قتل ألف معتقل سياسي بتاريخ 27 يونيو حزيران 1980م

حين دخلت على أحمد العكاري في أقبية الأمن السياسي لمت نفسي، كيف ارتكب مثل هذا الخطأ الفادح، وأنا أحسب حسابي دوما في كل مرة قبل دخول الغابة البعثية، أن أسأل هل لي اسم على الحدود؟ وأي فرع أمني خلفي؟
كان عهدي بعد أن قمت بما يسمى تسوية الوضع السياسي، بكتابة اثني عشر صفحة، عن توجهي السياسي، وموافقتهم على دخولي وطني، أن تكون الأمور حلت، وأنني يمكن أن أعيش مواطنا مسكينا يتيما أسيرا.
لكن هذا لم يكن بالإمكان.. ولو اعتزلت فغبت وسكنت كهفا وهجرت
كانت الرسالة واضحة غامضة !! هذا البلد لست من أهله! هذا البلد ليس لك! أنت تحت المراقبة والمشاهدة والملاحظة والاستجواب، لدلوك الشمس إلى غسق الليل، واستجواب الفجر إنه كان مشهودا.
دخلت المطار . نظر الموظف في وجهي مثل لبوة تتأمل حمار وحش شهي للافتراس! ثم التفت إلى جانبه؛ فمزق ورقة صفراء فاقع لونها لا تسر الناظرين، وكتب عليها كلمة، ثم دفعني إلى مراجعة قسم المحفوظات.
ذهبت هناك فالتفت إلي الموظف وهو يحدق في عيني الباهتتين، وأشار بطريقة معروفة أنه يريد رشوة؟
قلت في نفسي اجتمعت اللعنتان السياسية والبيروقراطية معا!
قال أستاذ لعله خطأ في الأسماء ؟
وأنا أعرف تماما كيف تختلط الأسماء، عند من يفرق بين النانوجرام والفيمتو ثانية، ولا يلحقه بالدقة جهاز ناسا لبعثات المريخ وبلوتو.
ذلك أن كل أموال الدولة تنفق على التجسس والفلق ..
وقل أعوذ برب الفلق..
عرفت فورا أنني هذه المرة مطلوب إلى فرع جديد لم أعرفه بعد ولم أواجه فيه (المعلم).. إنه ليس السيد المسيح بل معلم التحقيق والفلق..
إنها استعارة جميلة من الإنجيل أليس كذلك؟
كنت على موعد مع الأمن السياسي!
هنا قلت لنفسي خالص؛ حسب الرياضيات والمنطق والحساب، أنت تخالف كل قواعد المنطق والفهم والعقل، فكيف تدخل هذا الجحر، بعد أن منّ الله عليك فأصبحت أبواب العالم الأربعة مفتوحة في وجهك مع الجنسية الكندية؟ وأنت في أفضل الأحوال تؤمن على نفسك دخولا وليس خروجا؟ لأنك لاتعلم كم عدد التقارير السرية، التي تكتب في حقك، من تنين بتسع عشرة رأسا أمنيا، في بلد تحول فيه الكل عدو للكل، والكل لايثق بالكل؟ والكل جاسوس على الكل؟ حتى ينهار كما انهار سور برلين فيجعله دكاء وكان وعد ربي حقا.
إنها جحر أفعى الصل، فكيف تدخل يدك فيها هل أنت مجنون!!
كررت إنك حقا مجنون .. ولكن لننظر هذه المرة ماذا يحدث؟؟..
دخلت البلد ممتقع اللون، وكانت تقبيلة السخونة تنفخ وتؤلم شفتي العلوية؛ فأنا أعرف تماما ماذا يفعل بي التوتر؟
ثم تذكرت أول دخلة إلى جحر الأفاعي هذا، كيف جاءتني الشقيقة العينية؟ إنها بقعة سوداء قاتمة تضرب كلتا العينين، ثم تبدأ بقعة مريعة من التوهج، ثم تزداد بأشكال هندسية مكسرة، تضرب كالأمواج متباعدة من المركز للمحيط، ويطول الأمر حوالي نصف الساعة قبل حلول الظلام والهدوء، يجب خلالها أن أغلق عيني تماما، لأنني لا أعود أفسر العالم من حولي..
