سوزان تلحوق: خوفٌ في وطنٍ يجمع كل من تملكه اليأس ، أجمع فيه ذكرياتي ومرارة السنين وأبعثر فيه آمالي وكل الحنين.
أتساءل ماذا بعد؟ أنام لأستيقظ كما كنت بالامس، الفرق الوحيد أن ملابسي اختلفت وإبتسامتي باتت أكثر تزلفاً.
مشاهدٌ أخرى متقطعة يقوم بأدوراها ممثلون فاشلون وبطلتها تفتش عن مخرج لتسأله ماذا الآن؟
ممثلون يموتون وأدوارهم لم تنته بعد فيأتي اخرون ليعبوا ادورا مختلفة في مشهد من وحي المناسبة
البطلة تحدق في كوب ماء مهجور على طاولة ..يتجرع كل ممثل القليل منه وهي ..تنتطر وتفتش عن المخرج.
اتوا من كل مكان بحثا عن المال ظنا متهم انه يشتري السعادة وراحة البال والأمان، جلسوا الى طاولةٍ مستديرة يروون قصصهم القصيرة وينسون أدوارهم بعد أن ضاع الأمل في إيجاد المخرج.
والبطلة جالسة يلفها الصمت والكلام يحاكي العيون المشردة. تفقد السيطرة وإذ بالشفاه تخدع قصص العيون لتحاكي العقول المريضة.
تقف فجأةً وإذ بجسدها يتمايل أمامهم رامياً غضباً وثورةً وألماً ورجاءً. عيونٌ تحدق في جسدٍ يمزق الهواء ويبعثر الصحراء، يطلق العنان لآهاتٍ مدفونة تحت تراب عصور قديمة.
جسدٌ يعانق السماء والأرض في آنٍ بين لحظة تحرر وضعف. جسدٌ عاشقٌ للحياة يبكي على أطلالها ويحمل قلباً يسمع كل من حوله نبضاته المرتعشة.

ها هي تدور في فضاء حياتها محاولةً تدمير كل أوهامها والهروب من حاجتها إلى حضنٍ يغمر هذا الجسد الغاضب الجميل المنسي ويعانق هذه الروح القديمة الثائرة العاتبة.
رقصت أمامهم لكنها رقصت له، رقصت للموت اللذي اصطحبه معه في نزهةٍ علًها تغريه فيعيده إليها.
لوحةً راقصة جعلت الدمع ينهار تحت أقدامها ونبعاً يتفجر في أرض الرمل والجفاف.
رقصةٌ تحاكي القدر وتقول. إبحث أيها القدر عن غير هذا الجسد المتمايل, لأنك لن تصادفه أبداً فأنت من خلاله تعبر.

تعود البطلة الراقصة لتجلس من دون ان تكلف نفسها عناء قراءة العيون الهائمة..هي لا تهتم . إنها رقصة أخرى في بلد من دون موسيقى. ترقص فيه على أنغامٍ كانت قد حملتها من مكان ما على الأرض.
فهنا الجميع يجيد العزف على الأسواق المالية والأسهم واللعب في الإعلانات وكتابة الصفقات.
لذلك لا يوجد مكان لمن يأتي بموسيقاه أو ألحانه أو رقصه فهنا اللغة تختلف والعيون تختلف لكن الحكايات متشابهة وذات هدف واحد.
سأرقص على أرصفة هذا البلد لأشكره على إستقبالي وأحبه لأنه لم يخدعني ويبقيني عنده أنتظر حلماً لن يتحقق.
فأرض الأحلام شاطئها يعانق صخرة الجبل ليذََوب من كبريائها وشعبها ما زال يرقص على أنغام وألحان يعاد توزيعها وتسجيلها حسب الظروف.