من دائرة المجالس الخاصة إلى العالمية
جازية روابحي من الجزائر:بمجرد أن تطأ قدماك أرض الجزائر، تصل إلى مسامعك نغمات quot;الرايquot; القادمة من كل مكان... موسيقى quot;الرايquot; تعدت حدود الجزائر وفرضت نفسها على الصعيدين العربي و العالمي بعدما كانت تثير استغراب الكثيرين لاعتمادها على موسيقى ذات نغمات خفيفة راقصة، بلهجة جزائرية غامضة.
يرجع الفضل في وصول أغنية quot;الرايquot; إلى العالمية للشاب quot;خالد حاج إبراهيمquot;، أو كما يعرفه الجمهور بلقب quot;الشاب خالدquot;فمن الذي لم يرقص على نغمات أغنية quot; ديدي quot; التي اشتهر بها عالميا بعد أن بثتها اغلب القنوات الفرنسية والعربية..؟
فرنسا حققت لخالد أحلامه التي لم يحققهالهوطنه.. وبعد أغنية quot; ديدي quot; ذات الإيقاع الراقصتسابق المنتجون الفرنسيون للفوز بهذا الصوت وحقق أرباحا هائلة، أنتجوا له بعدها أغنية مصورة هي quot; عايشةquot; التي فتحت للشاب خالد أبوابا لم يكن يحلم بها،وبدأ في عمل جولات موسيقية حول العالم، واقتحم قلوب أهل المشرق العربي، وتجاوبوامع أغانيهكأغنية quot;وهران وهرانquot;التيتحكي عن الهجرة والغربة، وجاء اختيار ديانا حداد لعمل أغنية quot;ماس و لوليquot; مع ملك أغنية quot;الرايquot; لتحتل الأغنية المراتب الأولى ويظل quot;الشاب خالدquot; ضيفا عزيزا على قلوب أهل المشرق العربي.
يرجع الفضل أيضا في اقتحام quot;الرايquot; للعالميةإلىالشاب quot;ماميquot;الذي اشتهر كثيرا بعد تسجيله أغنية quot;وردة الصحراءquot; في ثنائي مع المغني العالمي quot;ستيغquot;،وحققت الأغنية نجاحا كبيرابعد نجاحات أخرى حققها في فرنسابأغنية quot;الراي شيكquot;، وسجل هو الآخر اسمه ضمن عالم الفن المشرقي، بعد ثنائي ناجحمع الفنانة المغربية سميرة سعيد في quot; يوم ورا يومquot;،ثم ثنائي غنائي آخر سجلهمؤخرا مع المغنية اللبنانية quot;إليساquot;.
في الجزائر نسمع يوميا مئاتالأسماءالجديدة الشابة التي كثيرا ماتختار طابع quot;الرايquot; طمعا في تحقيق ما حققه quot;الشاب خالدquot; وquot;الشاب ماميquot; من شهرة وثروة، خاصة و أن quot;الرايquot; في الجزائر يحتل الصدارة، ويعتبره الشباب الجزائري متنفسا يعبر عن همومهم،ومشاكلهم الاجتماعية المتعلقة بالبطالة، والسكن، والحب والهجرة .
quot;الرايquot; باللهجة الجزائرية تعنيquot;أنا حر في تصرفيquot;... هذا الطابع كان منبوذا في وقت مضى وغير مستحبا لدى الأسر الجزائرية المحافظة، لاعتماده على ألفاظلم يكن من المستساغ سماعها أمام الملأ، خاصة و أن العائلات الجزائرية كانت تميل للطابع الكلاسيكي،سواء الأندلسي، الحوزي، والشعبي.. ليصبح اليوم quot;الرايquot; بموضوعاته الثلاثة الحب، البؤسوالهجرة شرطا أساسيا يصنع جميع الأفراح الجزائرية .
حسب بعض الدراسات فإن quot;الرايquot; انطلق في بداياته من الملاهي الليلية بعد رفض المجتمع له،كذلك كان متداولا فيبعض المجالس الخاصة حيث الشيوخ و الشيخاتكالفنانة quot;الشيخة الريميتي quot;، حيث كانوايرددون قصائد ذات طابع بدوي مستوحاة من الحياة الاجتماعية الجزائرية، هروبا من واقع مر، عبروا عنه بكل حرية و بدون أي رقابة .