وسط قناعة بأن الزواج التقليدي لا يزال الخيار الأسلم
تمارا بزبز - عمان: إنسان صادق وطيب ومرح، quot;أحب الخير للآخرين وأحب أن أعطي، أكره الكذب وأبحث عن الإخلاص والوفاء، انسان جدي فأنا أبحث عن الزواج وليس العلاقات ، ملتزم في صلاتي وأخلاقي والحمد لله عالية. أعيش وحدي في الاردن واعمل محاسبًا، وأهلي في بغداد، ابحث عن إنسانة صادقة وطيبة ومرحة، وتقدس الحياة الزوجيةquot;. هذه الكلمات كتبت بوساطة أحد الاشخاص عبر موقع quot; بنت الحلالquot; للزواج عن طريق الانترنت بحثًا عن نصفه الآخر، حيث انتشرت في الاونة الاخيرة ظاهرة الزواج من خلال الشبكة العنكبوتية، فقد تضاعف عدد المشتركين فيها ليصل إلى الملايين من مختلف أنحاء العالم ، فما الذي يدفع بالشباب للزواج بمثل هذه الطريقة؟ وهل تكسر هذه الطريقة الحاجز الاجتماعي بين الطرفين؟ وما مدى جدية الطرفين في قصص الزواج عبر الانترنت، وما مدى ديمومتها؟ هذه الاسئلة وغيرها طرحناها في تحقيقنا عن هذه الظاهرة .

ناجح في المجتمعات المغلقة
استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور عبد المجيد خمش، أوضح لـ quot;ايلافquot; أن الانترنت يقدم خدمات اتصالية متعددة مثل البريد الإلكتروني وغرف الدردشة ومواقع التعارف والتي منها مواقع الزواج الهادفة الى تعرف كلا الجنسين على الاخر، للارتباط المستقبلي، مشيرًا الى ان هذه الطريقة ناجحة ومنتشرة بشكل كبير في المجتمعات المغلقة التي لا تسمح بالاختلاط بين الجنسينمن خلال الاسرة او في اماكن العمل، مبينًا أن هذه الطريقة ناجحة ومنتشرة ايضًا بين المهاجرين والمجتمعات غير المتجانسة، والتي لا يحصل بين افرادها لقاءات لصعوبة الاتصال والالتقاء فيما بينهم ، فيلتقون من خلال هذه الطريقة التي تسهل لهم الاتصال .
الانترنت وسيلة للتعارف كأي وسيلة اخرى بحسب خمش، مشيرًا بذلك الى الطرق المتبعة منذ زمن في بعض المجلاتأو عن طريق المراسلة .
واوضح خمش أن فرصة استمرارية زواج الانترنت مثلها كمثل أي زواج اخر، مشيرًا الى ان فرص النجاح او الفشل تعود للزوجين .
واشار الى ان الزواج بهذه الطريقة يكسر الحاجز الاجتماعي بين الطرفين، كما انه يصل الى مرحلة من التواصل الإلكترونييميز فيها الطرفين صفات الاخر، ويكون كل شخص صورة عن الطرف الاخر، حيث ان كل منهما يختار الطرف الاخر من بين عدة اشخاص .
الزواج عبر الشبكة العنكبوتية بدأ يلاقي قبولاً لدى مجتمعنا حيث ان الناس لم تعد تهتم لكيفيية اللقاء، ولكن المهم عندهم بحسب خمش أن يكون الزواج ناجحًا.

زواج مزور
اما عن راي اخصائي علم النفس الدكتور محمد الحباشنة في الزواج عن طريق مواقع الانترنت، فهو يؤكد أنه غير دقيق وغير صحي ومزور، مشيرًا الى انه في الحالات الطبيعية يكنف العلاقة الكثير من التجمل فما بالك بعلاقة صماء يكون الطرفان فيها امام شاشة الكمبيوتر، مبينًا ان علاقة مثل الزواج اسست للتواصل ولتكون طويلة المدى، وهنا لا بد من معرفة الشخص الاخر معرفة جيدة ومعرفة عن قرب، وليس عبر الانترنت لانها عبره تكون بصورة مختلفة وغير جدية في كثير من الاحيان . لكنه يوضح بان الانترنت يكسر الحاجز الاجتماعي .
كما اوضح بانه لا يزيل العقبات النفسية لانه تواصل غير كامل حيث ان الاشخاص يحتاجون الى التعرف الى بعضهم اكثر بعد تعرفهم على بعض عبر الانترنت .
وبين الحباشنة الى انه لهذه اللحظة الزواج من خلال الانترنت لم ينل القبول بنسب عالية ، مشيرا الى ان اصول التعرف على الانترنت تبقى موضوعا غير مقبولا.

