1. عدة الذي يجلس على قارعة الطريق
إلى حسن ناظم
أنت تنأى بأذن مسبق
تقرر غيابك
أو بالأحرى وحدتي هنا
أمضيت الليلة في المكان الذي تعرف
عزفت مقطوعتي وشربت نخبك
الحياة هي التي تفر،
بلا رأفة أو أي مسحة شفقة.
كنت تراقب معجزاتي المنزلية
فتنسى المصطلح والمفاهيم
الليالي النادرة، وانكساراتها أيضا ً
يؤرشفها حدسي في الفقد
أجلس على قارعة الطريق
يصفر لوني وشعري يبيض
كل ما في الأمر
أن الأشياء الحميمة تنأى
وتنبت على الدوام الكثير من الكائنات الضارة.
***
22/4/2005 أديلايد
2. ما يشبه الدراما
إلى علي حسين
هذه ليست قصة تلفزيونية
فالبهجة التي عشنا
تحولت بغتة إلى أيام مليئة بالغثاثة
حتى ما حلمنا به
جاء مغمسا ً بالكثير من الدم
الكثير من الأحزان العظيمة
صرنا نلتفت إلى الوراء كثيرا ً
نحدق في ذكرياتنا ببله
وكان الأجدى أن ننهمك بالرقص
15/5/2005أديلايد
3. صراخ في الجهة التي أعرف
إلى علي عبد الأمير
قصة مقتل قاسم*
لا جديد فيها البتة
هذه الأرض أيقونة دم
ولأنها كذلك
توزع أعطياتها بالتساوي على العباد
كنت أراك تذوب من الوجد
تساءلت عن ضعفك
وها وجدته مضرجا ً بدمه
****
20/5/2005 أديلايد
*هو قاسم عبد الأمير عجام شقيق الشاعر علي عبد الأمير وقد قتله ملثمون ظلاميون أمام منزله في مدينة الحلة العراقية في العام 2004.
4. قرية الشاعر
إلى علي سعدون
للشاعر قريته
يا للشعرية !!!
تمسح دموعك كل صباح
وأنت تطعم الدجاج أمام المنزل
تلتحف أشواقك
وتطرد النعاس المبكر
إذ
ماذا تفعل في قريتك
غير البكاء
وبضعة أوراق تلقنها للدجاج
لا فائدة يا علي
نحن نتيبس بقسوة
20/5/2005 أديلايد
5. عطلة مستمرة
إلى عماد حسن
ها أنت تعود وحيداً إلى شقتك الأنيقة
تمدد قدميك وتتحسر على أيام التدخين
تتلفت مذعوراً
تذهب إلى المطبخ وتخرج من غرفة النوم
كل شيء بين يديك يتحول إلى خزف مكسور
وأمام الشرفة التي تصورنا بها
تمر القطارات،
ليست قطارات الناصرية،
المشهد الرومانسي ثمة ما يغرقه بالوحل
فبين صباح وآخر
يطفو الكثير من الدم على الأرصفة
وتظهر على الشاشة بعض الوجوه القبيحة
عطلة مستمرة هذه الحياة
وقدراتنا ليست خارقة
أديلايد في 16/7/2005
6.سطور من وصية شيخ
إلى روفائيل محمد عزيز
كنت وحيداً عندما دهسني الضوء الساقط خلل شجرة عتيقة
تسمرت مرعوباً أسفلها وأنا أختلس النظرات لمصدر الضوء
البهاء وحده ما أصغي إليه وأنا أجلس منهكاً ها هنا
لم يكن معي غير أصدقاء بعيدين وأمهات يلتحفن السواد
سجدت في مكاني حتى أطلت السجود وكنت صامتاً
لم يكن الدم الذي يتسرب مني غير دموع يذرفها عشاق ولهون
رفعت ما تبقى من جسدي ونهضت بأمر من صوت لا أعرف مصدره
هذه الشجرة التي أحدثك عنها أصابتني بالحمى
وصار جبيني يتعرق باستمرار حتى وصلت حافة الموت
قلت لأهلي أعيدوني إلى شجرتي القدسية
فهناك فقط سيتسنى لي لم ما تبقى مني من جديد
أديلايد في 18/8/2005
ملاحظة: قصائد الأخوانيات تمثل، كما هو واضح، قصائد مخصوصة عن بضعة أصدقاء للشاعر، وقد وجدت من المناسب أن أجمعها في عنوان واحد بالرغم من أنها مكتوبة بتواريخ مختلفة، ولفظة الأخوانيات لا تحمل من دلالة أو إحالة سوى المحبة.
التعليقات