حضرت للقاهرة فى أعقاب تداعيات الحرب الكروية بين مصر والجزائر، وكنت قد كتبت مقالتى الإسبوع الماضى تحت تأثير الإعلام المصرى

لذلك أود أن أعتذر للقراء على بعض ما جاء فى مقالتى السابقة، لأننى وجدت الكثير من الأصدقاء العقلاء فى القاهرة والذين أوضحوا لى بأن ما حدث من جانب بعض الإعلاميين والسياسيين المصريين هو تخريف وفقدان للعقل والبصيرة وأن الموضوع له أبعادا سياسية داخلية فى مصر أكبر من كونها مجرد مباراة فى كرة القدم بين فريقين من أفريقيا، وأحب توضبح الآتى:
أن المصريون هم من بدأوا فى الإعتداء على لاعبى الجزائر فى القاهرة، حتى وإن كان إلقاء طوبة على أتوبيس لاعبى الجزائر عملا فرديا فإن من واجب الأمن المصرى حماية كل الأجانب فما بالك بفريق الجزائر والذى حضر إلى القاهرة فى ظل شحن إعلامى رهيب حتى أننى كتبت مقالة سابقة قبل الأحداث بعنوان:quot;مصر - الجزائر الحرب العالمية الثانيةquot;
، ولكن الأمن المصرى فشل فى تأمين أتوبيس لاعبى الجزائر لمسافة 300 متر (وهى المسافة بين المطار والفندق)، ولكن بدلا من القبض على الشخص الذى ألقى بالطوبة على الأتوبيس، إتهم الأمن المصرى والنيابة المصرية الفريق الجزائرى
بأنهم حطموا زجاج النوافذ بأيديهم الأمر الذى أثار غضب الجزائرين والمصريين على حد سواء.
ثم توالت الأحداث بعد فوز مصر فى القاهرة، وسرت إشاعات كاذبة فى الجزائر بأن جثث الجزائريين سوف تأتى من القاهرة فى أكياس بلاستيك، مما أدى إلى إعتداء على المصالح المصرية فى الجزائر، وإستمر الشحن الإعلامى على أشده فى كلا من مصر والجزائر، ثم فوجئنا بأن مصر قررت سحب سفيرها من الجزائر، ثم جاءت مبارة الخرطوم فى أجواء مشحونة ولكنها إنتهت بفوز الجزائر ولم يحدث خلال المباراة أى أحداث تذكر.
ثم توالت الأحداث بعد المبارة وخاصة بعد إعتداء بعض الجزائريين على بعض المصريين وكان من بينهم فنانين، وما أغضب المصريين بالإضافة إلى هزيمتهم هو هذا الإعتداء الجزائرى الغير مبرر وتوالت الأحداث وأصبحت أكثر تسارعا وعلق المصريون هزيمتهم على شماعة جمهور الجزائر، وبدأ نوع من هذيان العصاب الجماعى فى مصر كرد فعل لتلك الهزيمة وساعد فى هذا نجل الرئيس مبارك، وبعض الإعلاميين المصريين الذين خرجوا عن شعورهم وهاجموا الجزائر رئيسا وشعبا، وأصبحت المشكلة مشكلة سياسية وأعتقد أن لو أنه كان هناك حدودا بين الجزائر ومصر لقامت حربا حقيقية، لذلك أرى أنه يجب:على الجانبين الإعتذار عما حدث، ويجب على مصر أن تبدأ بالإعتذار
مصر تعتذر عن تهشيم أتوبيس لاعبى الجزائر
مصر تعتذر عن تقرير النيابة الذى ألقى لوم تهشيم الإتوبيس على لاعبى الجزائر
تعتذر الجزائر عن الأكاذيب التى إنتشرت فى الجزائر عن وجود قتلى بين جماهير الجزائر فى القاهرة
تقوم حكومة الجزائر بالإعتذار والتعويض عن المنشآت المصرية والتى أضيرت فى الجزائر
تقوم مصر بإعادة السفير المصرى للجزائر فورا
تعتذر الجزائر عن الإعتداءات التى تمت ضد بعض مشجعى مصر فى الخرطوم
تتم المسائلة القانونية ضد الإعلامى المصرى لاعب الكرة السابق والذى أهان رئيس الجزائر وشعب الجزائر
تتم المسائلة القانونية ضد الصحيفة الجزائرية والتى أشاعت وصول جثث جزائرية فى أكباس بلاستيك من القاهرة
تقوم مصر بسحب قرارها (الخايب) برفض إقامة بطولة أفريقيا لكرة اليد فى القاهرة لأنها لا ترغب فى إستضافة الفريق الجزائرى
وضع معظم المسئولين من الجانبين عن تلك الحرب الكروية فى مستشفى للأمراض العقلية، ويستحسن أن تكون تلك المستشفى على أرض محايدة

[email protected]