تصاعد المد الإرهابي في لبنان، والإستهداف الصريح والعلني والمبرمج وفق تسلسل زمني واضح لرموز الحرية والسيادة والإستقلال والفكر الحر فيه وبشكل غير مسبوق ويهدد وجود ومستقبل وحرية وسيادة الشعب اللبناني بعد إعلان نظام المخابرات في دمشق لحالة الحرب الصريحة، لم تمنع (الرفاق والمؤمنين وحجج الإسلام) في حزب الله اللبناني وهو الطبعة العربية لحزب (خدا) اللبناني ولا حليفه اللدود (حركة أمل) من إعلانهما الواضح والصريح لمعارضتهما العلنية والمخجلة لكل الحلول الممكنة التي من شأنها حماية حرية و أمن وسيادة الشعب اللبناني من كيد المخابرات السورية وحقدها المريع وخططها الجهنمية لتدمير لبنان وتشريد شعبه والتعدي على خياراته الحرة.
لم يفاجئنا (حزب خدا) ولا حليفته (أمل) بموقفهما الأخير وتعليق عضويتهما في الحكومة اللبنانية، لأن ما حصل هو تعبير حقيقي عن قناعات موروثة ومعروفة ومشخصة !! ففي النهاية الإناء ينضح بما فيه! وحزب الله بصرف النظر عن الجعجعة الدعائية التي تقف خلفها دعايات وخلفيات طائفية يتلقى وحيه وإلهامه ووجوده وحيويته من مصالح خارجية ومن قوى إقليمية غريبة عن لبنان وعن وضعه وصيغته الوطنية الخاصة وهو مجرد جيب إيراني يعمل وينشط ليل نهار من أجل إقامة النموذج الإيراني البائس في لبنان !! كما أن وجوده وإستمراره وتغذيته ونشاطه لا يتم إلا من خلال النظام السوري والذي بهزيمته وهروبه الفضائحي من لبنان قد رسم نهايات حقيقية لفرق المرتزقة والأزلام من العصابات الطائفية المغطاة بشعارات الدين والتقوى والطائفة! وهي لعبة لعبها النظام السوري طويلا وأدمن أبجدياتها وتخصص في حرفياتها، وأبدع أيما إبداع في تطبيق جزئياتها وتفاصيلها!، فمعارضة (حزب الله وشركاه) لإجراءات الحماية الدولية الضامنة لأمن ومستقبل الشعب اللبناني لا تعني في المحصلة النهائية إلا الوقوف العلني والصريح بجانب القتلة من إرهابيي البعث السوري بحجة مضحكة وهي (الحفاظ على السيادة)!! وهي عبارات مخجلة تذكرنا بهذيان أجهزة إعلام البعث السوري السائر حتما في طريق الإضمحلال و التلاشي!!، لم يعد السكوت ممكنا، ومسؤولية الشعب اللبناني قد باتت اليوم كبيرة وتاريخية في عزل كل العناصر التي تحاول الإستقواء بالقتلة والدفاع عنهم عبر تدثرهم بالشعارات الطائفية السقيمة والمريضة، فحرية وأمن وسيادة الشعب اللبناني أكبر كثيرا من كل متبنيات الولاء الآيديولوجي! فلعبة المصالح الإقليمية والدولية للصراع على الإرادة والقرار اللبناني قد زرعت ألغاما مهلكة في قلب التشكيلة اللبنانية وأضحى (حزب الله..) حصان طروادة حقيقي في قلب معركة الحرية والمستقبل اللبنانية، فمراهنة النظام السوري على مواقف أصدقائه وحلفائه وعملائه في الساحة اللبنانية هي الخيار الوحيد والأخير لذلك النظام للإفلات من نتائج و تبعات جرائمه التاريخية ضد الشعب اللبناني، ولن تنتصر قوى الحرية في لبنان ما لم يتم عزل كل الجماعات والأحزاب والأفراد التي تنتصر لولاءاتها و مصالحها الطائفية والشخصية الضيقة وتخذل الشعب اللبناني في أحرج لحظات معاركه التاريخية.. حزب الله كان وسيبقى حزبا لا يعبر إلا عن مصالح طائفية ضيقة ولا يمثل سوى جيب للنظام الإيراني تتسلل من خلاله كل بقايا الفاشية البعثية التي خسرت معركتها في لبنان وستخرج ملعونة من التاريخ، والشعب اللبناني سيشق طريق حريته مهما كانت مواقف العمائم الملونة أو قادة الإقطاع الطائفي والسياسي... إنها رياح الحرية العاصفة التي ستعصف بالطغاة من كل جنس وملة... ولون.. ولا عزاء للقتلة والمتخاذلين.

[email protected]