هل يجب ان نكون مع او ضد القوة النووية الايرانية؟
يرى البعض ان قوة ايران النووية ستكون سلمية فقط، ولا مكان لمخاوف الغرب او الجيران.
لكني اقول ان ايران الثورية لن تكتفي بالنووي السلمي، ولو قالت عكس ذلك.
من هنا اعود الى طرح السؤال من جديد:
هل يجب ان نكون مع او ضد النووي الايراني؟
هناك قناعة عربية/اسلامية، ان من الافضل لأي بلد اسلامي امتلاك قوة نووية بشكل ما. على الاقل من باب توازن القوى، والمعاملة بالمثل، امام اسرائيل.
اتفق مع هذا الرأي من ناحية، واختلف معه من ناحية اخرى.
اتفق على اهمية امتلاك دولة اسلامية لقوة تعزز مكانتها في المجتمع الدولي. خاصة ان كانت هذه الدولة خصما لاسرائيل.
ولا اتفق مع امتلاك ايران لهذه القوة لأنها ستؤدي الى اختلال التوازنات الاقليمية في المنطقة.
واقصد بالتوازنات الاقليمية دفع دول الجوار الى سباق تسلح في منطقة مليئة بالنزاعات.
لست اعتقد ان السعودية ستقف صامتة امام امتلاك ايران لقوة نووية. ولن تصمت دول كبرى اخرى كمصر مثلا.
بل ان السعودية ومصر تحديدا تملكان تبريرا اقوى لامتلاك هذه القوة باعتبار المواجهة المباشرة مع اسرائيل. وذلك بخلاف ايران التي تبعد جغرافيا نوعا ما.
اضف الى ذلك انه لا يمكن بحال انكار الحرب الباردة الطويلة بين ايران والدول العربية المحيطة بها.
فايران دولة شيعية في محيط سني. ولها طموح مستمر بتصدير الثورة.
ولن اقتنع بحال ان امتلاك ايران للنووي لن يكون ورقة ضغط شيعية قوية لتحقيق هذه الغاية.
يدعم هذا الرأي ان تاريخ ايران لم يكن مسالما في معظمه مع الجار السنى.
فمواقفها من السعودية كانت في معظمها سلبية. مواقفها من الامارات العربية المتحدة مماثلة، وحتى مع مصر واليمن.
ربما لا ينبغي ان نفرق بين شيعي وسني عندما يتعلق الامر بقوة اسلامية. لكن لا ايران تستطيع غض النظر عن تطرفها الشيعي، ولا السعودية قادرة على الحد من الغلواء السنية.
الخلافات الشيعية السنية لن تكون غائبة عن حسابات التسلح النووي الايراني اذا.
من هذا المنطلق لن استغرب عدم سعي دولة كبرى مثل السعودية الى الحصول على سلاح مماثل. بل سأستغرب ان تجاهلت المسألة، ولست اظنها تفعل، ولو بعد حين. فالسعودية لها مصالحها وحساباتها، واختلال توازن القوى امام ايران لا يمكن ان يستمر الى ما لا نهاية.
ربما يستشهد البعض بأن توازن القوى مختل بطبيعته بين السعودية واسرائيل، او بين هذه الاخيرة ومصر. ولن يختلف الوضع لو اختل هذا التوازن مع ايران.
لكني اقولها صراحة، ولو غضب البعض، ان هناك فرق بين النووي الايراني والنووي الاسرائيلي:
- النووي الايراني هدفه توسعي قائم على مبدأ تصدير الثورة.
- النووي الاسرائيلي هدفه الحفاظ على وجود دولة في بيئة معادية لها.
انا هنا احدد الفرق بين هذه وتلك فقط. لكني لست ابرر لاسرائيل امتلاك النووي تحت اي ظرف، ولا ابرر لايران امتلاك نفس السلاح ايضا، طالما بقيت افكارها في تصدير الثورة قائمة.
قد يقول البعض ان السلاح الايراني سيكون موجها ضد اسرائيل.
اما انا فأقول نعم، هذا السلاح موجه لاسرائيل. ونعم، هو موجه لدول اخرى غير اسرائيل. واستشهد بالتدخل الايراني القوي والخفي في شرق السعودية، والعراق، ولبنان، وحتى حركة الحوثيين في اليمن. وهو تدخل لا يحمل طابعا سلميا في مجمله.
انا لست اقف ضد حق ايران في امتلاك القوة، لكني اخشى من سوء استخدامها لهذه القوة ومواقفها السياسية تميل الى الخصومة.
نعم، لا يجب الصمت عن ما لدى اسرائيل من سلاح نووي. لكن لا يجب الصمت ايضا على مخاطر دخول النووي الى الخليج، سواء الى ايران او غيرها.
للخليج مياه تلونت كثيرا بأحمر الدم. وليس من الحكمة ان يكون هناك سلاح نووي في منطقة موبوئة بالخصومات.