سألنى صديقى : سمعت آخر نكتة؟
فقلت له: ليه هى النكت خلصت؟
فقال: لى تقريبا النكت خلصت، لكن آخر نكتة هى: الديموقراطية التوافقية!!
فقلت له فين النكتة؟ فقال : هى دى النكتة!!
فقلت له (على طريقة أبو لمعة): ربنا ما يحرمك من العبط!! الديوقراطية التوافقية هى أساس ثقافتنا .
- قصدك إيه؟
- خد عندك مثلا فى بيتنا، أبويا كان راجل ديموقراطى توافقى.
- إشرح لى شوية
- بمعنى إن أى قرار يقوله أبويا كان لا بد نوافق عليه كلنا، وبذلك أصبح ديوقراطى توافقى، من قبل أن نسمع هذه الكلمة فى لبنان وغيرها.
- طيب وإللى ماكانش يوافق على قرارات أبوك ، كان يحصل له إيه؟
- كان يحصل له إللى ما حصلش لحرامى فى جامع، وعينك ما تشوف إلا النور، وكان كل أفراد الأسرة ضد هذا الشخص المشاكس والمعترض لأنه كان يهدم مبدأ الديموقراطية التوافقية من أساسه، ومن ساعتها يحرم المشاكسة ويمشى ع العجين ما يلخبطوش، وفى الغالب كان الشخص المشاكس ده هو العبد لله!!
- وياترى عندك أمثلة اخرى على الديموقراطية التوافقية
- طبعا العدد فى الليمون، خد عندك مثلا قرارات الجامعة العربية ، لا بد من الموافقة الجماعية لجميع الدول الأعضاء حسب ميثاق الجامعة، يعنى لو كانت جزر القمر (وهى بالمناسبة لمن لا يعرف دولة عربية!!) لو إعترضت على المبادرة العربية لأفشلتها، فاكر لما الدول العربية إجتمعت فى بغداد بعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وقررت الدول العربية (بإستثناء مصر طبعا) تعليق عضوية مصر ونقل الجامعة إلى تونس، هذا القرار كان قرار غير قانونى لأنه لا يتفق مع ميثاق الجامعة لأنه كان لا بد الحصول على موافقة مصر لطردها من الجامعة العربية، وإدينى عقلك إنته بقى.
- أول مرة أعرف الحكاية دى
- وخد عندك كمان، حكاية نجاح الرؤساء عندنا بنسبة %99.999 دى كان الغرض منها تدعيم الديموقراطية التوافقية، والحقيقة دى إبتدعها الزعيم quot;الخالد والملهمquot; جمال عبد الناصرومشى على دربه الكثير، وكان آخرهم حارس البوابة الشرقية صدام حسين والذى أوصل الديموقراطية التوافقية إلى حد الكمال حيث أن نسبة إنتخابه فى آخر إنتخابات قبل سقوطه قد بلغت % 100 وهذا فى حد ذاته إعجازلم ولن يتكررعبر التاريخ .
- طيب وإيه رأيك فى نظام البيعة والذى كان يؤخذ به فى أيام الإسلام الأولى؟
- ده برضه كان على طريقة الديموقراطية التوافقية، ومن لم يكن يذهب لمبايعة الخليفة كان يعتبر من الخوارج أو المعتزلة وتوجه إليه نفس التهم التى توجه حاليا إلى المعارضة مثل تهمة عدو الشعب أو تهمة الإساءة إلى سمعة مصر أو تهمة الكفر والإلحاد، لأنه ببساطة يدمر أغلى ما نملك من مبادئ وهو مبدأ الديوقراطية التوافقية.
- طيب ما هو حتى فى بلاد الفرنجة تعتبر ديمواطية توافقية؟!!
- إنت جرى فى مخك حاجة، الرئيس الأمريكى باراك أوباما كسب الإنتخابات بنسبة %55 من الأصوات ورغم هذا إعتبره المراقبون أنه قد فاز بإكتساح، معنى هذا أن هناك %45 من الشعب لم quot;يوافقواquot; على إنتخابه، وبعد أن تم هذا الإنتخاب وافق الجميع بمن فيهم من هزمهم على أن يعملوا معه، فالإتفاق تم بعد الإنتخاب ولم يتم قبل الإنتخاب، الشئ الوحيد الذى يتفق عليه الجميع فى بلاد الفرنجة هو الدستور، ما عدا هذا فهو خاضع لعدم الإتفاق، وعند حصول طرف على الأغلبية يخضع الجميع للقرار سواء وافقوا أم لم يوافقوا.
