فيكتوريا أفريل تغنّي في الباشا
أجرى الحوار أحمد نجيم: تتحدث النجمة السينمائية الإسبانية فيكتوريا أبريل عن سر اهتمامها بموسيقى quot;البوسا نوفاquot;، وتؤكد أنها وجدت أخيرا ضالتها. وتتحدث عن سر تعلقها بمدينة مراكش المغربية، كما تتحدث عن علاقتها بالسينما المغربية من خلال تجربتها مع فيلم محمد إسماعيل quot;وبعدquot;، وتسرد لأول مرة معطيات عن أسباب قبولها تجسيد الدور.

أنت متحدرة من الأندلس في الجنوب الإسباني، وهذا يجعلك أقرب إلى الفلامينكو وليس إلى quot;البوسا نوفاquot;، لماذا اخترت هذه الأخيرة؟
لسبب بسيط، فأول مرة يختار قلبي نوعا موسيقيا كان مع quot;البوسا نوفاquot;، لقد ولدت مع الفلامينكو وتربيت، كان إرث عائلي، أنصت لما تحبه أمي وليس لما أحبه وأختاره أنا. quot;لابوسا نوفاquot; ليس لها علاقة بالإرث ولا بإسبانيا، إنه النوع الموسيقي الأول الذي اختاره أنا.


لم تحبين إحياء حفلات موسيقية حية؟
بالنسبة للحفلات الموسيقية في المسرح يكون الاتصال مباشرا. لقد اخترت موسيقيين كوبيين بالإضافة إلى فنان برازيلي يعزف على الفيثارة، هذا الفنان يقيم في إسبانيا، وله دراية كبيرة بالفلامينكو، بالإضافة إلى فنانين اثنين آخرين، مع هؤلاء استطعت أن أقدم quot;بوسا نوفاquot; مختلفة وخاصة بي.


أضحت جزءا من quot;إي دي إنquot; كما صرحت؟
نعم لقد أضحت كذلك، لقد قضيت مع هذه الموسيقى ثلاثة أرباع عمري. وعنوان quot;بوتشيروسquot;، مكونة من كلمتين، quot;بوتشquot; تعني انقلاب عسكري أو مدني ضد نظام quot;إيروسquot; تعني الحب، إنه quot;انقلاب للحب، فهذا التداخل بين الانقلاب والحب هو ما تعنيه quot;البوسا نوفاquot; والذي حاولت أن أترجمه من خلال ألبومي. ليس هناك تناقض، كل ما في الأمر أنه لما تنقلب على الحب يحصل اللا حب. هذا ما تقدمه وتغنيه في quot;البوسا نوفاquot;.

لماذا غنيتها بالبرتغالية؟
لأن quot;البوسا نوفاquot; برازيلية، وليست إسبانية، وهذا السؤال يشبه سؤال لماذا لا نغني الفلامينكو بالإنجليزية.

لنا انطباع بأن فيكتوريا أبريل وجدت أخيرا ما تحب وهو الغناء؟
بعد السينما والرقص والمسرح والتلفزيون والسيرك والسينما وجدت أخيرا ضالتي في الغناء والموسيقى. طيلة مسيرتي لم أكن أختار الميدان الفني، بل كان هو من يختارني، لم أرد السينما بل كنت أرغب في أن أصبح راقصة، بالنسبة للموسيقى، فقد اخترتها بحرية ولم يفرضها علي أحد، لما طلب مني أن أغني في فيلم وافقت بشرط أن أختار الموسيقى التي أريدها، لذا صورت اللقطة المشهد خلال غنائي لمدة ثلاث دقائق. ما يميز ما أغنيه هو أنه يشبهني.

فيكتوريا أبريل تغني quot;البوسا نوفاquot; بطريقتها الخاصة؟
مع خمس موسيقيين ومغنية، يتفاعلون مع الجمهور، بطريقتهم الخاصة. إنني أغني بطريقتي كما أصرفت.

في السينما كان لأبريل تجربة غنية مع ألمودوفار، ما الذي يميز هذا المخرج عن مخرجين آخرين؟
لقد استغلت معه لمدة خمس سنوات في ثلاثة أفلام، لا أعرف ما الذي يميز عمله، لقد كان يطلبني للعمل معه فأوافق.

ما الذي يميزه عن مخرجين آخرين؟
كل فرد هو حالة خاصة لا يشبه الآخرين، لذا فكل مع من تعاملت مختلف عن الآخر. إن الممثل سيارة فيراري جميلة والمخرج هو السائق، لذا فهذا السائق هو الوحيد القادر على الانتقال من 30 إلى 300 كلم في الساعة.

في فرنسا يلقبونك بأنك أكثر الإسبانيات حبا لفرنسا، وفي إسبانيا أكثر الفرنسيات حبا لإسبانيا، ماذا تفضلين؟
لا يهمني هذا الأمر مطلقا.