كانت تلك الدخلة الأولى بتوترها، وستكون هذه الدخلة الأخيرة، والوداع الأخير من جحر الأفاعي، والفرار من دار البعث إلى يوم البعث ..
وكان قرارا حكيما عاقلا أن لا يبقى المرء في دار الظالمين..
جاء في السيرة أن الرسول ص مر في ديار ثمود وحجر فأسرع.. سأله الصحابة لماذا؟ قال لا تمروا بديار الظالمين إلا بسرعة وأنتم تبكون لئلا يلحقكم مالحقهم..
لم يكن أمامي إلا مراجعة الفرع الأمني .. الرقم كم 327 ؟ 437 ؟ لم أعد أتذكر فكلها أقفال سرية؟
سألت أين المكان ؟ كان معروفا جدا؛ فعدد الذين راجعوا وضربوا وأهينوا وتكسرت عظامهم وحوافرهم لا نهاية لأرقامهم.
ثم دخلنا سقر وما أدراك ما سقر؟..
تذكرت جيفري لانج وسؤاله يوما لوالده؟ يا أبتاه هل تؤمن بالجنة؟ تركه الوالد فترة ثم حدق في الأفق وقال: أما الجنة فلا علم لي بها؟ أما النار والجحيم فهذه أعرفها وذقتها..
ونحن آمنا بوجود جهنم أرضية صنعها البعث في بلاد الشام.. فواحسرتاه عل قصرك يا تاج الدين الحسني أول رئيس للجمهورية بعد أن تحول إلى مسرح تعذيب في الحلبوني..
نحن جيل المحرقة الهولوكوست العربي
نحن جيل التيه والخوف والضياع في مربعات الزمن اللانهائية..
قال لي مدير الديوان قضيتك محلولة .. قلت لنرى؟ فحين تدخل الأقبية لا تعرف كيف تخرج ومتى تخرج وبأي نفسية؟
ثم دعوت ما كتبته على إفرادية كركون الشيخ حسن التي دخلتها عام 1969م وزوجتي حامل بطفلنا الأول.. رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
استقبلني رجل مدخن يتظاهر بالجهل!! هل تعرف محمد غزي؟
عرفت على من يدور في أسئلته؛ فاختصرت له الإجابة: أما محمد غزي فلا أعرفه، ولكني أعرف محمد غوزي، وكان زميلا لي في ألمانيا أثناء الاختصاص..
راجعت نفسي وقلت ولكن هذه قضية ترجع إلى عشرين عاما سلفت!! فما ذا يريد هذا المحقق؟
حين نزلت إليه في الفرع الجهنمي، لاحظت عشرات العناصر بلحى نصف حليقة وأشكال قميئة وملابس متسخة، ولا مكان للجلوس، والكل مسلح .. مسلح جدا بالماشين جن.. وتذكرت أفلام الكاوبوي وعصابات كولومبيا..
نزلت القبو، نفس الآليات، فتح الأبواب الحديدية.. القرقعة المعدنية، مزاليج الأبواب الثقيلة، وهمس الجان من الغرف الجانبية، فكلها مملوءة بالمعتقلين..
قلت للمدعو أحمد عكاري: هل أنا معتقل؟
قال: لا .. ولكن كان بإمكاني اعتقالك؟
قلت: نعم تستطيع وأكثر من ذلك؟
قلت سنرى هل سننزل إلى الفلق، والفلق أعرفه جيدا، فقد انسلخ جلدي يوما فيه، ومعها في نفس حفلة تعذيب الضابط محاميد تحطمت أسناني بالبوكسات؟؟
كانت الجلسة الأولى طبية!! أي نعم عن طبيعة الأمراض؟ وأثر الدخان على الصحة؟ وكمية الأدوية التي يتناولها؟ وتصوير السكانر لجمجمته!!
