اطردوا من الإسلام الإرهابيين وفقهائهم

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الأحد الماضي في مؤتمر صحافي أن هذه القمة الاستثنائية تهدف إلى "تغيير الصورة المظلمة عن الإسلام بسبب العمليات الإرهابية التي نفذت باسمه". وسبق لي أن نشرت نداء إلى شيخ الأزهر ومفتي مكة وباقي علماء المسلمين طالبتهم بأن يطهروا الإسلام من بن لادن وعصابته الآثمة، ونشر هذا المقال في "إيلاف" بتاريخ 21/3/2005 ، وقرأت في القدس العربي الصادر بتاريخ 17/11/2005 وعلى الصفحة الأولى تصريحاً لولي عهد أبو ظبي بعنوان :" ولي عهد أبو ظبي يدعو لإخراج القاعدة والزرقاوي من "ملة الإسلام" فقال في مقابلته مع فضائية "العربية":" يجب أن نسأل أنفسنا سؤالاً حقيقياً ونقول أنه إن لم يكن هناك وقفة صادقة تجاه هذه العمليات غير الدينية وغير الإنسانية فإنها ستستمر (...) وعتبي شخصياً على شيوخ الدين وعلماء الدين الذين يعيشون بيننا ومعنا فإذا ما كفروهم فإن أضعف الإيمان إخراجهم [الإرهابيين] من الملة". ولقد سبق لمؤسسة مسلمي أسبانيا أن أصدرت يوم 11 سبتمبر بمناسبة الذكرى الأولي للمجزرة التي نفذتها قاعدة بن لادن والظواهري في اسبانيا فتوى بطرد بن لادن من حظيرة الإسلام الذي يقول في كتابه العزيز "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً" أي أن من يرتكب عمليات انتحارية ضد أي مدنيين أبرياء كمن يرتكب جريمة إبادة جماعية للجنس البشري فهو مجرم حرب. ولا مكان لمجرمين الحرب أمثال بن لادن والظواهري والزرقاوي ومن لف لفهم في ديننا الإسلامي الحنيف،الذي يجب أن يكون دين المحبة والتآخي بين البشر لا دين الجهاد والاستشهاد وانكار مساواة المرأة بالرجل والمسلم بغير المسلم، وإعطائهما جميع حقوقهما المدنية والدينية.
لقد تشوهت صورة الإسلام على يد المسلمين الإرهابيين أكثر مما حاول أعداؤه تشويهه على مر العصور، وأذكر أنني كنت في المترو ذات يوم وبمجرد أن فتحت جريدة عربية حتى قامت المرأة الفرنسية الجالسة بجواري وغيرت مكانها بمجرد أن أيقنت أنني عربي ومسلم، إلى هذا الحد شاهت صورة المسلم والإسلام، فبمجرد ذكر كلمة "إسلام" أو "مسلم" تترآى في ذهن الأوربي أو أي إنسان آخر في العالم صورة بن لادن وجريمة 11 سبتمبر التي يسمونها بغزوتي نيويورك و منهاتن، تشبهاً بغزوات رسول الله صلي الله عليه وسلم، ورسول الله والإسلام بريء منهم ومن أفعالهم الآثمة، فصورة أي دين هي المعول عليها في مرآة الرأي العام العالمي،فالدين الذي يملك صورة مشوهة عالمياً هو دين لن تقام له قائمة، فالله سبحانه وتعالي يقول:"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" ولم يقل ادع إلى سبيل ربك بالقنابل والأحزمة الناسفة كما تفعل "حماس" و"الجهاد الإسلامي" والقاعدة وأبو سياف وطالبان وأمثالهم من قتلة النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء.
فأرجو من القادة العرب المجتمعون من 57 دولة عربية وإسلامية بأن يقتدوا بالمؤسسة الإسلامية الأسبانية و بندائي وبدعوة ولي عهد أبو ظبي أن يعلنوا براءتهم الكاملة من بن لادن والظواهري والزرقاوي وعصابتهم المجرمة، وكذلك من كل فقهاء الإرهاب أمثال يوسف القرضاوي وراشد الغنوشي الذين يفتون للشباب المسلم بتفجير نفسه في المدنيين، لأن هذا التفجير هو إرهاب ممقوت أخلاقياً وسياسياً ،فبطردهم من الإسلام لن تحسب أقوالهم وأفعالهم علينا كمسلمين وعلى ديننا السمح الذي خاطب رسول الله قائلاً :"ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك".وأن يعلنوا ولاءهم الكامل لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية واعتبارها جزء لا يتجزأ من قيمنا الإسلامية. هذا هو الحل الوحيد إن أردتم تحسين صورة الإسلام والمسلمين في العالم. هذه القمة الاستثنائية لابد أن تصاحبها قرارات استثنائية تطبق على أرض الواقع حتى نعيد ترتيب البيت العربي والإسلامي بفكر ووعي جديد لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.
يا قادة الأمة الإسلامية الساعة للحسم لا للثرثرة والقرارات المائعة والمنافقة، وإذا كنتم بمستوي مسؤوليتكم اتخذوا القرارات التالية:
1-اطردوا القاعدة وفقهاء الإرهاب من حظيرة الإسلام.
2-اصلحوا التعليم والتعليم الديني بتطهيره من الجهاد والاستشهاد واحتقار المرأة واضطهاد غير المسلمين في أرض الإسلام كما هو حال المسيحيين في كل من السودان ومصر، وحال الأقلية الشيعية في السعودية ، والأقلية السنية في إيران الإسلامية ..إلخ.
3-تبنوا اجتهاد المصلح السلفي الشيخ رشيد رضا الذي اعتبر آيات السيف خاصة بمكانها وزمانها ولا تصلح لعصرنا وروح عصرنا. ووافقه في ذلك الإسلامي الأستاذ فهمي هويدي بمقال في مجلة "المجلة" يليق بكم أن تتبنوه لو كنتم بمستوي مسؤوليتكم وتريدون فعلاً "تبييض وجه الإسلام".
4-اعلنوا الفصل بين المقدس الذي هو الدين والمدنس الذي هو السياسة عملاً بقول الأستاذ الإمام محمد عبده "لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين". وتبنوا شعار الأزهري سعد زغلول:"الدين لله والوطن للجميع". فالمسلم واليهودي والمسيحي والشيعي والسني والدرزي .. إلخ كلهم مواطنون متساوون كأسنان المشط في الحقوق والواجبات "كلكم لآدم وآدم من تراب"، وكل له دينه كما قال تعالي :"لكم دينكم ولي دين".
وأخيراً ليكن شعارنا: أنت أخي ما دمت معترفاً بي / آمنت بالله أم آمنت بالحجر

[email protected]