وتعد ظاهرة الزواج عن طريق مواقع الانترنت واحدة من اسرع الظواهر انتشارًا في العالم بأسره، حيث وصل عدد المشتركين فيها الى الملايين فقد فتحت تلك المواقع أبوابها لمن يريد ايجاد نصفه الاخر ولمن لديه القناعة بمثل هذه الطريقة، وكما أن هناك ايجابيات في هذه الطريقة، هناك أيضًا سلبيات أخرى تتركز بشكل رئيسي حول عدم جدية بعضهم، أما عن مزاياها فواحدة منها بأنها تخدم الراغبين في الزواج من الأقليات في بعض الدول.
اما عن فكرة مواقع الزواج على الانترنت، فإنها تتلخص في اشتراك الراغب أو الراغبة في الزواج في أحد المواقع التي تقدم هذه الخدمة، و من ثم تعبئة البيانات الشخصية الخاصة به، وكذلك البيانات التي يتطلبها في الطرف الآخر.
ومن هذه المواقع موقع quot;بنت الحلالquot; الذي يقدم خدمات الزواج للراغبين به من كافة انحاء العالم حيث يضع الموقع لمشتركيه خيارات متعددة لسهولة التعارف فيه بدأ من البحث وارسال الرسائل والبطاقات ودردشة لتهيئة الظروف المناسبة للتعارف ومعرفة الشخص الأخر معرفة جيدة قبل ان يبدأ فى اعطاء بياناته الشخصية للطرف الآخر، كما ان الموقع يتبع نظامًا آمنًا وصارمًا لضمان جدية المسجلين في خدمة البحث عن شريك فيتم الغاء عضوية أي شخص يخالف تعليمات الموقع او يسيء إلى الاداب العامة .
نسب نجاحه قليلة
بعضهم يجد هذه المواقع السبيل الوحيد للحصول على الزوج او الزوجة أو لتمضية الوقت مع الطرف الآخر، إذ أصبح غالبية الشباب لا يحبذون اللجوء للزواج التقليدي بل يرغبون بالتعرف على شريك الحياة بطرقهم الخاصة ، quot;ايلافquot; تحدثت مع باحثين عن نصفهم الآخر عبر موقع quot;بنت الحلالquot; فبالنسبة إلى سامر34 عامًا احد مشتركي الموقع من سكان الاردن فهو لا يؤمن بهذا النوع من الزواج ولا يعتقد انه سيتزوج بهذه الطريقة لكنه جربها لعله يجد نصفه الاخر فيها مشيرا الى انه يبحث عن نصفه الاخر بالطريقة التقليدية، مبينا أن هناك اشخاصًا جديون، واخرين يدخلون على هذه المواقع لمجرد التسلية والتعرف، أما بالنسبة إلى نجاح هذا الزواج فيعتقد سامر ان نسب نجاحه لا تتجاوز ال 15%.
اما ناصر 27 عاما من الاردن فيوضح بانه اشترك بالموقع لأن هذه الطريقة جديدة ومتطوره وبامكانها ان تقرب البعيد، مشيرًا الى انه ومن خلال الجهاز الذي تديره بيدك quot;أي بسرية تامة quot; تستطيع أن تجد ضالتك والتي من الممكن ان توافقك بالرؤى و الافكار، وفي حديثه quot;لايلافquot; بين ناصر انه وبعد التحاور مع أعضاء الموقع لم يلاحظ الجدية في تعاملهم، وانما بناء صداقات عابرة لمنافع شخصية أو مطامع مادية وجنسية، أما بالنسبه إلى رأيه قال اننا كشرقيين وكمسلمين الزواج التقليدي هو الانسب ولو أنني لا أنكر وجود حالات فردية ناجحه وهذه تعتمد على ثقافه الطرفين.
وعن اسامة البالغ من العمر 32 عامًا،فهو يرجع سبب اشتراكه في الموقع الى شروط وطلبات فتيات البلد حيث قال لصعوبة الطلبات وغلاء المهور اطررنا للبحث عن فتيات من الخارج من المغرب العربي وغيره لقلة الطلبات في تلك البلدان الا انه يقول اعتقد ان نسبة النجاح لا تتعدى الخمسة في المئة.