روى لي عن مرارة زوجته، ولوزة ابنته، وروماتزم ابن عمه، وقولنج جاره؟
كلها في زحلقة لطيفة، في أسلوب أمني ثعباني معروف، لتهدئة المحقق معه، حتى يبوح بالأسرار فهو عند أخوة طبيبين أفاضل..
إنه عند الشباب الطيبة فليطمئن!!
وخلال 17 يوما من المراجعة الأمنية، عرفت أن صديقي الغوزي الذي كان في ألمانيا قبل عشرين سنة، أنه طلق زوجته، فكتبت تقريرا كيديا، أنه في ذلك الوقت (قبل عشرين سنة) كان يزوره خالص جلبي، ويتكلم شرا في حق الرفيق القائد!
طبعا إنها نكتة ولكن الحقيقة مضحكة أكثر.
إنها قصة لا يحتاج النظر فيها فضلا عن التحقيق، ولكن الهاجس الأمني كبير، وذراع التطويق مرعبة، وعلى المواطن البقاء تحت مظلة الرعب دوما، ثم إن الخضخضة والحصحصة قد تنفع؛ فتكشف خفيا لم يعلم، وكنزا من معلومات لم تكن معروفة ؟ من يدري ؟؟
وهكذا فقد كانت الأسئلة في التحقيق تدور من المهد إلى اللحد؟ عن نوع الحليب الذي كنت أتناوله وأنا بيبي، هل كان سيميلاك أو سيريلاك؟
فاجئني أبو أحمد العكاري ذو الاسم المجهول، الذي كان يوقد سيجارة من سيجارة، وينفث فوق رأسي مدخنته التي لا تقف عن بث السموم.
فاجأني بصورة لي وأنا شاب صغير؟
تأملت صورتي ؟؟ هتف هو وقال بإمكانك الاحتفاظ بها؟
قلت هكذا قدرك يا خالص أن تلد فوق هذه الأرض الملعونة، ولكن الله نجاك واهلك كما نجا لوطا، بفارق أن لوطا اتبع النصيحة، ولا يلتفت منكم أحدا وامضوا حيث تؤمرون، أما أنت فالتفت فرجعت الى الأرض التي جعل عاليها سافلها..
تأملت صورتي البريئة بسخرية، ونظرت إلى ملامح الشباب والفتوة والنشاط، ورجعت فنظرت في وجهي ولحيتي البيضاء، ثم تابعت أخاطب نفسي؛ يبدو أن هذا القدر سيبقى معك للقبر، حتى لو غادرت هذه الأرض الملعونة!! فلن تغادر مخيلتك؟؟
وهل يمكن ما سكن في الضمير أن يمسحه الزمن... لا أظن؟؟
هتف العكاري وقال عندي شيء آخر لك؟ التفت إليه قال: هذه طلباتك التي تقدمت بها لتكون معيد في الجامعة، وكنت متفوقا وتقدمت ثلاث مرات، وكانت الطلبات تختفي في كل مرة!!
هنا اكتشفت الكهف الأمني الذي كانت ترسو فيه أوراقي ؟
قال العكاري بفخر: نحن والحزب لم نكن لنسمح لكم قط بالتدريس؟
قلت له نعم مما دفعني لدخول الدراسات العليا؟
هنا التفت لي العكاري كمن لدغه أفعى الصل؟ وصاح: هذا خطأ كان يجب أن يمر الطلب علينا؟ فكيف تدرس بدون موافقة أمنية؟

كان الموضوع قد فات عليه ثلاثين عاما فتركت العكاري يزدرد آهاته ويتجرع حسراته ..

أثناء هذه الأيام النحسات ولفترة 17 يوما متتالية، كنت أعيش في جو مسموم من سجائره، وحفلات التعذيب والجلد في الغرف المجاورة، فطلبت منه أن يغلق الباب، ولا أنس مشهد امرأة مسكينة واقفة بذل وانكسار ورعب بجنب الحائط!
