عبدالرحمن مصطفى
اختلفت ردود أفعال الشباب الأمريكي تجاه بث مشاهد إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، ما بين تعليقات شامتة أو متشائمة من الوضع العام في العراق. برز ذلك داخل العديد من التجمعات والكتابات في المنتديات الالكترونية والصفحات الشخصية على الانترنت.
موقع quot;تكنوراتيquot; أحد أشهر المواقع المحببة للشباب، يقوم على أرشفة ملايين المدونات وربطها ببعضها البعض، منذ بدء بث لقطات إعدام الرئيس الأسبق صدام حسين، وكلمة البحث الأكثر شعبية داخل الموقع هي كلمة quot;Saddamquot; الاسم الأول للرئيس العراقي الراحل، سواء كان البحث عن مادة فيلمية أو مكتوبة، وعَّبر ذلك عن تغير حاد في اهتمامات الشباب في الأيام التي تلت إعدام صدام حسين، حيث كانت كلمات البحث الأكثر استخداما خلال الأسابيع الماضية هي أسماء مغنية البوب الأمريكية quot;بريتيني سبيرزquot;، والممثلة الشابة quot;ليندسي لوهانquot; .
روجر ويليامز (36 عاما) مدون أمريكي من ولاية رود أيلاند، يملك صفحة على الانترنت يتناول فيها تاريخ الطغاة في العالم.. وجد في نبأ إعدام الرئيس العراقي الأسبق مادة تصلح أن يختتم بها ما كتبه طوال الفترة الماضية عن الرئيس العراقي، وتحت عنوان (كش ملك Checkmate )كتب في تعليق لا يخلو من شماتة quot;وداعا صدام..نأمل ألا ترى الحضارة الإنسانية من هم ممن عينتك مرة أخرىquot; .
كانت الخلفية السياسية والانتماءات المختلفة أحد العوامل التي شكلت ردود الأفعال.. أنيكا (29 عاما) شاعرة ودارسة للقانون من ولاية كاليفورنيا، وإحدى المشاركات في موقع quot;مدونات من أجل بوشquot; الداعم للرئيس الأمريكي وسياساته quot;المحافظةquot;، كتبت أنيكا بلغة خطابية عن إعدام الرئيس الأسبق صدام حسين quot;ليس علينا الاحتفال بموت صدام، فنحن لم نغز العراق من أجل صدام، بل قمنا بذلك لنشر الديمقراطية هناكquot;، تضيف quot;سأؤجل احتفالي إلى يوم آخر، عندما يعود جنودنا منتصرونquot;.
كان للشباب الأمريكي المجند في العراق تعليقات على الحدث، غير أن خضوع مدوناتهم ومواقعهم للرقابة المشددة من البنتاجون والجيش الأمريكي منعا لتسريب معلومات أو نشر روح سلبية، ترك أثرا وجعل ردود الأفعال متحفظة بعض الشيء.
من ضمن ألاف الشباب المجند في العراق صمم اثنان من الإخوة من ولاية تكساس مسقط رأس الرئيس الأمريكي جورج بوش، موقعا أسموه quot;الأخوان تانكرquot;، خصصاه بالدرجة الأولى لدعم الجنود الأمريكيين في العراق، يحوى الموقع وصفا لردود أفعال العراقيين، وانطباعات متحفظة على موت صدام حسين، كانت إحداها quot;ليبارك الله قواتنا والعراقيين الذين عملوا من أجل السلام.. صلوا لأجلهم، فقد نال صدام جزاءه العادلquot;.
جندي آخر في العشرينات من عمره يعمل في المجال التقني، يكتب على الانترنت تحت لقب quot;جندي أمريكيquot;، تعد مدونته من المدونات الأمريكية الحربية الأكثر شهرة، كتب عن صدام معلقا quot;كان يجب أن تثقب رأسه برصاصة عندما تمالقبض عليه في تلك الحفرة التي اختبأ بها.quot;
لم يخف الجندي الأمريكي قلقه من الأحداث القادمة بعد إعدام صدام، وذكر أن الجيش في حاجة إلى أكثر من ثلاثين ألف جندي هناك.
وقد سجل تقرير لوكالة الأسيوشيتدبرس وجود حالة من الانقسام بين الشباب المجند في العراق حول إعدام الرئيس الأسبق صدام حسين، ما بين إعلان البهجة لرحيله، وقلق من ردود أفعال عنيفة على عملية الإعدام.
لم تكن كل ردود أفعال الشباب الأمريكي في سياق واحد، فهناك بعض الشباب المعارضين للحرب العراق استثارهم الحدث إلى حد ما.
جيمس ويلسون (36 عاما) أحد النشطاء المعارضين للحرب، كتب في صفحته على الإنترنت المسماة quot;بلد حرquot; عبر عن استيائه من سياسات القيادات الأمريكية بشكل عام، وربط بين أصداء وفاة الرئيس الأمريكي جيرالد فورد الذي تزامن مع إعدام صدام حسين معبرا عن غضبه تجاه الأوضاع الأمريكية، وكتب quot;صدام حسين، وميلوسوفتيش، على مساوئهما.. حاولا جعل بلادهما موحدة، بينما كانت حملاتنا الحربية لا تمثل إلا عدوانا على الآخرينquot;
مواقع أخرى شهدت تعليقات من الشباب الأمريكي، ففي موقع تحميل لقطات الفيديو الأشهر quot;يو تيوب YouTubequot;، كانت لقطات إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين هي الأكثر مشاهدة لعدة أيام، وسجل بعض المستخدمين القدامى من الشباب الأمريكي تعليقاتهم على مشاهد الإعدام.
كريس (29 عاما) قال quot;لم أصدم لإعدام صدام حسين، فله تاريخه الإجرامي الذي يبرر إعدامه، لكن رأيي أن غزو العراق جعل تلك المنطقة من العالم هي أكثر الأماكن غير الآمنة للأمريكيينquot;.
تعليقات عديدة تم تدوينها على صفحات الانترنت بين الشباب الأمريكي حول مشاهد إعدام الرئيس الأسبق صدام حسين، من مؤشرات هذا الاهتمام العالمي أن استقبلت صفحة صدام على الانترنت saddam.com ألاف الزوار ،ليقارب بذلك عدد زوارها نفس عدد زوار الموقع الرسمي للبيت الأبيض في أيام قليلة، كان أطرف التعليقات التي وردت إلى الموقع رسالة ساخرة كتبت تحت توقيع quot;أطفال أمريكاquot;.
جاء استقبال الشباب الأمريكي لخبر إعدام الرئيس الراحل صدام حسين، بعد يوم واحد من تأبين الرئيس الأمريكي لثلاثة ألاف جندي أمريكي في العراق معظمهم من الشباب، وما زالت أصداء الحرب الأمريكية تتزايد كل يوم مع كل حدث جديد على الساحة العراقية .