د. عبدالخالق حسين
هل حقاً أعدِمَ صدام لدفن أسراره معه؟

بعد تنفيذ حكم الإعدام بحق الطاغية صدام حسين فجر السبت 30/12/2006، انبرى عدد من الكتاب و المحللين السياسيين العرب والأجانب، بالادعاء أنه تم إعدام صدام لكي يدفنوا معه أسراره الكثيرة. وكان آخر من أدلى بدلوه في هذا الخصوص هو رئيس الوزراء الروسي السابق يفغيني بريماكوف قائلاً: quot;إن الرئيس العراقي المخلوع اعدم بسرعة لمنعه من إفشاء أسرار قد تحرج الولايات المتحدة... لكي لا تكون له الكلمة الأخيرة ويفشي معلومات حساسة حول العلاقات التي كان نظامه يتمتع بها مع أمريكا... وإنه لو تمكن صدام من الإدلاء بما لديه من معلومات لتسبب ذلك في إحراج شديد لإدارة الرئيس جورج بوش.quot; كما وادعي بريماكوف quot;ان صدام عقد صفقة مع الأمريكيين قبيل غزوهم للعراق عام 2003 تقضي بتسهيل احتلالهم للبلاد دون مقاومة.quot; (bbcarabic.com ،في 15/1/2007).
هناك أسئلة مهمة جداً جديرة بالطرح والمناقشة لكي نكشف حقيقة الذين أدمنوا على نظرية المؤامرة ولا يعرفون أية وسيلة أخرى لتفسير الأحداث إلا من خلالها، ويكسبون معيشتهم على التلاعب بعقول الناس وتضليلهم. ومن هذه الأسئلة: هل حقاً كان لدى صدام أسرار كثيرة وحساسة محرجة لأمريكا؟ وهل صحيح أنه أعدم بسرعة؟ وإذا كانت هناك أسرار لدى صدام، فهي محرجة لمن؟ محرجة لأمريكا وإدارة الرئيس بوش، أم لصدام حسين وأعوانه من العرب الذين اتخذوا منه بطلاً قومياً وعدواً شرساً ضد quot;الإمبريالية الأمريكية والصهيونية الحاقدةquot;، العبارة التي يرددونها ليل نهار وبلا انقطاع؟
أولاً، الجواب على السؤال الأول واضح وضوح الشمس، وهو إذا كانت هناك أسرار لدى صدام حسين فهي أسرار محرجة له ولعملائه الذين اعتاشوا كالطفيليات على أموال الشعب العراقي. فهذه الأسرار إن وجدت وإن أفشى بها فكان سيكشف عمالته هو لأمريكا والصهيونية ويفضح بها نفسه. وبالتأكيد لا يريد صدام ولا أعوانه أن يعترف بهذه العمالة فيخسر بذلك تأييد المعجبين به من الأعراب المدمنين على تقديس الطغاة.
ثانيا، وهل صحيح أنه أعدم بسرعة؟ بالتأكيد لم يعدم صدام بسرعة كما يدعي صديقه الوفي بريماكوف. فقد تم القبض على صدام يوم 13 ديسمبر/كانون الأول 2003، وأعدم بعد أكثر من ثلاث سنوات، ومحاكمة دامت 15 شهراً وأكثر من 40 جلسة، وأعطى صدام وأعوانه الحرية الكاملة ليقولوا ما عندهم، وفعلاً أساءوا الحرية والشفافية التي مارستهما المحكمة، خلافاً لما كان صدام يمارسه مع خصومه في عهده. فلو كانت لديه أسرار يحرج بها أمريكا لأفشى بها دون أي تأخير أو تردد. ولو كان الأمريكان يخافون منه في إفشاء أسراره لقتلوه في لحظة العثور عليه في الحفرة قبل ثلاث سنوات. وعليه فالادعاء بأن تم إعدام صدام بسرعة هراء في هراء.
ثالثاً، والجدير بالذكر أن السيد يفغيني بريماكوف، وكما ذكرنا أعلاه، كان صديقاً لصدام، والصديق عند الضيق، كما يقول العرب. وهذه ليست المرة الأولى التي ينبري فيها بريماكوف بالدفاع عن صديقه صدام. إذ حاول إنكار إلقاء القبض على صدام في شهر كانون الأول 2003، وشكك بصحة الفيلم الوثائقي الذي أظهر وجود نخلة قرب الحفرة تتدلى منها عذوق التمر الأصفر. فسارع بريماكوف مع غيره، قائلاً أن هذا دليل على أن العملية تمثيل أجري في الصيف، الادعاء الذي نفاه مراسل بي بي سي (جون سيمبون) حيث ذهب إلى الحفرة وأعاد تصوير المكان مع النخلة بعذوقها مؤكداً صحة الخبر وزيف أقوال بريماكوف.
كما ادعى بريماكوف quot;أن صدام عقد صفقة مع الأمريكيين قبيل غزوهم للعراق عام 2003 تقضي بتسهيل احتلالهم للبلاد دون مقاومة.quot; والسؤال هو: من أين استقى السيد بريماكوف هذه المعلومة؟ وهل صدام أو الأمريكان من الغباء إلى حد إفشاء مثل هذا السر إليه وحده دون غيره. ونحن إذ نتحدى بريماكوف أن يثبت لنا هذا الادعاء.
خلاصة القول، لم تكن لدى صدام أسرار خطيرة ليفشي بها حتى ولو تأخر إعدامه لسنوات عديدة، لأن في إفشاء هذه الإسرار، إن وجدت، فضيحة له وللمخدوعين به من العرب الذين رأوا فيه بطلهم الصامد وأدمنوا على عبادة الطغاة وليس أي إحراج لأمريكا.

