bull;الأمريكيات يلبسنالمايوه الشرعى فى بكين.
bull;الجسد عندنا مقبرة تمشى على قدمين وكفن من لحم ودم، والجسد عندهم كنز إنطلاق وتحرر وثورة وتمرد.

[ قال لى صديقى الطبيب الملتحى متحدياً وهو فى قمة النشوة quot; موتوا بغيظكم ياعلمانيين،أخيراً والحمد لله السباحات الامريكيات والأوروبيات الكافرات لبسن المايوه الشرعى وعرفوا وإقتنعوا أن المايوه الإسلامى هو الحل!!quot;، إندهشت لأن معلوماتى المتواضعه أن المايوهات إختراع حديث لم يوجد فى صحراء الجزيرة العربية منذ 1400 سنة، ولذلك لا أستطيع إطلاق صفة إسلامى على المايوه، وإن قبلنا تجاوزاً إطلاق هذا الإسم على المايوه فإن السبب الحقيقى لإرتدائه لم يكن إهتداء السباحات الأمريكيات لتعاليم ديننا الحنيف، ولا تفقه السباحات الأوروبيات فى أمور الشريعة، ولكن ماحدث أبسط من ذلك بكثير، فقد إرتدت السباحات هذا المايوه لأنه يجعلهن أسرع وهن يتصارعن على كسر من جزء من الثانية، لم يركبهن وسواس الجسد الذى يعشش فى العقل العربى، لم تكن بوصلة تفكيرهن هى التغطية أو التعرية أو الجنس والشهوة وإمكانية البصبصة ووقف نزيف لعاب الرجال وهم يشاهدون أجسادهن فى حمام السباحة....إلى آخر هذا العصاب الذى يحكمنا، كل ماكان يشغل البال هو كيف نكسب البطولة؟، لأن المفروض أنهن يسبحن فى ويتعاملن مع مجتمع صحى وليس مجتمعاً مريضاً منافقاً مزيفاً، والدليل على أن الغرض رياضى وليس دينياً أو شرعياً هو إشتراك الرجال مع النساء فى إرتدائه، وإلتزام بطلات العدو والجمباز والتنس....الخ بالمايوه غير الشرعى حتى الآن، لأن مايحكمهم هناك فى الزى هو أداء الغرض ومدى ملاءمته لمايفعلونه، فالسباحة لاترتدى المايوه فى الشارع ولكن على الشاطئ أو فى المكان المخصص للسباحة، ولو كان النقاب أكثر فاعلية وفائدة فى الفوز بالمسابقات لفضلت السباحات وبطلات ألعاب القوى إرتدائه، ولكنه للأسف لاينفع إلا فى التخفى عن أعين رجال الأمن وليس لممارسة الرياضه!.
[ شرحت لصديقى المسكون بهاجس الجسد والجنس رحلة إختيار هذا المايوه الذى إعتمد على العلم والمنهج العلمى فى التفكير الذى طال كل شئ حتى الرياضة، ومن إحترم هذا المسمى العلم هو الذى ربح وفاز ومن هجره لم يحصد إلا الندم والتمثيل المشرف والميدالية الخشبية والبكاء كمداً والموت حقداً وهو يراقب سيمفونية إنتصار الجسد على المستحيل، وهذا هو بيت القصيد.
[ بدأ التفكير فى تصميم هذا المايوه بعد صمود الأرقام القياسية وعدم كسرها ويأس المدربين من إمكانية تحطيمها، ولذلك صمم باحثون بريطانيون هذا المايوه المسمى الquot;زد آر quot; أو quot;السبيدو quot;،ويمتاز quot;السبيدوquot; بأنه يغطي معظم جسد السباح، سواء كان رجلاً أو مرأة، وذلك لزيادة سرعة المتسابق بتقليل نسبة الاحتكاك بالمياه، والتي تقلل من قوة الاندفاع نحو الأمام، واستعان الباحثون البريطانيون ببرنامج كمبيوتر لمساعدتهم على إنتاج quot;مايوهquot; السباحة الأكثر سرعة، وشارك في التصميم علماء من وكالة الفضاء الأمريكية quot;ناساquot;، ومن جامعة أوتاجو في نيوزلندا، وبرغم إعتراض البعض على هذا المايوه الذى سيهدر مبدأ تكافؤ الفرص، فثمنه الباهظ 800 دولار سيجعل الحصول عليه صعباً من سباحى الدول الفقيرة وسيبعدهم عن حلبة المنافسة، ولكن كان الرد جاهزاً من أصحاب فكرة المايوه وهى أنه مجرد وسيلة هامشية لزيادة السرعة وليس هو الوسيلة الوحيدة ولايمكن أن يغنى عن التدريب المبنى على أسس علمية، ثم كان الرد المزعج الذى يقول quot; وماله إذا كسبنا وفزنا بالعلم على من لايزالون يفكرون بعقلية القرون الوسطى.. أليس هذا من حقنا؟!quot;.[ الجسد عندنا مشكلة وعندهم حل، الجسد عندنا مقبرة تمشى على قدمين وكفن من لحم ودم، والجسد عندهم كنز إنطلاق وتحرر وثورة وتمرد، فإذا أصاب الهياج الجنسى رجلاً يشاهد لاعبة تنس أو راقصة باليه مائى أو بطلة مائة متر حواجز!!، فهذه مشكلته من الممكن أن يحلها عند أى طبيب نفسى، ولا يجب أن نعيد صياغة الكون والعالم على مقاس هواجسه ووساوسه وعقده وكلاكيعه وفيروساته الإجتماعية، والسؤال الذى يفر ض نفسه، ما معنى أن يركز لاعب كرة سلة أو كرة قدم على إرتداء الشورت الإسلامى حتى لاتظهر ركبتاه الفاتنتان أمام الجمهور تطبيقاً للشريعه؟، هل نحن بهذا الضعف والهشاشه حتى نهتاج ونثار جنسياً من صابونة رجل لاعب كرة؟، ومانوعية هذا الجمهور الشاذ الذى يترك الماتش لمراقبة شعر فخذ لاعب كرة؟، أنا فقط أقارن بين طريقة تفكيرنا وطريقة تفكيرهم، وسبب وكستنا ونكستنا وسبب ميدالياتهم وبطولاتهم، ليس التعرى أو التغطية هو السبب فى المكسب والخسارة، ولكنه المجتمع الذى يخطط علمياً لكل شئ، ولايخلط الأمور، ولا تعتزل أفضل سباحاته لأن هاتفاً جاءها فى المنام يصرخ فيها الغطاء قبل الفناء!، ولا تهجر بطلات الجودو والكرة الطائرة صالات الملاعب بسبب الإصرار على دبوس الحجاب الذى من الممكن أن يخزق عين الخصم، وهاهم أبناء بوذا يكسبون الجولة ويتربعون على العرش، ليس لأنهم كفره، وليس لأنهم أصحاب ديانة غير سماويه، ولكن لأنهم أخذوا بالأسباب،وهى للأسف فريضتنا الإسلامية الغائبة، ومبدأنا المنسى وسط زحام الخرافات والشكليات والقشور.