تشهد أغلب مناطق الأحواز العربية المحتلة منذ قرابة ثمانين عاما من الدولة الإيرانية، توترا لا مثيل له عبر تجاوزات إيرانية تصل حد الجرائم الجماعية بحق الإنسانية، مما دعا التنظيمات السياسية الأحوازية الناشطة في داخل الأحواز إلى توجيه العديد من النداءات والإستغاثات للجماهير والأحزاب العربية، ومنها النداء الصادر عن ( المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية ) قبل ايام قليلة، معدْدا الكثير من هذه الممارسات الإجرامية التي فعلا لو وقعت في مكان يحظى بالإهتمام العالمي، لقامت الدنيا، لأنها أكثر مرارة ووحشية من الجرائم التي إرتكبتها عصابات الجنجويد في جنوب السودان، وأدت إلى تدخل دولي أوقف المجازر، وقدْم المساعدات لذوي الضحايا. من أهم هذه التجاوزات والجرائم:
أولا: التهجير القسري للعرب الأحوازيين من مناطق سكناهم، وهو تفعيل جديد لسياسة إيرانية قديمة كانت وما زالت تهدف إلى تفريس المنطقة العربية، وهي لا يمكن وصفها إلا بأنها خطة إستيطانية، لا تختلف في المضمون عن فكرة وسياسة المستوطنات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة.

ثانيا: جلب المواطنين الإيرانيين بشكل جماعي للسكن في المناطق العربية التي يتم تهجير سكانها، وهي خطة لا إنسانية للطرفين، العربي حيث يتم تهجيره من أرضه التاريخية، والإيراني الذي يتم إقتلاعه من سكنه للنزوح إلى سكن آخر، في أرض ليست أرضه تاريخيا. وقد مارست الحكومة الإيرانية نفس السياسة مع العرب الإماراتيين من سكان الجزر العربية الثلاثة التي إحتلتها في زمن الشاه وما زال نظام الملالي من عام 1979 يصرْ على الإستمرار في إحتلالها.

ثالثا: تقليص الخدمات في كافة المناطق الأحوازية العربية المحتلة، بما فيها خدمات التزويد بالكهرباء وخطوط الهاتف وفرص العمل، وذلك لتسريع وإجبار السكان العرب على بيع ممتلكاتهم و مغادرتها أملا في مناطق إيرانية أكثر راحة وأمنا.

رابعا: سياسة القمع والتنكيل السياسي ومصادرة كافة أنواع التعبير بشكل لا يمكن تصوره في أكثر الدول عنصرية، مما نتج عنه إعتقال و سجن الآلآف من العرب الأحوازيين.

هذه الممارسات الإيرانية الهمجية، تتم وسط سكوت كافة الهيئات بما فيها الجامعة العربية والأمم المتحدة، وهي ممارسات تضع الجامعة والشعوب العربية أمام تحد كبير فيما يخص العلاقة مع إيران، وأعتقد أن المنطق يستدعي علاقة طيبة بين إيران والدول العربية، ولكن المسألة الدقيقة والحساسة هي: هل كون إيران دولة إسلامية يعطيها الحق في إستمرار إحتلالها لأرض عربية هي الأحواز والجزر العربية الثلاث العائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة؟. بصراحة كاملة هل هناك إحتلال مرفوض كالإحتلال الإسرائيلي وهناك إحتلال مقبول كالإحتلال الإيراني للأحواز العربية والجزر الإمارتية الثلاثة؟. أعتقد أن الإحتلال مرفوض، بدليل رفضنا لإحتلال صدام حسين لدولة الكويت عام 1990، ومشاركة جيوش دول عربية مع قوات التحالف الدولي في طرد جيش صدام من الكويت وتحريرها!!!.
ليس من المنطق معاداة إيران، ولا أحد يريد أو يشجع معاداتها، ولكن الواجب العربي والإنساني يستدعي شجب سياساتها العربية التي تواصل إحتلال آراض عربية والتخريب في آراض أخرى، والمدهش هو سكوت الأحزاب القومية على هذه السياسة الإحتلالية الإيرانية، وهذا يجعل المرء يشك ْ في صدق وتوجهات هذه الأحزاب القومية التي تسكت سكوت الموتى على معاناة الشعب العربي في الأحواز المحتلة...ضمن الظروف العربية السائدة على الشعب العربي الأحوازي أن يعتمد على قواه الذاتية خاصة تصعيد مقاومته الشعبية الجماهيرية لفضح جرائم النظام الإيراني، لأن إستخدامه للصفة والهوية الإسلامية ينبغي أن لا يخدع أحدا، وما يستدعي الدهشة والجنون هو إستنكار النظام الإيراني للإحتلال الإسرائيلي، وهو يمارس نفس الإحتلال لآراض عربية هي الأحواز و الجزر الإماراتية الثلاث، فهل هناك إفتراء وكذب أكثر من ذلك؟؟. مرة ثانية و بوضوح من المصلحة العربية والإيرانية أن تكون العلاقات العربية والإيرانية علاقات تفاهم وتعاون وتنسيق، ولكن كيف يمكن السكوت على الإحتلال الإيراني، إلا إذا كان إحتلال عن إحتلال بيفرق، وليت المؤتمر القومي العربي في بيروت يجيبنا لنفهم سكوته المخزي على الإحتلال الإيراني للأحواز العربية والجزر الإماراتية الثلاثة؟؟.
[email protected]