تشتعل في منطقتنا اربعة حروب قوية، تهدد السلام العالمي:
في الصومال، في فلسطين، في لبنان، وفي العراق.
ما هو القاسم المشترك بين هذه الحروب الاربعة؟
انها دموية؟
انها سياسية؟
انها قومية؟
ولا شيء من ذلك.
القاسم الاكبر بينها جميعا انها كلها حروب داخلية اهلية.
الصوماليون يقاتلون بعضهم، بين مؤيد للمحاكم الاسلامية ومؤيد للحكومة الانتقالية.
العراقيون منقسمون الى الف فريق، لا تعرف من مع من.
اللبنانيون مع الحكومة وضد الحكومة والحبل على الجرار.
الفلسيطنيون منقسمون بين حماس الاسلامية، وفتح، كما ولو كانت هذه لا اسلامية.
قاسم مشترك آخر.. لا يقل سوءا عن سابقه:
ان هذه الحروب الأهلية كلها ترتبط بأشخاص.. أو بالأحرى شخص واحد هنا وواحد هناك.
في العراق مقتدى الصدر لاعب اساسي.
في لبنان حسن نصر الله.
في فلسطين اسماعيل هنية.
في الصومال شريف الشيخ احمد زعيم المحاكم.
بمعنى اننا كلنا سلمنا رقابنا كالنعاج لأسماء قد لا تسعى سوى الى مصالح شخصية.
المشكلة أننا نحارب انفسنا بأنفسنا من أجل مصالح اشخاص لا من اجل هدف قومي.
هنا لا علاقة لأميركا او اسرائيل او الصهيونية العالمية بالمسألة.
هنا الوضع ينحصر فينا نحن.. عندما يصبح الفرد إلاها، ما يقول حق، ولو كان على خطأ.
مشكلتنا مع انفسنا اذا، لا مع الآخرين. الآخرون هم ضحايا افكارنا، واختلافاتنا.
هناك من سيقول بأن اميركا واسرائيل وراء كل شيء.
دعوني أقول لكم ان هذا غير صحيح، فليس من مصلحة احد يسكن هذا العالم، ان يوقد النار في جزء من منزله.
ثم حتى ولو كانت اميركا واسرائيل وراء ما يحدث بيننا، فهما على الاقل لا يتحركان بموجب سياسيات شخصية. هما يتحركان بدوافع قومية ومصالح قومية.
اخبروني بالله عليكم اين المصلحة القومية فيما يقوم به الصدر في العراق، او ما يقوم به هنية في فلسطين؟
هي عدوى قديمة في المنطقة، ان تغلب مصلحة الفرد الواحد مصلحة الأمة.
غدا سيموت كل واحد من هؤلاء..
المشكلة ان وراءهم صفا من الافراد كل ينتظر حصته من الكعكة.
والكعكة نحن..
[email protected]