![]() |
وهو ما إضطر ببعض الطالبات السعوديات في أميركا إلىقضاء عيد الأضحى المبارك وحيدات، وفقدن متعة الإجتماع ببني جنسيتهم من الذكور، والعائلات الأخرى، في الوقت ذاته الذي إحتفل بالعيد مئات الشباب من الطلبة المبتعثين على حساب الحكومة السعودية، في الوقت الذي تخصص في الملحقيات مخصصات مالية للإحتفال بالمناسبات الدينية والوطنية، للجنسين على حد سواء.
وهذا ما حدث فعلاً، فـ روان الفتاة العشرينية التي تدرس الماجستير في أحد الولايات الأميركية أضطرت لإلغاء أحتفالها بالعيد، والجلوس مابين شاشة التلفزيون والكومبيوتر، إذ بقيت تتابع نشرات الأخبار وتتقصى من وراء البحار، وماذا يحدث في بيتهم الصغير من تحضيرات للعيد، دون الإحساس بطعم العيد.
في حين عاد العشرات من السعوديين لقضاء الأجازة في الوطن والتي تزامنت مع اجازة الميلاد ورأس السنة، وبقي آخرون من الذكور في مدنهم ليحتفلوا بالعيد وحدهم دون إخطار الفتيات بالأحتفالات الوطنية التي دفعت ميزانياتها من قبل الملحقية السعودية في أميركا.
يذكر أنها المرة الثانية التي يحصل فيها شيء مشابهة، فبعد ما حصل في احتفالات عيد الفطر، من تجاهل ماشبه لما حدث في عيد الأضحى، كما ذكرت صحيفة مغترب التي تختص بأخبار المبتعثين، والطلاب السعوديين، حيث قالت في صفحتها الرئيسية آنذاك quot; اقيمت عدت احتفالات متنوعه قامت عليها الاندية الطلابية السعودية ابتهاجًا بعيد الفطر المبارك، وكما هو متعارف عليه في بعض الولايات الأميركية والدول في مثل هذه المناسبات التي تجمعهم كأسرة واحدة، لا فرق بينهم باختلاف الجنس ولا الانتماء ولا المنطقية، جمعهم اسم الوطن ليكون هو الانتماء الوحيد الذي وحد شملهم، في هذه اللحظات السعيدة والمشاعر الجميلة وعلامات الفرحة ترتسم على تلك الوجوه، كأنهم في تلك اللحظات بين أهاليهمالتيتدلعلى الحس الوطني لدى المبتعثون وتدل على بياض تلك القلوب ونقاوتها عن بعض الشوائب التي تدنس جسد الوطن.
إلا أن بعض تلك الاندية، او بعض القائمين عليها،ما زالوا يعانون من بعض التزمت في حضور الجنسين كنوع من التفرقة أو الجهل أو ربما النسيان لنصف المجتمع(المرأة) متمثلة بالفتاة المبتعثة التي غادرت ارض وطنها وابتعدت من اجل تحقيق ذاتها والعودة لخدمة الوطنquot;.
هل لا يزال المجتمع السعودي يعاني أزمة الفصل بين الجنسين، حتى بعيدًا عن السلطة الدينية التي لطالما كرست هذه المفاهيم، وهل الشباب من الذكور الذين يحظون بعلاقات صداقة مع الجنس الآخر من الإناث من الجنسيات الأخرى، لا يزال يخشى التواصل مع فتيات جلدته، وهل لا تزال نظرة الذكور إلى المرأة قاصرة.
هذه المرة تمت بسبق الأصرار والترصد كما يقال، فعلى الرغم من تساؤلات المسؤولين الأميركين المناطة بهم شؤون الطلبة السعوديين في كل الجامعات، عن سبب غياب الفتيات عن الإحتفالات، التي كانت قد توجه للطالبات أنفسهن ظنًا بأنهن اللواتي يمتنعن عن الحضور، وهو ما قاد بعضهن للكذب حول السبب الحقيقي، لتجيب رشا طالبة معهد اللغه في ولاية تكساس بـquot;أن التقصير ينتج عن المبتعثات أنفسهن حيث يرفضن العديد من دعوات النادي لأسباب خاصة لا يسعها الإفصاح عنهاquot;.
روان تقول: نتبادل الحديث دائمًا في كل مكان، لكن الأمر يتغير إذا صار الأمر يتعلق بالإجتماعات، وتتسائل هل يتعلق الأمر بالقائمين على نوادي السعوديين، حيث يتولاها احيانًا بعض المتشددين، الذين يحملون افكارهم المتشددة من الوطن ولا يتنازلون عن أفكارهم، حتى وهم في أكثر البلدان ترويجًا لحقوق الحريات.
الفتيات اللواتي قبلن الأمر على مضض في عيد الفطر المبارك، رفضن هذا السلوك واستغربن هذا التجاهل، الذي يعتبرنه تجاهل في حقوق المواطنة في الوقت الذي تمثل فيه النساء أكثر من نصف سكان المملكة العربية السعودية، ولا تعلم الفتيات ما السبب وراء ذلك التجاهل الذي حُرمن بسببه من فرحة العيد حيث، إن حضور المبتعثين والمبتعثات في تلك الاحتفالات يزيد نسبة المواطنة والإلفة بين أبناء الوطن المغتربين على حد قولهن.
وفيما يبدو أن الأمر لا يتعلق برفض الشباب من الذكور للنساء، حيث دُعيت إلى الإحتفال بعض عائلات الطلاب المبتعثين وزوجاتهم، مما يجعل الأمر يخص النساء العازبات اللواتي يتواجدن في الولايات المتحدة الأميركية من دون (المحرم)، وهذا ما ترفضه غالبية المجتمع السعودي المحافظ.
هذا وقد اظهر بعض الطلاب من الذكور حنقًا واضحًا تجاه النوادي التي تجاهلت الفتيات، بعضهم ألمح إلى مقاطعة هذه النوادي، واستغربوا هذا التهميش الذي وصفه بعضهم بأنه متعمد ويجب معاقبة القائمين على تلك النوادي، وضرورة إشراك الفتاة السعودية في جميع الأنشطة المقامة داخل حدود الوطن وخارجه. ونوه بعضهم الى ضرورة إتخاذوزارة التعليم العالي السعودية والملحقيات الثقافية التي تشرف على الطلاب المتبعثين، إلى تغيير وجهة نظرها تجاه نوادي الطلاب، التي يبدو أنها أخلت بأهم أسباب انشائها وهو جمع أبناء الجنسية الواحدة تحت مظلة، وتقريب وجهات النظر بين كل أطراف الوطن الكبير.
التعليقات