***

زهير كاظم عبود:

المفارقات في إعدام صدام

أجد العذر لمئات الالاف من العرب الذين لطموا وشقوا الجيوب وحزنوا على إعدام صدام، وأجد لهم كل التبرير لهذا الحزن الذي عم وطننا العربي.حين مات جمال عبد الناصر خرجت الآلاف من العرب تلطم فقدان الأمة للزعيم، مع أن الرجل صارحهم بعظمة لسانه انه يتحمل هزيمة الأمة وما صار اليه حال الأمة، لكن الشارع لم يكن يعي معنى هزيمة، لذا فقد اتفق الجميع على تحويلها الى نكسة، والهزيمة دائمة وموجعة والنكسة عارضة لاتلبث إن تزول.

شارعنا العربي الذي لم يعرف غير النصر وقياداتنا العربية الزاحفة من نصر الى نصر، وزعاماتنا العربية التي منحها الله لنا والتي تقود بلداننا الى مستقبل واعد ونحن نعيش في أوج عظمة هذا العصر تستجدينا دول الغرب، وتهرب الينا أفواج رجالهم ونساؤهم تطلب من بلداننا الإقامة والتجنس واللجوء، وها نحن نمد أيادينا في تلبية طلب المساعدة بالمال والطعام لكل دول الأرض !!! ونمنح ما وهبنا الله به من بترول لدول فقيرة لوجه الله !! ويكفي إن ننظر للعراق نموذجا صيره قائد النصر الذي صارت تحت يديه كنوز قارون فأحال العراق الى بلد المهاجرين والمتسولين والطائفيين ورحل غير مأسوفا عليه.

مواطن عربي وسط الشارع يلطم على رأسه والجميع يحاول تهدئته، وان الموت حق، ولكن المواطن العربي الأصيل يلطم ويبكي ويذرف الدموع على فقدان زعيم الأمة وبطل الوحدة والنصر، وعبثا حاول الجمع إن يهدأ من روع الرجل وأن يتقي الله، لكنه كان منفلت المشاعر ينوح ويصرخ بلوعة الصادق الملتاع.

