خسرو علي أكبر - باريس: يعتبر الكاتب الايراني ابراهيم نبوي ألأبرز في مجال الكتابة السياسية الساخرة في ايران وقد نال جوائز معتبرة منها جائزة الصحافة الايرانية (مرتين متتاليتين) وجائزة الأمير برنس كلاوس الهولندية. ومن أجل تقديم نموذج من كتابات نبوي للقارئ العربي، ترجمنا عن العدد الاخير من صحيفة كيهان اللندنية هذا المقال الذي يعبر عن آراء نبوي بصدد التصريحات التي أطلقها الرئيس الايراني أحمد أحمدي نجاد والتي أثارت ردود أفعال عالمية، استنكارية في أغلبها.

ترحيل اليهود الى ايران

بقلم ابراهيم نبوي

لقد تعاظمت الاعتراضات على تصريحات الرئيس الايراني أحمدي نجاد الأخيرة وقد أعلن الفاتيكان عن أسفه ودهشته لهذه التصريحات كونها صدرت من رئيس شعب له تاريخ عظيم وثقافة عريقة. وقد أعلن أحد المتخصصين في الشأن الايراني ان احمدي نجاد لايمتلك أدنى معرفة لا بالتاريخ الايراني ولا بالثقافة الايرانية وجل معلوماته في هذين المجالين لاتتعدى معرفته بتاريخ العراق والحرب العالمية الثانية. وربما اعتقد أحمدي نجاد ان الحروب التي خاضها داريوش الكبير كانت ترمي الى سحق اليونانيين وتحرير مسلمي فرنسا من الهيمنة اليونانية. وربما بسبب تصريحاته اضطر البرلمان الروسي quot;الدوماquot; لالغاء خطبة رئيس البرلمان الايراني لكنه في كل الأحوال لم يرغمه على الأنتظار خلف الأبواب كما فعل البلجيكيون. وقد أبدى أحد الأمراء العرب امتعاضه من تصريحات احمدي نجاد وصرّح للصحافة أننا نقر بالهولكوست. كما اتفق جمع من نواب مجلس الشورى الايراني على موعد لتحليل هذه التصريحات الخطيرة ومناقشة ان كانت تتطابق مع الحقيقة ام تتعارض معها. وقد صرح أحد النواب الذي رفض الكشف عن اسمه ولكني أظن أنه ينتهي ب زادة أن بالرغم من أهمية هذه التصريحات لكن ليس للنواب حاليا االمتسع اللازم من الوقت لمناقشتها ولكن فيما اذا تسببت هذه التصريحات بنشوب حرب مع ايران فمن المؤكد ان النواب سيجتمعون ليناقشوا موقعها من مصلحة النظام.

اما آيت الله مشكيني فقد وضّح للشعب الايراني العلاقة التي تربط الأمام المهدي المنتظر بالحكومة الايرانية والبرلمان الايراني قائلا:quot;ان كلام أحمدي نجاد هو التعبير الصريح عن رأي الشعب الايرانيquot; وقد علق محلل ايراني قائلا:quot;لو كان كلام نجاد منطقيا لما خرج من فمهquot;وأضاف خبير آخر:quot;لايمكن ان تكون هذه التصريحات تعبيرا عن رأي الشعب الايراني لأن هذا الشعب العظيم يعبّر عن آرائه بالصمتquot;. ويبدو ان أغلب الدول العربية قد آتخذت موقف الصمت وتجاهل كلام احمدي نجادويبدو ان الدول العربية والجاليات المسلمة قد فرحت بما جاء على لسان الرئيس الايراني للأسباب التالية:
اولا: يبدي المسلمون في اوربا ارتياحا كبيرا لترحيل اليهود الى هذه القارة العجوز فهي قارة مناسبة بل جيدة بالمقارنة مع القارات الأخرى والدليل هو هجرة ابناء الجاليات الاسلامية اليها وترك أوطانهم كالمغرب والجزائر وسوريا والخ والميزات التي تتوفر فيها القارة الاوربية تجعلهم يرضون ببعض المشقات الطفيفة كالجوع والتبرّج الاجباري وانجاب ستة اطفال في العام الواحد من اجل حقوق ومستحقات اضافية.

ثانيا: ترغب بعض الدول العربية ان ترفع ايران لواء محاربة اسرائيل وهذا ما يرفع عنهم عبء المسؤلية. يضاف الى ذلك ان اسرائيل هي الاخرى مسرورة بالتصريحات النجادية وان لم تعبرعن ذلك علنا فهي تفضل الحرب مع احمدي نجاد على الصلح مع الفلسطينيين ذلك لأنها كلما أبدت رغبة حقيقية للسلام مع الفلسطيننين انقلب الرأي العام العالمي ضدها وناصر الفلسطيننين لأسباب غير واضحة. كما ان الاسرائيليين يعلمون جيدا انهم لن يخرجوا مهزومين من الحرب مع نجاد كما ان الراي العام العالمي سيغيير مساره ضد العرب والفلسطينيين فيما اذا دشّن الايرانيون والاسرائيليون حربهم الأولى,

***
وعلى خلفية الشكوى التي قدمها ممثل الأقلية اليهودية الايرانية في مجلس الشورى إذ لخص فيها انخفاض فرص العمل لليهود الايرانيين، أود أن أقدّم إقتراحا ينهي الأزمة مع ايران، على نحو حاسم ومرض لجميع الأطراف ويتلّخص اقتراحي بترحيل يهود اسرائيل الى ايران. واليكم أدلتي:

أولا: نظرا لتبني الحكومة الايرانية القضيلة الفلسطينية أكثر من الفلسطينيين أنفسهم ووفقا لهذا التعاطف الانساني المنقطع النظير ولأن الحكومة الايرانية تنفق ثلاثين بالمائة من ميزانيتها دعما للسوريين واللبنانيين والفلسطينيين كي تخوض هذه الاطراف معاركها وحروبها نيابة عن الايرانيين. لذا ستكون الميزانية التي تنفقها الحكومة الايرانية لاسكان اليهود في ايران أقل بكثير من دعمها للأطراف المعادية لاسرائيل, وبالأمكان منح اليهود اجزاء من اقليم اصفهان خصوصا وان حي جلفا مازال يأوي جالية يهودية وبذلك يتسنى لسائر اليهود أن ينعموا بحياة رغيدة في اصفهان.