أيمن نور فى مصر دخل السجن عدة سنوات وتم تلفيق تهمه له لأنه تجرأ وأراد أن يفسد الديموقراطية التوافقية وحصل على %5 من الأصوات أمام الرئيس مبارك، لذلك إعتبر أنه quot;بوظquot; فرح الإنتخابات، تخيل المجرم أخذ خمسة بالمائة من الأصوات مرة واحدة، والمضحك حقيقة فى الموضوع أنه قد تم محاكمته بتهمة التزوير، ناس بقالهم ستين سنة بيزوروا كل شئ: تاريخ يزوروا، إنتخابات يزوروا، هزائم يزوروا (ويخلوها إنتصارات)، إنجازات وهمية ويزوروا، إحصائيات مفرحة ويزوروا، وبعد كل ده يدخلوا أيمن نور السجن بتهمة التزوير، وربنا ما فكش حبسه إلا على إيد الراجل الطيب أوباما، لأنى أعتقد، أن لما أوباما زار مصر..حسنى مبارك قال له: إحنا زارنا النبى، وبناء عليه تم الإفراج على أيمن نور بمناسبة quot;مولد النبىquot; إللى جه بدرى شوية.
- طيب وأيه رأيك فى الديوقراطية التوافقية فى لبنان وحكاية الإصرارعلى الثلث المعطل ؟
- الحقيقة أنا مش عارف معنى الثلث المعطل، لكن إللى أعرفه أنه أحيانا بيكون فيه ربع ضارب فى بطارية السيارة، ومعنى كده إن السيارة حتمشى شوية لغاية البطارية ما تنام خالص، وساعتها يلزم تغييرها، أما حكاية الثلث المعطل، أنا نفسى حد لبنانى يشرحها لى، وأما الديموقراطية التوافقية فى لبنان فدى إكذوبة كبيرة أيضا، اللبنانيين لا يتفقوا على عدد المزات ونوع المزات إللى يأكلوها قبل العشاء، لبنان بطبيعته شعب متعدد الطوائف والعشائر والنحل والديانات وده هو جماله، والجمال فى التنوع وليس فى التوحد، وده هو سبب إن لبنان له التأثير الكبير فى الثقافة العربية وفى الإقتصاد والسياسة العربية بالرغم من أنه من أصغرالبلاد العربية تعدادا ومساحة وموارد، لبنان بتنوعه هوالإجابة القاطعة على إسرائيل وعلى فكرة يهودية الدولة الإسرائيلية، فلبنان هو المعادل الموضوعى الحضارى الوحيد فى المنطقة والذى يستطيع أن ينافس إسرائيل حضاريا وثقافيا وإقتصاديا إذا تم التأكيد على التنوع وإعتباره مصدر ثراء وليس مصدر فرقة.
- طيب ورأيك إيه فى موضوع المصالحة العربية والمصالحة الفلسطينية ndash; الفلسطينية؟
- موضوع المصالحة ده بيفكرنى لما كنا فى المدرسة الإبتدائى ونخاصم بعد ونبصق بصقة مصطنعة على إصبع الخنصر ونقول: أنا مخاصمك وعمرى ما أكلمك تانى، ونيجى بعد إنتهاء الفسحة نكلم بعض ولا كأن حاجة حصلت، يجب أن ننسى موضوع المصالحة ونتعامل مع بعض من مبدأ المصالح وليس المصالحة، وعلى الفلسطينيين أن يتخرجوا من المدرسة الإبتدائية ويتعاملوا مع بعض من مبدأ المصالح الفلسطينية وينسوا موضوع المصالحة، وأنا مستغرب والله إذا كان دى حالة المفاوضات بين فتح (الضفة) وبين حماس (غزة)، فكيف ستكون المفاوضات مع إسرائيل، ده إذا ربنا أعطانا العمر وشاهدنا المصالحة الفلسطينية ndash; الفلسطينية.، يلا بينا ياعم نتعشى، وطبعا فاكر إن حصل بينا تفاهم وquot;توافقquot; على إن أنت إللى حتحاسب على العشاء!!

[email protected]