تقدم له احدهم وخاطبه أن يا أخي كلنا للتراب وهو الحي الذي لايموت، قال ولكنه زعيمنا وحبيبنا وقائدنا وأبونا ورمز امتنا، رد عليه الرجل أن محمد (ص) أيضاً مات، فما كان من اللاطم إلا إن يزداد نحيبه وعويله وهو يصرخ : محمد بروضو مات ياويلي.
العديد من ابناء الأمة العربية الواحدة لايعرف إن هناك محكمة عراقية أصدرت حكمها بأسم الله وبأسم الشعب العراقي في قضية عراقية راح ضحيتها المعروفين 148 إنسان، منهم صغار بعمر الورود، ومنهم من لم يكن موجود في دائرة الاتهام، ومنهم من تشابه في الأسم، وكما امتد العقاب ليشمل مئات العوائل بالنفي في الصحراء والسجون دون ذنب ودون جريمة ودون قرار محكمة، وأن هذا الحكم قد تمت المصادقة عليه من قبل هيئة من القضاة العراقيين.

يقينا إن إخوتنا ابناء الأمة العربية الواحدة لم يتعرفوا على أسماء الضحايا ولا أعداد القتلى من الأطفال،وليس مهم إن يتعرف احدهم على أعداد القتلى، حتى أن احدهم سألني ذات مرة، هل يستحق هذا العدد إن يحدو بالمحكمة لأصدار حكم بالأعدام، فالعدد قليل ولايستحق هذا الحكم (القاسي والجائر)، وأن اخوتنا اللاطمين لم يعرفوا ماذا دار في العراق منذ عام 1968 ولغاية 2003 ؟ ولم يكونوا على دراية بقوافل الذبح اليومي ولا أعداد الضحايا الذين كانت تثرمهم المثارم ولا المشانق ولا البنادق ولا العصي المكهربة ولا المتفجرات !! ومن أين يعرفوا والضمائر صامتة بلهاء ؟ والأقلام مباعة بأغلى الأسعار، والذمم مشتراة، فلا بواكي لضحايا العراق ولا أحد تذكرهم ورثاهم بكلمة حق.

المعادلة التي وصلت الى ابناء الأمة العربية الواحدة أن صدام قاتل إسرائيل ودعي الى تحرير فلسطين ووقف ضد أمريكا زعيمة الامبريالية العالمية، وأن صدام عربي ومسلم يحمل بيديه المصحف ويهتف بأسم العروبة وأنه ضد الفرس المجوس، وغير تلك الصورة لم تكن موجودة في مخيلة العرب، فكيف يمكن إن لاينوحوا ويلطموا على رحيل القائد الضرورة، مع إن البقاء لله وأن البشر جميعا راحلون يحملون ايجابياتهم وسلبياتهم وما جنته أياديهم وما ارتكبوه من جرائم ومن آثام سيتم محاسبتهم ومحاكمتهم عنها إمام الله في محكمة كبيرة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره و يعمل مثقال ذرة شر يره.

والمفارقات التي تزامنت مع أعدام صدام عديدة، فقد كان صدام تحت الرعاية الأمريكية حراسة وتطبيبا وتغذية وأشرافا، بينما لم تتوفر للعراقي المحكوم بالإعدام في زمن صدام رعاية صحية ولا تغذية تليق بالأنسان.
وحظي صدام باحترام كبير وتقدير ممن اشرفوا على إعدامه، في حين يتم حلق رأس المحكوم بالإعدام ويتم إلباسه البدلة المخصصة للإعدام جبرا.
في حين تمت تلبية طلبات صدام بأن يبقى في معطفه الشتوي حتى لاتمسه نزلة برد، ورفض إن يرتدي كيس الأعدام برأسه وتم تنفيذ ما اراد بالوقت الذي كان يتم سحل ضحاياه سحلا بايدي الجلادين مع تعرضهم للضرب والاهانة.