وفجأة دخل كردي إلى الغرفة، يحمل ورقة قميئة، مطعوجة بين أنامله وعرقه، وهو يهتف سيدي سيدي؟
عرفت حينها أن قصة أوجلان ليست من فراغ، وأن التآمر معه وعلى تركيا يومها، ليست من بنات الخيال..
إلا أن العكاري التفت إلي وقال تصور يادكتور أن يحدث هذا في سجن تركي؟
قلت له وما الذي حدث؟
قال تصور أن هناك تسعة من المعتقلين السياسيين الأكراد مودعين في سجن؛ فيدخل عليهم رجال الأمن فيقتلونهم وهم مسجونين؟!
لم أترك الحدث يمر وجاوبته بسرعة ..
قلت له أظن أنكم فعلتم مثله ويزيد؟ ألم تقتلوا في ليلة واحدة ألف من المعتقلين السياسيين العزل بين أيديكم في معتقل صحراوي ..
سكت قليلا وقال: تدمر قلت نعم تدمر ومن غيرها؟
وكانت صدمة امتصها وتحملها..
تابعت أنا ولكني أريد أن أريحك
ولكن لماذا قتل هؤلاء الناس؟
لقد تمت عملية محاولة اغتيال لرئيس الدولة قبلها بليلة أليس كذلك؟
فهذا من ذاك...
وكلنا نستحم في هذه العين الحمئة النجسة من الدماء المسفوحة..
هز العكاري رأسه بحيرة، واعترف لقد رجعت سوريا خمسين عاما إلى الخلف !!
قلت له بل قرنين؛ إذا حسبت التقدم والتأخر؛ فحين ترجع أنت نصف قرنا، يكون العالم قد سبقك قرنا ونصف؛ فيكون الفرق قرنين !!
وبعد 17 يوم من العبث والبعث، أخذت ورقة الخلاص السياسي، لأدخل دورة من الفساد البيروقراطي. دفعت فيها ثلاثة آلاف ليرة منها 200 في نفس المطار حتى أتأكد من وصول الورقة إلى المطار بأمان.
ولاحظت في المطار أدراجا كأنها هرم وأحد تلك الأدراج مكتوب عليها جلبي!!
وفي لحظة الخروج من الفرع، لاحظت رجلا كبير الحجم، عظيم الشاربين، منتفخ الوركين، وقد أمسك بيده مجموعة من الهويات الشخصية يضرب بها على الطاولة، وغدارة تتدلى من خصره محشوة كفاية من الطلقات، وفي الخارج لحظت سيارة (فان) وفيها مجموعة من تعساء الحظ الذين يدخلون لتوهم الدولاب الذي خرجت منه.. وربما هم في الداخل حتى اليوم، فليس من دخل كمن خرج.. وكل من دخل خرج، وليس كل من خرج سلم. اللهم أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا مصيرا.. دعوت الله من قلبي..
من هؤلاء ما زال منظر وجه واحد منهم لا أنساه قط..
كان فكه السفلي شبه مخلوع من الرعب، ووجهه ابيض من الفزع الأعظم..
سالت نفسي خالص أنت طبيب لماذا تبيض الوجوه في حالة الرعب؟؟
وتذكرت أول لحظة دخولي جمهورية الخوف والبطالة، كنت أنظر وجه قديستي ليلى سعيد التي غادرت هذا العالم الموحش المليء بالظلم والظلمات إلى عالم النور والضياء والرحمة والسلام.
كانت هي تنظر في وجهي فتراه أبيضا ممتقعا، وأنا أنظرها كذلك..
كان كلانا على موعد من دخول وطن لم يبق وطنا، بل سجن كبير يضم اليتامي والأرامل والشحاذين والمنافقين والجلادين واللصوص والمرابين والمختلسين والأقوياء القساة في غابة سفاري تسرح فيها الضواري.
وبعضا من الشرفاء المنسحبين، والمحبوسين المنكوبين .. لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا..
في 27 يونيو حزيران عام 1980م كان ألف إنسان من أكرم الناس وأنبلهم على موعد مع الموت في حفلة رعب جماعية، ومنهم صديقي توفيق دراق الحمصي، الذي كان قد اختص لتوه من كندا في الأمراض العصبية..
