خلف خلف من رام الله: تتواصل استعدادات مؤسسة زيدان سلامة للثقافة والفنون في مدينة شفاعمرو في الداخل الفلسطيني لإطلاق مهرجان الفن الإيمائي الدولي الثاني في أيار/مايو القادم، وقد وجهت المؤسسة دعوة لفرق التمثيل الصامت الراغبة بالمشاركة في المهرجان إلى الاتصال بها، حتى نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2005، لترتيب مشاركتها، ويذكر أن الفنان الراحل زيدان سلامة يعتبر أول فنان عربي زاول هذا النوع الخاص من الفنون، وأول من أطل على الناس بهذا الفن من خلال خشبة المسرح العربي المحلي البدائي آنذاك، وقالت المؤسسة التي حملت اسمه أن ذلك دفعها لتطوير هذه العلاقة المتبادلة ما بين هذا الفن والناس، مضيفة خلال موقعها على الانترنت: أننا نطمح من خلال هذا المهرجان إلى خلق حالة ثقافية تتجدد كل عام، تشكل في مضمونها رافعة تدفع إلى الأمام مسيرة الفن المسرحي بشكل عام، ومسيرة فن تمثيل الإيماء بشكل خاص. أما بخصوص أداء ممثل الإيماء، فانّ لحركته خصوصية ذاتية وشخصية، تستند في مجمل عرضها على أنظمة وتقنيات مستقلة ومميزة بقدرات الفنان وأدواته.
وتابعت: وقد وضعنا نصب أعيننا أن تلتقي في رحاب عطائه الثقافي والإنساني كل فئات المجتمع، إضافة إلى إتاحة الفرصة لتقوية العلاقات العربية اليهودية في فضاء التبادل الثقافي لتعميق العلاقات الإنسانية فيما بين شعبي هذه البلاد، إذ يقوم هذا المهرجان على مشاركات فنية من عدة دول أوروبية وعدد مميز من الفنانين العرب واليهود المبدعين في مجال الفن الإيمائي. وبقي أن نقول أن فن الإيمائي هو فن التمثيل الصامت، وهو فن تمثيل مرئي قائم بحد ذاته، يحتم على الفنان أن يعبر عما يريد بواسطة حركة الجسد. بلغة أخرى، هو ذلك الفن الذي تسيطر عليه بلاغة الصمت، ويجتمع في تقديمه جسد الإنسان بكل عضلاته ورأسه وعينيه، في تواصله مع فضاء المكان، كي ينقل من خلال تفاعل مشاعره وأدواته الإيمائية، صورة صادقة عما يريد إلى الناس .. إلى ذلك الجمهور المتلقي لهذا الفن الراقي الجميل. ومن هنا جاءت تسمية هذا المهرجان بـquot;خير الكلامquot;، ذلك أن quot;خير الكلام هو ما قل ودلquot; وحركة الجسد اشد تعبيراً من آلاف الكلمات..
فالحركة هي إحدى المكونات الأساسية المرئية التي ترسم جمالية هذا العرض المسرحي.. والتي يمكنها أن تختزل في سياق أدائها ذلك الكم المتراكم من المفردات والكلمات!! فهي إذن عرض بالإيماء، عرض بالحركة الصامتة التي أطلق عليها اسم الـ quot;بانتوميمquot;.. وهي تشكل قبل كل شيء حالة من الخطاب المسرحي، الذي يضعها في مصاف الإبداع الإنساني الفذ لتكون بديلا عن لغة الصراخ والكلام.
- آخر تحديث :
التعليقات