فخامة الرئيس بالوراثة
كم أسعدني أخيرا سماع صوتك بعد أن خمدت أصوات المعارك على الجبهة.
وكم أسعدني اعترافك بوجود أنصاف رجال بيننا.
وأنا إذ أوافقك على كل كلمة قلتها، فإني لا أوافقك على الكلام الذي لم تقله، ربما تفاديا لخدش تواضعك على الأعمال الجليلة التي قدمتها للعرب منذ جلوسك على عرش الشام.
وتعميما للفائدة أتطوع بقول ما لم تقله أنت.
صحيح كل الذين لم ينزلوا إلى جبهة القتال إلى جانب حزب الله في حربه بالوكالة عن الجولان السوري المحتل من عقود، وعلى حق إيران في امتلاك الأسلحة، لا يستحقون لقب الرجولة. ويجب أن يسحب منهم هذا اللقب بقرار برلماني سريع كالذي تم تنصيبك به سنة 2000.
غير أنني أخشى ما أخشاه هو أن ينسحب عليك الأمر قبل أي كان من هؤلاء الأنصاف. فعلى حد معلوماتي، لم ينزل نفر سوري واحد إلى الجبهة. والأمر ليس بغريب على من هب لنجدة الكتائب سنة 1976 لتقتيل الفلسطينيين في تل الزعتر، وعلى الذي نصب quot;إيلي حبيقةquot; وزيرا، جزاء له على مجزرة صبرا وشتيلا الأولى وعلى من ساند إيران ضد العراق في الثمانينات، وعلى من أنزل جيشه يحمي المارينز في حربه ضد العراق سنة 1991، وعلى من تعجّ سجونه بالأحرار السوريين والفلسطينيين واللبنانيين والذي يفوق عددهم عدد السجناء العرب في السجون الإسرائيلية، وعلى من كان السبب المباشر أو غير المباشر في اغتيال خيرة شبابنا: سمير قصير وجبران التويني، لمجرد اختلافهما معه في الرأي والدفاع عن سيادة وطنهم. وهو أمر غير مستغرب لأنكم تعودتم على دفع اللبناني، شحم المدافع، محلكم ليضغط على الإسرائيلي كلما رمتم التفاوض مع الإسرائيلي. وهو على فكرة السبب في مجزرة قانا الأولى عام 1996.
كما تعودتم على فتح الطريق للإيراني منذ عام 1982 ليؤسس حزبه لله في لبنان. وأذّكر أن السيد علي أكبر محتشمي، مؤسس حزب الله في لبنان بقرار من الخميني، كان سفير إيران في دمشق قبل أن يصبح وزير داخلية الخميني.
وعودة إلى أنصاف الرجال لأقول إذا كنتم تقصدون الرؤساء العرب فرجاء توضيح ما يجعلك مختلفا عنهم ليكون خطابك واضحا للشعب العربي.
أما إذا كنت تقصد الحكومة اللبنانية، لأن رجالها يرفضون خضوع بلدهم للسوري والإيراني، فأنا أتفهمك لأنك كرجل كامل الأوصاف، قبلت بخضوع جولانك للإسرائيلي. بل أنك ما زلت تطالب بالمفاوضات تفاديا للصدام. وهذا عين العقل يا سيادة الرئيس بعد أن خسرت ورقة حزب الله.
سيادة الرئيس بالوراثة
ذكرتني هذه السفسطة، بسفسطة حسن نصر الله، صاحب العمامة السوداء، الداعية على الاعتقاد بأنه ينتمي للأسياد من أهل البيت ( كله بالوراثة. ثم أي بيت؟ السوري أم الفارسي؟) في كلمته يوم 9 آب، وبعد أن تأكد من الهزيمة، ولكي يبرر تراجعه عن موقفه الرافض لخروج الجيش اللبناني من الثكنات.
فسر الحسن، ابن أهل البيتين، رفضه السابق لنزول الجيش، بخشيته على الجيش اللبناني من القوة الإسرائيلية التي لا تقدر عليها سوى مقاومته.
و طبعا فالذي لا يستحي يقول ما يشاء.
لأن quot;السيدquot; خاف على الجيش من التقتيل و لم يخش على المدنيين اللبنانيين من كل المجازر التي حدثت فعلا.
وقال أيضا أنه كان يخشى أن يكون الجيش اللبناني حارسا لأمن إسرائيل، موجها بذلك إهانة ما بعدها إهانة إلى جيش وطن يدعي سماحته الانتماء إليه.
وفي الحقيقة فهو يسحب على الجيش اللبناني ما يقوم به هو. فمقاومته متعودة على أن تكون حارسة لأمن سوريا وإيران.
أسأله الآن ما الذي تغير يا quot;سماحة السيدquot;؟ ولماذا قبلت بنزول الجيش؟ ألم يكن من الأفضل قبول جيش وطنك إلى جانبك أيام المعركة أفضل من قبول نزوله رضوخا لقرار صهيوني أمريكي؟

[email protected]
http://www.geocities.com/salouacharfi/index.html