ثانيا، نحن ننفق في العام الواحد مليارات الدولارات في مجال التسلّح من اجل الاستعداد لمواجهة الشيطان الأكبر ولاشك ان اسرائيل هي السبب الرئيس في العداوة بيننا وبين امريكا ، واذا تم نقل اليهود الى ايران فستنتهي بذلك أزمة سياستنا الخارجية من جهة وسيفرح آنذاك اللبنانيون والفلسطينيون والمسلمون باسترداد فلس طينهم وستتحسن ايضا العلاقات الايرانية الاوربية ولن يساورنا أي خوف وقلق من اسرائيل لانها ستكون اقليما داخل الحدود الايرانية. وسيكون الاسرائيليون مواطنين ايرانيين من الدرجة الاولى.

ثالثا تشير الاحصائيات الموثقة ان عدد الاسرائليين لايتجاوز الستة ملايين والنصف أي ثلث سكان العاصمة طهران. ولن يسبب انضمام اليهود الى المجتمع الايراني مشاكل عويصة باي حال من الاحوال.

رابعا:ان تعداد نفوس ايران لايتجاوز السبعين مليون نسمة ولكن حسب تصريح وزير الداخلية الايرانية فثمة اكثر من 90 مليون جنسية ايرانية وبما ان هناك دائما فرق بين التعداد الحقيقي للنفوس والاحصائيات الرسمية يتجاوز الثلاثين مليون نسمة فلن يضيف وجود 6 ملايين نسمة على حالنا شيئا. كما لايمكن لهذه الملايين الستة ان تكون مؤثرة في نتائج الانتخابات. خصوصا وان هناك ثلاثين مليون هوية احوال مدنية.

خامسا: يتواجد في اسرائيل عدد من اليهود من ذوي الاصول الايرانية وهم يشكلون جالية مهمة ومؤثرة وبامكان هذه الجالية ان تلعب دورا كبيرا في الحوار بين الايرانيين واليهود الوافدين الى ايران. ولاننسى ان رئيس جمهورية اسرائيل ينتمي هو الآخر الى عائلة من اصول ايرانية. ومع انتقال يهود اسرائيل الى ايران ستتوفر الفرصة المناسبة لهجرة يهود اميركا واوربا الى ايران وسيجلبون معهم رؤس اموال ضخمة تساهم في الازدهار الاقتصادي.

سادسا : اعتقد ان يهود اسرائيل هم الشعب الوحيد على وجه المعمورة الذي يشاركنا نفس المستوى من العداء للعرب. فيما يخلو تاريخنا وثقافتنا من معاداة اليهود. ولايخفى على احد اننا نتقاسم مع اليهود نفس وجهات النظر نحو العرب وفيما اذا استوطن اليهود في ايران فانهم سيهيئون لنا الارضية الملازمة لمحاربة عدونا التاريخي أي العرب.

سابعا:هنا ثمة مقترح جيد ومشترك لجماعات حزب الله الايرانية المتطرفة ولجماعات حزب الله اليهودية الأكثر تطرفا. بما ان اليهود المتزمتين هم القومية الوحيدة المتمسكة بنفس المستوى من تمسك جماعات حزب الله نا بالقضايا الاخلاقية كالغيرة و الحجاب والشرف والذبح على الطريقة الشرعية وماشكل ذلك فان بامكانهما الاتحاد وترتيب خطة عمل مشتركة لغير المنضوين في حزب الله المشترك.

ثامنا: لليهود تاريخ طويل في ايران يفوق من الناحية الزمنية وجودهم في بيت المقدس. وهذا العامل سيوفر لهم جذرا تاريخيا أكثر استحكاما لبناء الاساطير من جذرهم في فلسطين.

تاسعا: يقع المسجد الأقصى في صلب اهتمام اليهود الاسرايليين ونحن نملك في ايران وفي مطلع كل شارع نسخة مصغّرة للمسجد الأقصى وسنزوّهم بالكثير منها حال مجيئهم الى ايران.

عاشرا: الأرض هي المشكلة الاساس بالنسبة للاسرائيليين فيما يعتبر عامل الأرض هو الشئ الوحيد الذي لايهم الايرانيين نظرا لوجود مساحات شاسعة شبه مهجورة فاذا جمعنا الميزانية التي تخصصها ايران ضد اسرائيل والاموال التي تنفقها اسرائيل ضد ايران فسيكون بالأمكان آنذاك توظيف هذه المبالغ الطائلة وشراء الأراضي الواقعة بين أقليمي أصفهان ويزد وتخصيصها ليهود اسرائيل وبذلك ستنتهي فصول الصراع في الشرق الأوسط وان لم تنه بشكل تام فستكون هناك فرصة للحرب بين quot;اسرائيل ايرانquot; وايران وهي حرب ستقتصر على الدبابات والمدافع والطائرات ولن تحتاج الى توظيف السلاح النووي اطلاقا.