quot;زعيمquot; 28عامًا من دولة الامارات العربية المتحدة يوضح أنه جاد في بحثه عن نصفه الاخر، إلا أنه لا يجد الجدية من الاطراف الاخرى الا نادرًا ، كما يقول إن هذه المواقع لا تعمق التواصل مع الطرف الثاني ، ويقول بانه لا يستطيع ان يحدد ما اذا كان هذا الزواج افضل من الزواج التقليدي، مشيرًا الى ان النتائج هي التي تحكم بالافضلية.
افضل من الطريقة التقليدية
اما عن يوسف مغربي الجنسية والذي يعيش في ايطاليا فقال انا جاد 100% في البحث عن شريكة حياتي من خلال هذا الموقع مبينا انه يفضل هذه الطريقة التي تجمع جميع طرق الزواج فيها .
عبدالله 35 عامًا اردني الجنسية يعيش في السعودية قال لـquot;ايلافquot; ستكون هذه الطريقة اكثر قبولاً مع الزمن من الطرق التقليدية وفي الغالب ستصبح نسب نجاح الزواج من خلالها اكثر من الطريقة العادية المهم ان تسلم من العابثين ولو وجدت غايتي ساتزوج من خلالها .
محمد 30 عاما من الاردن يقول ان جاد في بحثي عن نصفي الاخر في هذا الموقع مشيرا الى ان هذه الطريقه افضل من الطرق التقليديه حيث يعتبرها مثل التعرف بالصدفة.
يقول اسد 37 عاما من الاردن اخترت هذة الطريقة لسهولة الاتصال وسرعتة ولتوسيع قاعدة الخيارولتلافي الاحراجات الاجتماعية وحفظ المشاعر خاصة في المواقف الاولى.. انا جاد.... واجد ان هنالك نسبة لا بئس بها من الفتيات جادات في الطرح واعتقد ان نسبة النجاح هذة الطريقة عالية.
اما لارا ابنة العشرينيات والتي لا تتعامل مع مثل هذه المواقع فهي لا تؤيد فكرة الزواج عن طريق الانترنت موضحة ان هذه الطريقة غير جادة وغير دقيقة حيث انها لا تعطي صورة واضحة عما إذا كان الشخص مناسب أو غير مناسب، مقارنة بالتعامل مع الشخص عن قرب.

قصص نجاح
اما عن سحر عطية فتروي لـ quot;ايلافquot; قصة صديقتها التي تزوجت عن طريق الانترنت منذ خمس سنوات حيث تقول بأنهما تقابلا في بلد عربي بعد فترة من تعرفهم على الشبكة العنكبوتية، حيث ان الزوج يسكن في السعودية والفتاة تسكن في بلد عربي مجاور حيث تقابلا، وتم عقد القران هناك مشيرة الى ان زواجهما ناجح وهما بانتظار طفلهما الثاني الان .
ومن قصص النجاح التي صادفناها في موقع بنت الحلال فتاة تشكرالموقع الذي من خلاله تعرفت على زوجها حيث تقول لقد تم بحمد الله زواجي من السيد (هلهل) قبل نحو خمسة أشهر وذلك بعد التعرف عليه عن طريق الموقع... وانا سعيدة بهذا الزواج ونحن الان ننتظر مولود .
ويذكر احد المواقع ان سعاد من دولة عربية مجاورة تزوجت عن طريق الانترنت منذ اكثر من عام وعاشت بسعادة مع زوجها ورزقها الله بطفلة لذا فهي تشجع على الزواج عن طريق الانترنت.
نسب الطلاق فيه كبيرة
الاخصائية الاجتماعية الكاتبة ميساء القرعان، قالت إن هذا النوع من الزواج منتشر في المجتمعات المحافظة وبين من كانت لديهم علاقات وفشلت مشيرة بان الانترنت يعطي فرصة للقاء المفتوح، مبينة أن الانترنت يعطي فسحة للتخيل ورسم الصورة للشخص الذي يحلم به قائلة بان هذه الطريقة فيها بعض التشويه والتزيف والتزوير اذ ان بعض الاشخاص يقولون مواصفات غير موجودة فيهم .
وتوضح القرعان بان هذه الطريقة تكسر الحاجز الاجتماعي بين الطرفين حيث لا يوجد رقيب اجتماعي.
وتؤكد الا انه لا يمكن ضمان هذا النوع من الزواج حيث اشارت الى انه وفي الوقت الحالي لا يمكن ضمان الانواع العادية منه كالزواج التقليدي او الناتج عن طريق الحب فاغلب الزيجات معرضة للفشل وهذه حقيقة لا بد من الوقوف عندها بحسب القرعان حيث اوضحت بان نسب الطلاق مرتفعة عند حديثي الزواج وهذا ما تؤكده سجلات المحاكم مبينة بان هذه الحالات ربما تكون بنسب اكبر في الزواج من خلال الانترنت .
واضافت القرعان انه لا يمكن قياس الجدية في هذه المواقع فالبعض يدخلها من اجل الزواج والاخر يدخلها من اجل التعارف والتسلية تحت مسمى الزواج.
وعن تقبل المجتمع لهذا النوع من الزواج قالت القرعان هذا النوع من الزواج يتقبله المجتمع لانه عندما يتم يصبح زواجا عاديا فلا تهم طريقة التعارف حيث لا توجد اشكالية فيه كزواج المسيار وغيره ويبقى في النهاية زواجًا عاديًا ، مشيرة الى ان الانترنت هو وسيلة زواج ومهرب من المهارب العاطفية لمجتمعاتنا.