-1-
يعتقد بعض الناس، أن كل الليبراليين في المشرق والمغرب نُخبٌ من السياسيين الغارقين ليلاً نهاراً، في أوحال السياسة، ومشاكلها، وتعقيداتها.
وهم على حق في ذلك، حيث لم يقرأوا لنجوم الليبرالية في التاريخ البشري في المشرق والمغرب، غير ما كتبوه في الحرية، والديمقراطية، والمساواة، وبناء الوطن والدولة.. الخ. ولم يقرأوا لهم رومانسياتهم، وكتاباتهم عن العشق، والوجد.


-2-
ويعتقد بعض الناس، أن هؤلاء الليبراليين لهم رؤوسٌ تُفكِّر، وعقولٌ تعمل، ولكن لا قلوب لهم تخفق، وتحب، وتعشق، وتتوجع، وتناجي روح الآخر.
ويعتقد بعض الناس، أن هؤلاء الليبراليين، لا يبكون إلا على شهيد قضى، أو مظلوم تعذب، أو وطن احتُلَّ، أو ديكتاتور ساد وبغى. ولا يعلمون أن الليبراليين، من النساء والرجال، أكثر الناس عشقاً ولوعة، وأن قلوبهم (رادارات) دقيقة للغاية، تلتقطُ أدقَّ الإشارات، وأقصرها.


-3-
سوف أحدثكم اليوم عن الحب.. حب الليبراليين ذكوراً وإناثاً.
سأدع السياسة العربية السخيفة والسطحية والهمجية والفاسدة، للمعلقين الصحافيين، لكي يلتّوا بها، ويعجنوا فيها.
سأتوقف اليوم عن الحديث عن السلفية، والأصولية، والإرهاب، والفكر الليبرالي، والعقل العربي، والانسداد التاريخي، ومسيرة التنوير العربي/الإسلامي.. الخ.
سوف أحدثكم اليوم عن شيء من حب الليبراليين.
ولكي لا أظلم أحداً، أو أتقوَّل على أحد بما لم يقله، سوف أحدثكم عن نفسي.
كيف أمارس الحب، وكيف أفهمه، ولماذا أردد دائماً:
أنا أحب، إذن أنا ليبرالي!
فلا ليبرالية دون حب.
ولا حبَّ دون ليبرالية.
المحبون ليبراليون بالضرورة.


-4-
هل تعلمون، أن دواء الإرهاب الأول والناجع، هو الحب.
الإرهاب يعني الحقد، والكراهية، والعداء للآخر، وخاصة الأنثى، أجمل ما في الكون.
وكلما زاد الاختلاط، ورُفعت الحواجز بين الذكر والأنثى، قلَّ الإرهاب، والعكس كذلك.
خلا الغرب من الإرهاب، لأن الذكر أقرب للأنثى، من ذكورنا لإناثنا.
نشر ثقافة الحب، هو السلاح الفعال ضد الإرهاب، ومحاربته.
لو كان لكل إرهابي حبيبة تنتظره، على الشرفة أو الباب، لما أقدم على الانتحار، ظناً منه أن حبيبته تنتظره هناك في السماء، وليس على الأرض.
يذهب الإرهابي مسرعاً لها في السماء، ليس بدافع الحب، ولكن بدافع الشهوة كما روى له شيخه.
هل يمكن لهذا الشباب الغضّ، أن يذهب للموت، بهذا الرُخص، وبهذه المجانية، لو كان قد أحبَّ على الأرض، وملأ قلبه بالعشق والوجد الأرضي؟
كلما سمعت عن مُحب هناك، تأكدتُ أن عدد الإرهابيين قد نقص واحداً.


-5-
- أحبب المحبوب كأنه يحبك، فإن لم تكن تحبه فهو يحبك.
- الحُبُ هو ما لا تريد من المحبوب شيئاً، ولا تسله شيئاً، فهو قد أعطاك كل ما يملك، دون أن تسأله.
- ذِكْرُ الحبيب دائماً، شرطُ الحُبِ الشارط، وركن من أركانه.
- لا حُبَ دون ذِكْر.
- الحُبُ هو السلوك السوي. الخُلق. الالتزام بالعَقد.
- الحُبُ ترويض.
- الحُبُ نُبلٌ.
- الحُبُ مغطس لتطهير الروح (Catharsis).