من قدحات آهتي تتهاوى النجوم وعلى العرش يحط طائر رغبتي

محمد الأمين ndash; لاهاي: ولدتُ في مدينة هرات في أكثر أيامها اضطرابا وانعداما للأمن والأستقرار. أنهيت تحصيلي الدراسي في أعدادية محبوبة بعد ان اختصرت عامين دراسيين في عام واحد. والأن أواصل تحصيلي الأكاديمي في معهد ألآداب والعلوم الأنسانية في مدينة هرات.أذكر أنني كنت مفتونة بالشعر منذ سني طفولتي.والقيود التي وضعتها حركة طالبان على قدمي في فترة الأسر التي أستمرت ستة أعوام هي التي دفعتني أن أجعل من القصيدة مركبا لمواصلة ترحالي في فضاء الشعر.ها أنا أسير بخطى غير واثقة تجعلني دائمة الترنّح والتعثّر لكن لطف الأصدقاء الأحبة يسندني في أصعب اللحظات وأكثرها مشقة رغم كل ذلك لا أظنني في مأمن من مخاطر هذه الطريق الوعرة لذا أراني مضطرة لتكرار القول أنني أواصل ترحالي بخطى قلقةquot;..

هكذا قدمت نفسها الشاعرة الافغانية ناديا انجمن في احد اعداد مجلة بخارا الايرانية. ورغم التواضع الملحوظ وغير المفتعل في التقديم أعلاه إلّا أن االوسط النقدي سواء في ايران أو أفغانستان اعتبر ان برحيل انجمن متأثرة بضربات زوجها الذي منعها من الاستمرار في مشوارها الأدبي ، يكون الشعر الأفغاني قد خسر واحدا من أصواته وتجاربه الشعرية الجادة والمهمة في السنوات الأخيرة.فقد إمتازت قصائد أنجمن بنبرة أحتجاجية عالية غالبا ما قارنها النقاد بالشاعرة الايرانية فروغ فرخزاد.
وسواء اتفقنا مع هذا الرأي النقدي أو خالفناه .لابد من الاشارة الى سمة بارزة انفردت بها انجمن دون غيرها من الشاعرات الافغانيات وتتمثل بمعالجتها لقضاياالمرأة الأفغانية من خلال لغة في مستو رفيع من الصفاء والسلاسة وبعيدا عن أي افتعال شكلي يفقد القصيدة انهماكها الجاد بالانشغالات البسيطة والحقيقية للمرأة الأفغانية نحن ازاء الصرخة ممزوجة بطموح نساء مكبلات بالقيد.،.

أنتم يا منفيو الجبل المجهول
هاهي جواهر اسمائكم ترقد في مستنقع صموت
ياذوي الذكرى الزرقاء الممحية
ها هوذا بحر النسيان وقد تعكرت أمواج ذهنه
فيمت تواصلون اخفاء الموج اللألاء لرؤاكم المتقدة
في هذه العاصفة المعتمة
ترى أي يد غازية اقتادت الى عالم الغيبوبة تماثيل احلامكم الذهبية
من ذكريات زرقاء نيّرة

مع مجموعتها الشعرية quot;وردة الدخانquot; نالت انجمن شهرة واسعة.وقد أشادت مجلات أدبية مرموقة بهذا الصوت الشعري الذي منح الغزل الافغاني دفقا جديدا من الاعتراض الحاد والجرأة العالية في فضح الظلم الذي يلحق بالمرأة الأفغانية بسبب السلوك الاجتماعي المفروض عليها وذلك عبر ذات الايقاعات المألوفة في الغزل الفارسي بعد أن تم تطويعها لتتلائم مع فضاءات شعرية لم تألفها الشعرية الأفغانية.

من قدحات آهتي تتهاوى النجوم
انه الليل وهذي القصيدة التي تحرق لحظاتي بشراراتها
انه الشوق يمشط اوتار حنجرتي
فيالها من نار تلك التي تروي ظمأي.

*
من قدحات آهتي تتهاوى النجوم
وعلى العرش يحط طائر رغبتي.