دعوني اقولها صراحة.. ان اسرائيل هي اكثر دولة ديموقراطية في المنطقة.
.. والاكثر شفافية في التعامل مع شعبها.
اكثر من كل الدول العربية والاسلامية مجتمعة.
هل تريدون الدليل على ذلك؟
حسنا.. المسألة بسيطة جدا..
انظروا الى مرض شارون. وهو رئيس الوزراء. ورأس الدولة ورمزها.
منذ اليوم الاول، بل منذ اللحظة الاولى لدخوله المستشفي، بل وقبل ان تصل عربة الاسعاف الى المستشفي، أُعلن عن اصابة الرجل بجلطة ونزيف في المخ.
تدافعت الصحافة حول السرير الابيض، وتحدث المسؤول عن المستشفى، والمسؤول عن الدولة، بالتفصيل، عن طبيعة اصابة رئيس الوزراء.
لم يبق بيت اسرائيلي لم يعلم بطبيعة مرض رئيسه. الكبار والصغار. الرجال والنساء. حتى ربات البيوت علمن بما يعانيه شارون.
هذه الصورة هي على العكس تماما بالنسبة للعالم العربي الذي يفاخر بأنه افضل من اسرائيل.
فعندما يمرض الحاكم العربي، بل وحتى مسؤول بسيط، فلن يعلم احد بدخوله المستشفى ان دخل. فان عُلم الخبر، فلن يعلن المرض.
حقيقة لا اعرف السبب في التستر على امر كهذا. ولا اجد مبررا للتكتم على مرض الحاكم او المسؤول عندما يمرض.
هل لأن المرض يتعارض وهيبة الحكم؟
لكن المرض ليس عيبا، والحاكم ليس إلاها حتى لا يمرض او يموت.
هل لأن مرض الحاكم قد يثير مخاوف امنية؟
ربما. لكن ما هذه المؤسسة السياسية الهشة التي تخاف من اعلان مرض الرجل الاول فيها؟
في رأيي ان هناك سبب رئيسي آخر، وان لم يكن الوحيد بالضرورة.
هذا السبب هو تجاهل أهمية الشعب. تجاهل قيمته. تجاهل حقة في المعرفة. تجاهل حقه في الاطلاع على احوال من يحكمه.
وهذا ما لا اراه في اسرائيل.
نقول ان العدو الصهيوني يرتكب اكبر المجازر بحق الشعب الفلسطيني. واوافق على ذلك. الا انه بقدر قسوة اسرائيل على خصومها، بقدر رحمتها بابنائها. بقدر تقديرها لهم. بقدر احترامها لحقهم في المعرفة.
من اجل ذلك هي افضل منا واقوى..
ومن اجل ذلك ما نزال نحن في الوراء.. نبحث عن انتصار في الظلام!
- آخر تحديث :
التعليقات