي بيكهام المعروف بحسه في هذه الجانب، وغيره كثيرون من نجوم الرياضة المشاهير، وليس بعيداً عنا تبرع محترف الهلال السويدي ويلهامسون مؤخراً بقيمة جائزة أفضل لاعب لجمعية (إنسان).

الأمر لا يتوقف على النجوم العالمين، ففي مصر يعد محمد ابو تريكة مضرباً للمثل فقد تبرع مؤخراً بمليون جنيه لمستشفى سرطان الأطفال، وقبل ذلك تبرع ببناء مسجد في راوندا، فضلا عن الكثير من الأعمال الخيرية التي يسهم فيها بلاده، والمواقف الإنسانية التي جعلته محط احترام العالم كما فعل في كأس أفريقيا عام 2008، حينما حمل معه قضية غزة، رغم ما سبب له الأمر من إرباك مع (الفيفا) بلغ حد تهديده بالإيقاف.

ويبقى السؤال الآن.. أين نجومنا من قضايا مجتمعهم الإنسانية.. مجتمعهم وليست المجتمعات الأخرى؟!