يتضاعف الاقبال عليه خلال العيد
التاتو .. الموضة القاتلة

أحمد عبدالمنعم :ربما كانت هجمة الفتيات المصريات نحو التاتو أو الوشم ليس بالظاهرة الجديدة حيث تعود الى عقدين من الزمن عندما غزت تلك الموضة أرض الكنانة قادمة من بلاد الشمال.ولكن الجديد فى الأمر تلك الأشكال الغريبة التى بدأت تعرف طريقها الى أجساد الفتيات، فبات الثعبان الشكل المفضل لهن اضافة الى العقرب بينما ارتفعت أسهم التنين فى بورصة الشباب . ويعتبر عيد الفطر موسم رواج كبير بالنسبة لراسمي الوشم حيث يتضاعف خلاله اقبال الشباب والفتيات على رسمه على أجسادهم سواء كان التاتو من النوع البسيط الذى يسهل التخلص منه بعد انتهاء احتفالات العيد او من النوع الذى يلتصق بالجسد بشكل يصعب التخلص منه والمعروف بالوشم .
وقد عرف الوشم منذ آلاف السنين حيث استخدمته الشعوب القديمة لعدة أغراض في الماضي، فارتبط الوشم بالديانات الوثنية التي انتشرت شرقاً وغرباً كحامل لرموزها الدينية وأشكال آلهتها. كما استخدم كتعويذة ضد الموت وضد العين الشريرة وللحماية من السحر، كما عرفته العقائد البدائية كقربان لفداء النفس أمام الآلهة. واستخدمه العرب كوسيلة للزينة وللتجميل ورمز للتميز في الانتماء إلى القبيلة، كما أستخدمه المصريون القدماء أيضا كعلاج ظناً منهم أنه يمنع الحسد.
والوشم هو ثقوب تحدث في الجلد يضاف إليها بعد حصول النزف مواد وأصباغ تكسبه ألواناً ثابتة تدوم لفترات طويلة.
وبالعودة الى الفتيات والوشم ، تبدا العملية بعرض نماذج لتختار منها ما يحلو لها او تقوم هي بطلب رسم او صورة او رمز معين .فيطبع ما انتقته على المكان الذي تختاره من جسدها شرط الملائمة بين حجم الوشم و المساحة المخصصة له، ثم يأتي عمل الإبرة المتصلة بقلم دوار حيث تقوم هذه الإبرة بإدخال الصبغة في الطبقة السفلية للجلد بدقة للحصول على النتيجة المرجوة ، وغالباً ما يكون هؤلاء الواشمين متقنين لعملهم لكن المشكلة تبقى في الأدوات التي يتم استخدامها والتى قد تسبب عدد من الأمراض القاتلة.

البعض يرى في الوشم اضافة لتجميل الجسم أو منح صورة أبهى للبقعة المختارة أو للفت الانتباه إلى مكان وجود الوشم وإبراز القوة والصلابة، اذ إن الوشم يعبر عن قوة الشخصية وخصوصاً إذا حمل معاني ودلالات مرعبة كصور الجماجم والأفاعي وغيرها، وبعضهم يعتبرها تخليداً لذكرى معينة تحمل في أنفسهم أثرا ًكحب جارف أو ثأر دفين أو عرفان بجميل لشخص معين، وذلك بتحميل بعض الرسوم كتابات معينة أو الاكتفاء بالكتابة أو بوشم شكل يحمل صورة تعبر عن هذه الحالة.
وامام كل هذه الاعتبارات يتناسون الخطر القادم من تلك الخطوط الصغيرة والتي قد تصل الى إمكانية الإصابة بسرطان الجلد والصدفية والحساسية والالتهاب الحاد بسبب التسمم خاصة عند استخدام أصباغ صنعت لأغراض أخرى كطلاء السيارات أو حبر الكتابة، وسوء التعقيم الذي يؤدي إلى انتقال العدوى بأمراض الالتهاب الكبدي وفيروس الإيدز والزهري.
وفى هذه الحالة لن ينفع الندم لأن إزالة الوشم من الأمور الصعبة والمكلفة، وغالباً ما تترك ندبات تحتاج الى عمليات جراحية .