فى يوم 6 أكتوبر منذ ثمانية وعشرون عاما تم إغتيال أنور السادات يوم فرحه ويم إحتفاله بالعيد الثامن لإنتصار 6 أكتوبر، وقال السيد ياسر عرفات عندما سمع بالنبأ : quot;نقبل اليد التى أطلقت الزنادquot; ثم وقع عرفات بعدها بسنوات بسيطة إتفاقية أوسلو والتى أعطته أقل كثيرا مما وقع عليه أنور السادات فى إتفاقية كامب دافيد، وأطلقت إيران إسم قاتل السادات على أحد شوارع طهران كما أصدرت طابع بريد عليه صورة القاتل، وتم توزيع الشربات والحلوى فى العديد من البيوت والشوارع العربية، ولم يمش فى جنازيته سوى بعض الرسميين من دول العالم وفى مقدمتهم ثلاثة من الرؤساء الأمريكان، ولم ينتحر أحد لوفاة السادات ولم تشق الجيوب ولم نسمع صوات النسوة فى مصرأوغيرها، وتصادف يوم مقتل السادات أن كنت فى زيارة لمدينة نيويورك ودهشت لأن الصحف الأمريكية فى نيويورك أصدرت ثلاث طبعات متتالية فى يوم وفاته لتغطية النبأ ولاحظت الوجوم على وجوه ركاب القطار الذى كنت أركبه وقال لى مواطن أمريكى أنه لم يشاهد هذا الحزن على وجوه الأمريكان منذ وفاة جون كينيدى، فماذا حدث ولماذا هذا الحجود العربى تجاه أنور السادات، العرب الذين وصفوه بالخيانة وطردوا مصر من جامعة الدول العربية ونقلوا مقرها من القاهرة إلى تونس هم نفسهم اليوم يتسولون من إسرائيل مجرد تجميد المستوطنات ويتمنون أن يقبلوا نصف ماجاء به السادات فى مبادرته التاريخية وذلك فيما يسمى حاليا بالمبادرة العربية أو خارطة الطريق الأمريكية أو الخطةالأوربية الرباعية الدولية المهلبية!
فهل كان السادات حقا خائنا؟

وأعتقد أن السادات كان خائنا للأسباب التالية:
أولا: السادات تكلم فى العلن ماكان يقال وراء الأبواب المغلقة وهذا يعد خيانة فى نظر معظم العرب.
ثانيا: السادات ذهب بنفسه إلى عقر دار أعداء الأمس مباشرة ولم يشحذ السلام من أمريكا أو الغرب، وهذا يعد خيانة فى نظر معظم العرب.
ثالثا: السادات لم يفرط فى شبرواحد من أرض مصر وهذا يعد خيانة فى نظر معظم العرب والذين تأذوا عندما إستردت مصر أرضها فقط ولم تسترد باقى الأراضى العربية.
رابعا: السادات كان رجلا عند الحرب، حارب وأنتصر وعبرت قواته قناة السويس بإعجاز وأدار معركة حربية حقيقية وأثبت أن: quot;ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوةquot;، أثبتها فعلا وعملا لا قولا، وهذا يعد خيانة فى معظم العرب والذين إعتادوا على القول وليس الفعل.
خامسا: السادات كان رجل دولة عند السلام كما كان رجلا عند الحرب، فعندما تحدث عن السلام كان جادا وأراد سلاما حقيقيا وأراد أن تكون حرب أكتوبر هى آخر الحروب، ولم يوقع على معاهدة سلام ثم إستدار وحاول طعن الذين وقع معهم معاهدة السلام كما فعل البعض، ولهذا وصم بالخيانة من معظم العرب.
سادسا: السادات عرف مقدار نفسه وبلده وشعبه وقال بصراحة: quot;إن %99 من أوراق اللعبة فى أيدى أمريكا وأستطيع أن أقاتل إسرائيل ولكنى لا أستطيع أن أقاتل أمريكاquot;، وهذا يعد خيانة فى نظر العنترية العربية.
سابعا: السادات إستخدم مكره ودهائه وذكائه السياسى، وإحترم عدوه ولم يستخدم مع عدوه عبارات من نوع: العصابات الصهيونية أو شراذمة اليهود أو سقط متاع أوروبا الشرقية وغيرها من العبارات الرنانة، وبالطبع كان هذا ومازال يعد خيانة كبرى فى نظر القومجية العرب.
ثامنا: السادات بادر بصنع الأحداث وإستبق الأحداث ولم يلهث وراء الأحداث وهذا يعد فى عرف العرب خيانة.
تاسعا: السادات أعاد إفتتاح قناة السويس وأعاد المهجرين المصريين من مدن القناة إلى بلادهم، وتوقف عن مد يده للأخوة العرب، وهذا فى ذاته خيانة فى نظر العديد من العرب.
***
السادات كانت له أخطاء كثيرة ويعضها جسيم ولكنه كان بحق وبلا نفاق :quot;بطل الحرب والسلامquot;.

[email protected]