كان صدام طليق الفم واستطاع إن يتحدث مع الهيئة المشرفة على الأعدام، في حين كان ضحاياه مكممي الأفواه بشريط لاصق. وقد تمكن صدام من أداء الشهادة بصوت مرتفع ومسموع، بينما لايتمكن الضحية في زمن صدام إن يؤدي الشهادة الا صمتا في القلب. ولم يعرف العراق في تاريخه إن احد ضحايا صدام قد كتب وصيته وفقا للشريعة الإسلامية بخط يده أوتمكن إن يملي وصية على رجل الدين، بينما توفر لصدام السؤال عما اذا كانت لديه وصية فأجاب بالنفي.

ومن المفارقات التي لم تلتفت لها هيئة التنفيذ أن صدام تم إعدامه شنقا وعلى بعد امتار قليلة منه تقع المثرمة التي كان يعدم بها ضحاياه بثرمهم تدريجيا من الأرجل حتى الرأس ورمي بقايا اللحم المثروم والعظام المهروسة في مياه دجلة بغية تحقيق اكبر قدر من الالم في جسد المعدوم، بينما راعى المنفذين سرعة التنفيذ حتى لايتعرض صدام الى الالم.
وكان صدام يستوفي ثمن الطلقات من اهل الضحية أمعانا وإيغالا في أهانتهم وتعذيبهم، بينما لم يتم استيفاء ثمن الحبل وأجور هيئة التنفيذ ومخصصاتها من ذويه.
وكان صدام لايسلم اهل الضحية (شهادة وفاة) تثبت وفاة ولدهم، بينما سيتم تسليم أهله شهادة وفاة أصولية. العديد من الضحايا ممن لم يتم التعرف على قبورهم حتى اللحظة، ولم تزل مئات العوائل العراقية تبحث عن قبور أولادها، في حين علم اهل صدام بقبره. ويبلغ اهل الضحية في زمن صدام بأن لايقيموا احتفالا للمحكوم عليه بالأعدام وأن يتم دفنه بصمت، بينما تم الاحتفال بأعدام صدام ولفه أهله بالعلم العراقي وأقاموا له العزاء.

كان ضحايا صدام حتى لحظة إعدامهم لايعرفون الاتهامات والأفعال التي ارتكبوها حيث لم تتوفر لهم فرصة في التحقيق بدوائر الأمن والمخابرات إن يتعرفوا على قضيتهم، بينما توفرت لصدام ليس فقط محكمة عراقية وإنما تدقيقات تمييزية لقرار المحكمة، مع ما توفرت له ولمحامية من فرص الكلام مع معرفته بالقضية التي تتم محاكمته من اجلها.

لم يكن يحق لأي ضحية من ضحايا صدام إن يكون له محامي عراقي، ولا يحق له الدفاع عن نفسه، وقد توفرت لصدام فرصة الدفاع عن نفسه وإقراره علنا بتحمله المسؤولية القانونية عما ارتكب في القضايا التي يحاكم من اجلها، كما توفرت له فرص إن يوكل محامين من كل الأجناس.
كان محامو صدام يقومون بزيارته في سجنه ولم يتوفر لأي سجين عراقي محكوم بالإعدام إن يقابل محامي أو أي إنسان من عائلته قبل إعدامه.
كان ضحايا صدام يستقدمون من غرف الأعدام الرطبة والمظلمة الى غرفة الإعدام المظلمة والرطبة، في حين ركب صدام بطائرة هيلكوبتر طارت فوق سماء بغداد فجرا ولم يتم سحله من غرفة مظلمة.