ما الذي يدفعك إلى الإقامة في فرنسا؟
إنني أقيم في فرنسا لأنني أحب هذا البلد، ثم إن التربية هناك أكثر تطورا، كما أن فرنسا بلد يحترم الممثلين والنجوم، لنا الحق في حياة بعيدة عن عدسات الكاميرا، وهذا مخالف لما هو موجود في إسبانيا، إذ لا احترام للحياة الخاصة، الأمر أضحى أكثر تطرفا، في السابق كانت مجلات محدودة تقوم بهذا العمل الآن غالبية المجلات بالإضافة إلى قنوات تلفزيونية تطارد الفنانين، إنني أريد حياة عادية لأبنائي يعملون بطريقة عادية في المدرسة. فلا يمكن أن نربي طفلا تحتل صوره أغلفة الصحف بشكل دائم.
في إسبانيا لا أخرج مع أبنائي، ويحز في نفسي هذا الأمر، إذ أمنع من الخروج معهم طيلة إقامتي هناك.

لديك تجربة مرة مع السينما المغربية، كما قلت، من خلال فيلم quot;وبعدquot; لمحمد إسماعيل؟
كانت أكثر من مرة، ولا أريد أن أتحدث عن الموضوع.

لكن نحتاج إلى معرفة رأيك في هذا الموضوع؟
أوكي، لقد زارني المخرج في مالقة يوما طالبا مني مساعدته لتصوير فيلم عن quot;الحريك عبر قوارب الموتquot;، وجدت الموضوع قويا، قبلته للتو، ولم أوقع معه على أي عقد، وأخبرته أنني لن أتقاض سنتا واحدا عن هذا الدور، جئت إلى المغرب، فوجدت أنه يفتقد إلى الوضوح واللباقة مع فريق العمل، علاقة متعالية مع هذا الفريق، وهذا لا علاقة له بميزانية الفيلم. وجدت أن الأمر منحط للغاية. انتظرت الفيلم فوجدت أن قوارب الموت غير موجودة في القصة، إذ كانت تبريرا لأمور أخرى. لم يحك عن هؤلاء الراغبين في الهجرة السرية عبر قوارب الموت، وأخبرته أنني قبلت الدور مجانا من أجل موضوع لم أجده في الفيلم. لا أعرف لماذا حكى لي أمورا تافهة لا علاقة لها بقصة هؤلاء الراغبين في الحريك. لذا قلت له إذا أردت أن توزعه فافعل ذلك في المغرب لكن ابتعد عن أوربا، إنه فيلم فاشل.
لقد فرضت عليه أن لا يوزعه في المغرب، إنه فيلم ضعيف، يمكن لأي فيلم تلفزيوني أن يتفوق عليه، لذا كان رأيي حاسما في عدم توزيعه في أوربا، لقد أضاع القصة الأهم خلال الفيلم، إنني من مالقة ولي منزل هناك مع quot;قارب صغيرquot; وأعرف مآسي هؤلاء المهاجرين السريين.

صورت أكثر من مائة فيلم، هل أنت بهذه السذاجة حتى تقبلي دورا دون اطلاع على التفاصيل؟
لقد جاء عندي أثناء عطلتي مع أبنائي، وأخبرني أنه مع اسم مثلي يمكن أن يحصل على المال، فهذا جيد إذا كان هناك موهبة سينمائية وراء العمل، وهو ما افتقده الفيلم.
لقد نسي أن يحكي القصة الحقيقية، وهي قصة

هل أنت مستعدة مع مخرج مغربي آخر؟
هذه المرة سأطمئن على المخرج الذي أصور معه وأطلع على أعماله السابقة، إنني أريد أن أطمئن على من سأصور معهم.

تحبين المغرب وتترددين على مراكش، هل تتمنين منزلا في هذه المدينة، مثل النجوم الآخرين؟
أملك منزلا في مالقة، ليس مختلفا كثيرا عن المنازل الموجودة في مراكش، لكن أن أهرب بين الفينة والأخرى إلى هذه المدينة فهذا أمر أحبه وأفعله.

هل أضحيت تملين السينما؟
نعم بدأت حدة هذا الملل ترتفع.

هل هذه الحالة لها علاقة بمجموع أفلامك التي بلغت 100 فيلما؟
نعم، لكنني لم أعد أحصي عدد الأفلام التي شاركت فيها، منذ مدة لم أعد أهتم بعددها، أعتقد أن عدد الأفلام التي شاركت فيها مثل سني، لا أكشف عنها مع فارق أن سني مكون من رقمين فقط (تبتسم).

الآن تصورين كوميديا موسيقية، هل هذا النوع يجمع بين متعة الغناء والسينما؟
في هذا العمل أشارك مع روسي دي بالما وبلانكا لي، ثلاث شخصيات وثلاث مسارات مختلفة، إنني أجسد دور ممثلة في الأربعين من عمرها لا تجد عملا، لذا تحاول أن تقوم بأمور كثيرة من أجل الحفاظ على حظوظها في التمثيل. هؤلاء الثلاث ستقررن أن تنشئن quot;كاباري لاتينيquot;. هذه هي الحكاية.

متى اللقاء مع أنطونيو بانديراس؟
شهر يناير المقبل، إنه الفيلم الثاني له كمخرج سينمائي. وقد اخترت العمل معه كهدية مني إلى صديق، الفيلم يحكي قصة حب جميلة بين امرأة ناضجة وشاب، والأمر لن يتطلب مني سوى أسبوع من التصوير


[email protected]