أمور كثيرة أزعجتنا في عام 2005.
لم يكن عام 2005 عاما عاديا.. كان الحزن شريكنا في معظم الأيام.. مابين هموم شخصية وأحداث عالمية استنشقنا الأسى والهم اللذان أصبنا بهم من حيث لا نعلم.
نأمل أن تكون الأيام المقبلة أكثر سعادة وبهاء.
في 2005 وقع من الأحداث ما كنا لا نتمناه... ولم يحدث ما كنا نتمناه.. كنا نتمنى أمورا كثيرة يفرحنا حدوثها.. كنا نتمنى أشخاصا كثيرين تتغير أحوالهم.. كنا نتمنى أن يدفع الطغاة والأشرار ثمن شرهم.. لكن الطيبون هم اللذين دفعوا ثمن طيبتهم.. واجترعنا أسى فقدانهم.. كنا نتمنى أن تنتهي الماسي الانسانية التي يعاني منها أهلنا في العراق وفلسطين.. وأن تستقر الأحوال في أفغانستان... كنا نريد أن ننهي المسرحية الهزلية التي ظللنا أكثر من 50 عاما نعيشها في الصراع مع اسرائيل.. وأن يكون هناك حدا للاعتداءات والالام التي لا تكف.. و أن يحسم أمر السلام الشامل والعادل الذي تم الاتفاق عليه قرابة الثلاثين عاما.
لم نكن نتمنى أن يطل علينا 2006 باشراقته ونهر الدم الجاري لا يزال يتفجر في العراق.. كنا نتمنى أن تنتهي المأساة العراقية التي بالتأكيد تسبب بها صدام حسين وطغيانه أثناء فترة حكمه.. مما أتاح الفرصة للأمريكيين و غيرهم أن يديروا لعبة بالتأكيد تاهت خيوطها من بين أيديهم وفقدوا السيطرة على الأوضاع التي تفجرت في وجوههم.

*****
من امور السيئة التي أزعجتني في نهاية 2005 قراري بدخول فلم ( ليلة سقوط بغداد) والذي بالتأكيد يعتبر من أسوأ افلام العام الحالي والعام الماضي والعشرة أعوام القادمة.. و أعتقد ان من أكبر السلبيات التي خلفها لنا المريكيون باحتلال العراق ان ياتي شخص ليؤلف ويخرج فلما عن الوضع في العراق..فيتوه في التفاصيل مثلما تاه الأمريكيون في العراق.
لم يكن المؤلف والمخرج يملك السيطرة على جوانب عديدة من الفلم الذي سعى لتطعيمه بالايحاءات والمشاهد الجنسية (عشان ينبسط الجمهور) ولم يكن هناك حبكة أو قصة للفلم تجعلنا نستمتع باضاعة ساعتين.
لقد حاول المؤلف الذي هو في نفس الوقت المخرج ان يوهمنا بانه سيقدم فلما سياسيا باطار كوميدي ساخر.. لكنه للأسف انزلق وقدم لنا مسخرة سينيمائية، لم تنطلي على الجمهور الذي كشف اللعبة من أولها ورفض الانسياق وراءها.
كان بامكان ( المخرج/ المؤلف) أن يقدم لنا فلما ممتعا.. لكنه أصر على تطبيق عنوان الفلم ليسقط معه.

[email protected]