وما كانت تتوفر للضحايا إن تستعيد عليهم هيئة التنفيذ قراءة قرار الحكم بالإعدام وتصديقه وتنفيذه، فلم يكن يحق الضحايا إن تقابل الهيئة ولا أن تستمع لها، وكل مالها أنها تتقدم بصمت الى المشنقة ثم تهوي. ولم تكن جثث الضحايا يتم نقلها مرة أخرى بطائرة هيلكوبتر الى منطقة أخرى ومنها الى المكان الذي تم دفنها فيها، حيث تقوم أمانة بغداد بقبر الجثث دون أسماء إذ تمنحها رقما فقط.
ولم يكن يحق للمحكومين بالإعدام إن يحملوا معهم الكتب الدينية أو غيرها من المقتنيات الشخصية، بينما حمل صدام المصحف الذي وصل اليه كما يزعم المحامي القطري نجيب النعيمي عن طريق الجو عند قصف القصر الجمهوري بعد القبض على صدام، وقد طلب صدام إن يتم تسليمه الى بندر عواد البندر.

وبالرغم من تنفيذ حكم الأعدام بصدام شنقا وإيقاف الإجراءات القانونية بحقه استنادا لأحكام المادة 304 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، فأن أسمه سيكون حاضرا في المحكمة الجنائية العراقية المختصة في جميع القضايا المعروضة إمام محاكمها الجنائية باعتباره متهما رئيسيا بارتكاب ابشع الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
المفارقة في إعدام صدام إن أحدا من اخوتنا ابناء الأمة العربية الواحدة لم يبك على الضحايا ولم ينتحب لأعداد المدفونين وهم أحياء، ولم يعرف كيف يموت الناس في أقبية المخابرات والأمن العامة والأمن الخاص والاستخبارات، بينما تفنن الأعراب في اللطم وإقامة مجالس العزاء لفقدان القائد الأوحد.

لايعرف العديد من الأخوة الذي بكوا واستنكروا ماذا تعني الشعبة الخامسة من مديرية الاستخبارات العسكرية (المكان الذي تم تنفيذ حكم الإعدام بصدام)، ولن يستطيعوا إن يعرفوا مطلقا مصيبة العراقيين.
ترك صدام خلفه سجلا كبيرا من الجرائم بحق العراق والعراقيين، وكانت جرائمه خسيسة مسحت كل أثر لأي عمل وطني يسجله للعراق، فكان من الحكام الظالمين غير الشرعيين الذين استولوا على السلطة بالقوة والانقلاب، عرفه العراقيين غادرا لايتسامح ولا يعرف غير القسوة والعنف، وعرفه العراقيين لايعفو عند المقدرة، كما لم يعرف عنه احد إن في قلبه ذرة من الرحمة، وعرفه العراقيين لايأتمن أحدا ولا يثق حتى بأولاده الذين عاثوا في الأرض فسادا فعاقبهم الله بنهاية أفجعته قبل شنقه ورحيله، عرفه اهل العراق غادرا برفاقه وأصدقاءه عشائريا ويقول ما لايفعل ويفعل ما لايقول لم يترك في قلوب العراقيين فرصة لمحبته واحترامه ورحل يحمل وزر أعماله ودماء مئات الالاف من العراقيين الأبرياء، وما كشفته قضية الدجيل من إعدام أبرياء بديلا عن متهمين مطلوبين الا دليل على حجم الفجيعة الكبيرة التي حلت بحكمه العراق، وما يحدث اليوم من اصطفافات مذهبية تفرق العراقيين بعد موته بعد إن استطاع إن يزرع فرقتهم في حياته.

ليس من باب التشفي ولا سردا لمثالب صدام ولكنه التاريخ يكتب ما للحكام وما عليهم.
المفارقة إن صدام عرف إن العرب من الشعوب التي تحب الكلام والمال، فأسهب في خطاباته الجوفاء يلعن خسة الخاسئين وهم صانعوه ومساندوه وخستهم أنهم تخلوا عنه، وأشار لهم بصراحة أذا كانت الذاكرة العربية حية بعبارة ((وغدر الغادرون))، كما يلحق خطاباته بتحية فلسطين العربية التي يقولها كل القادة العرب حتى ممن تحكم بلدانهم مكاتب وسفارات إسرائيل بكل أشكالها.