اميرة حمادة: في ظل الاوضاع السياسية والامنية المتأزمة في لبنان يقف الشعب على طريق الحرب ام عدمها.فاللبنانيين يتخوفون من امكانية اندلاع الحرب بعد المآسي التي عاشوها عام 1975.البلد يقف على كف عفريت _مهما كان هذا العفريت _ورصاصة من هنا وهناك كافية لاشعال الحرب وشوقهم جميعا اليها تحت لواء الحرية والسيادة والاستقلال.
بنبرة قوية وصوت مرتفع استهل جهاد(35 عاما) رأيه بعبارة quot; سوف نحمل البارودة من جديد ونقاتلquot;، والسبب لهذه quot;الشجاعةquot; كما يراها هو انها quot; اذا ما كبرت ما بتصغرquot;
فبرأيه يجب ان quot;ننتهي من تلك السجالات السياسية، فالبلد لا يحتمل ونحن مستعدون لكل شيءquot;.
من جهته يثني عماد( 37 عاما ) على رأي جهاد quot;الحرب ستعود لان كل التحركات السياسية تشير الى ذلك .فلك التحركات السياسية اليوم مشابهة لما كان يحصل سابقا من اتفاقات وخلافاتquot;.
اما هبة (23 عاما) فتخالفهما الرأي ، هي لا تحبذ فكرة الحرب quot; الشعب لا يريد الحرب ، نعلم ان الوضع الحالي سيء جدا لكننا نـأمل بألا تندلع الحرب لاننا لم نعد نحتملquot;.من جهتها طرحت ايمان( 26 عاما )معضلة الهجرة quot; الفقر في لبنان لم يعد مقتصرا على شعبه واقتصاده بل طال ايضا امنه مؤخرا.لماذا يريدون ازالته من الوجود quot;.
اما ايهاب( 27 عاما ) فحسم خياره منذ الان ، فهو quot;سيهربquot; في حال تأزم الوضع اللبناني اكثر مما هو عليه الان quot; اعمل منذ الان على الهجرة الى كندا وانشا الله اتمكن من الحصول على التأشيرة واهرب من هذا البلد المقرفquot;.
اما سنا ( 40 عاما )_ المتفائلة سابقا_ لم تعد ترى quot; اي فسحةquot; امل في كل ما يجري quot; ان خلاف الرؤساء والقيادات في لبنان سيدخلنا في مأزق نخاف ان يتطور الى اشتباك عسكريquot;.
فيما اكد ياسر(38 عاما) على انه لا سلاح بين ايدي اللبنانيين للولوج في حرب اهلية اخرى:quot; اذا ما وجد السلاح وتهيأت الظروف وتم تغذية الشعب اللبناني من الخارج، لا شيء سيمنع القتالquot;.
بين عام 1975 وعام 2006

لم كن لبنان يوما موحدا ، وان كانت quot;لازمة لبنان الموحدquot; هي الاكثر تداولا منذ انتهاء الحرب الى الان.
خلال الحرب انقسم لبنان الى احزاب وجماعات ..الطوائف تقاتلت فيما بينها .حزب مسيحي يحارب حزب مسيحي اخر ومسلم يقاتل مسلم اخر .والمسلم يقاتل المسيحي والدرزي يقاتل .ولم يقتصر اقتتالنا على بعضنا البعض فتطور لاحقا ليتحول الى احلاف خارجية بلغ اوجها مع الاجتياح الاسرائيلي وتعامل البعض معها .
كانت حرب لا تعرب اله او دين .
ثم انتهت الحرب..ومنذ 1976 الى الان ماذا تغيير؟
لا شيء فعلا..فالانقسامات ما زالت على حالها ولعل الاختلاف الوحيد الان ان كل طائفة تحاول التستر على انقساماتها الداخلية من اجل مصلحة الطائفة ككل.
اليوم ما زلنا منقسمين ..البعض يكره سورية والبعض الاخر لا يكرهها.ومن يكره سورية لا يحب اميركا ومن لا يكره سورية لا يحب اميركا.

يطل السيد حسن نصرالله على شاشة الـ NTV وبعد يومين يطل وليد جنبلاط على شاشة المستقبل ليرد على نصرالله ويمضي اللبناني ايامه يستمع الى الخطابات المنهمرة من حدب وصوب .كل منهمك بالرد على هذا وذاك والوضع الاقتصاديسيء جدا.فالمبالغ الطائلة _التي بشرنا وزير الاقتصاد_ بدخولها لبنان خلال هذه الفترة لم يطالنا من خيراتها شيئا سوى المزيد من الضرائب والمزيد من quot;النهبquot; .
كل يغني على ليلاه وكل من جهته وطاولته يتكلم من دون الوصول الى حل يرضي اللبناني كإنسان يخاف الضلوع في حرب يرفضها رفضا مطلقا.
واللبناني منساق خلف حزبه وقياداته ..والبعض مستعد لتقديم دمه وروحه من اجل من هذا الزعيم او ذاك السيد.
والمضحك هو تلك العبارة quot;المهدئةquot; افتراضيا التي تحشر في الخطابات المشيجة quot;لا حرب اهلية في لبنانquot;.
ادوات الحرب في لبنان كثيرة ومتنوعة ، فامتلاك الاحزاب كافة للسلاح ليس بالامر الخفي ولا يعد سرا ..وانطلاقا من عقد الاقلية والتخوف من التهميش فان كل الظروف مؤاتية لاندلاع الحرب.
فاتفاق الطائفي انهى القتال لكنه لم ينه الطائفية المعشعشة في نفوس اللبنانين . وان كان محاولات التحاور قد بدأت وان بشكل خجول اتت مسلسلات التفجيرات لتسفها .
وفي ظل كل هذا يبقى اللبناني منتظرا ما سيحصل على امل الا تكون عبارةquot; لا حرب اهليةquot; مجرد امنية تحتاج الى فانوس سحري كي يحققها.