ماتوا ضربا بالرصاص والقنابل وخناجر الحشاشين، وتحول سجن تدمر إلى قلعة الماسادا المشهورة.. هذه المرة بالنحر وليس الانتحار.
ولم يكن هؤلاء الوحيدين في هذا المكان المهجور المملوء بالقبور وذكريات المعذبين.. فقد لحقهم آلاف لا يعلمهم إلا الله .. فقد روى لي من كان في المهجع 6 أن ثلاث مشانق طيارة لم تكف عن الإعدام طيلة اليوم حتى أوقفتهم العتمة وهبوط طوابير الظلام وملائكة الموت التي تعبت من الشنق واستلام الأروح..
إن ماحدث لن ينسى..
إنها رواية ليست للحقد..
إن بلدية هيروشيما كتبت عند النقطة صفر للسلاح الذري لن ندع الشر يتكرر..
ونحن يجب أن نقول لن ندع الشر يتكرر
لن نحل المشاكل بالحقد والدم والكراهية فكلها سقوط في شرك الذات المنتقمة..
وأفضل طريق للسوريين أن يصطلحوا مع أنفسهم، كما حصل في جنوب أفريقيا في لجان المصالحة والتسوية..
يجب أن يوضع نصب عند تدمر لكل من مات..
كما فعلت كندا مع قتلى الحدود البلجيكية الفرنسية في مقابر ضمت 17 ألف جندي.
إن ارض الالزاس واللورين والفردان والسوم مليئة بعظام الجنود من أمم شتى.
لقد تجاوزوها ويجب أن نتجاوزها..
يجب فتح باب الحوار والمصالحة الوطنية، قبل أن لا يبق مصالحة..
حوار بعد حوار لبناء ثقة لم يبق لها مكان..
إن التاريخ يعدل نفسه بطرقه الخاصة..
وأهم وصية قدمها صلاح الدين لأولاده في لحظة الموت قال: إياكم والدماء فإن الدماء لا تنام!
يجب فتح أبواب المصالحة والتسوية ودفع التعويضات وبسخاء..
يجب تقديم رؤوس الشر للقضاء، وفتح الباب لتسامح الأهل، أو يد العدالة، والابتعاد عن الحل الإيراني في الإعدامات اللانهائية والمشانق الممتدة.
يجب فتح البلد للديمقراطية والتعددية..
وأن تكون الانتخابات الرئاسية والبلدية تحت إشراف دولي نزيه.
يجب فتح الحوار بعد الحوار لبناء الثقة وفك التأزم والاحتقان..
أعلم أنها أحلام جحا في الزواج من بنت السلطان، فقد قال لأصحابه يوما لقد حققت كل الشروط إلا شرطا واحدا قالوا حسنا وماهو ؟ قال أن ترضى هي بي؟
أعلم ذلك عين اليقين، ولكننا من يكتب لانكتب لتعساء الحظ والمهجرين والهاربين والجلادين واللصوص والمرابين والزعر والحرافيش ولا المساكين المحبوسين..
إننا نكتبها للتاريخ ولعلهم يرجعون
قالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا؟؟
قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون.
فلما نسوا ماذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون. فلما عتوا عنا نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين.
إنها وثيقة تاريخية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد..
وثيقة لمن بيده القرار أن يقرر... لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر..
ساعة مراجعة وندم لمن بقي فيه بقية ضمير..
دعوة كل أطراف الجريمة التوقف عن الجريمة ولو بالنية..
البدء بما ليس منه مهرب..
وإلا فمصير الصومال ورواندا أو خسفا أو مسخا أو ريحا حمراء.
من الغريب أن كل الطغاة يرددون صوتا واحدا هذا صحيح، ولكن أنا مختلف، حتى تأتيه ريح التاريخ فتكنسه!! فهل نكتب في الأذلين، مع ريح التاريخ التي تكنس، أم من العقلاء الذين غيروا مصير أممهم؟
قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى؟