تخيلوا معي لو أن في بلداننا أقلية مهاجرة وهاربة من فقر وظلم بلدانها، ونحن نؤويها بيننا ونمنحها حق اللجوء ونذيقها طعم الأمن والحرية والعمل وتعليم أبنائها ثم بعد ذلك كله نرى بعض أفرادها يمسكون بالميكروفونات ليحرضوا على قتل أولادنا وزرع القنابل في شوارعنا، فكيف ستكون ردةفعلنا ؟ألن (نقشّهم) عن بكرة أبيهم ونعيدهم من حيث أتوا؟ وألن يكون هذا أقل ما سنفعله؟
لكن هذا ببساطة ما يفعله بعض مسلمي بريطانيا - وبكل أريحية - وبصمت مطبق وتجاهل كامل من قبلنا، ففي برنامج بعنوان: (الحرب في الداخل) قدمت الاعلامية كريستيان آمانبور على قناة السي ان ان وبمهنية اعلامية عالية صورة عن الصراع القائم الآن في بريطانيا بين المسلمين المتشددين والمعتدلين، حيث ظهر أحد (مواطني). بريطانيا من المسلمين وهو يزعق بأن الاسلام لم يكن يوما دين سلام وأنه يتغذى على الدماء وهذا هو سر قوته، وأنهم سيظلون يقاتلون (يقاتلون من؟)، كنت أشاهده وأقول لنفسي quot;يا صبرك علينا يا لندنquot;، لكن بالمقابل أظهر البرنامج أن الصوت المعتدل وهو أول المتضررين من هذا الوضع، بدأ يظهر - وان كان لا يزال خافتا - فقد أجرت كريستيان لقاءات مع بعض المواطنين من المسلمين وأئمة المساجد الذين يريدون التعايش ويؤمنون بالسلام وبالطبع يريدون أن يستمتعوا بالعيش في بريطانيا، ومسؤوليتنا جميعا دعم هذا الصوت المعتدل وبكل الوسائل الممكنة وألا تقتصر ردود أفعالنا وثوراتنا وغضبنا ومظاهراتنا على البابا أو رسامي الدنمارك ، بل نلتفت للذين يرسخون صورة الاسلام العنيف الدموي من بني جلدتنا اما بتصريحاتهم أو بهمجيتهم وأفعالهم.


**********
لاحظت أن القنوات الفضائية الرياضية هذه الأيام تقوم (بعصر) بطولة كأس الخليج عصرا، واستخراج المواضيع والتحقيقات لملء قنواتها، وبطريقة تكاد تخرج هذه البطولة من هدفها وترسيخ العنصرية والتعصب بين جماهير المنتخبات، بل احدى القنوات تحولت الى ديوانية مفتوحة يجلس فيها الضيوف الجلسةالعربية ويدارعليهم بالقهوة العربية ويجلس معهم المشاهد على مدار الساعة للحديث عن الكرة والبطولة والحش والدق وتبادل الاتهامات.
وفي واحدةمن هذه الجلسات سمعت تصريحا للشيخ أحمد اليوسف ومعه الكابتن السعودي صالح الداوود أظهروا فيه (حماشتهم) وغيرتهم على سمعة و (شرف) فتيات الجمهور السعودي، واصرارهم على أنه يستحيل أن يكونوا سعوديات وأن ثمة من دسهم في مؤامرة ضد المملكة، هذه التصريحات وجدت استحسانا من بعض جماعتنا الذين (من غير دف بيرقصوا) وذهب بعضهم الى مطالبة الاتحاد السعودي بالتدخل في هذه (الفضيحة).. وكأن أحد أمسك بالسعوديات بالجرم المشهود
تابعت مباريات السعودية ولم أشاهد سوى مجموعة من الشابات قمن بتلوين وجوههن وتوشحن بالعلم السعودي وجئن يشجعن منتخبهن، تماما مثل فعلت جماهير المنتخبات الأخرى فما الجريمة في ذلك؟
فهل أنا (شاهد ما شافش حاجة)؟ ـ أم أن تصريحات أحمد اليوسف مجرد كلام و (حجي دواوين) لا أكثر؟

[email protected].