اعتدال سلامه من برلين: يستهلك كل الماني في العام اكثر من عشرة ليتر من الخمر لذا تزاحم المانيا البلدان الاخرى على المرتبة الاولى من حيث استهلاك الخمور على انواعها. فكما اشارت دراسة وضعتها مؤسسة بحوث الادمان في برلين ضمن كتاب quot; الادمان عام 2006quot; فان اكثر من عشرة ملايين شخص في المانيا يشرب جعة ونبيذ وانواع اخرى من الخمور بكميات تؤدي الى الادمان وتهدد حالتهم الصحية. ويتوفى سنويا اكثر من 40 الف نتيجة الشرب المتواصل والكثير. وتشير البيانات التي وردت في الكتاب الى مدى استفحال الادمان في المانيا، إذ ان المعدل المتوسط لشرب الكحول في السنة يصل لدى الفرد الى 116 ليتر من الجعة و20 ليترا من النبيذ و5،8 ليترا من مختلف انواع الكحول. وفي هذا الصدد قال رالف هولينغهورس مدير مؤسسة بحوث الادمان ان تعاطي الكحول بهذه الكميات ليس طبيعيا لانه يسبب امراض، وتعود زيادة العنف في العائلات الى تعاطي الخمر ، و10 % من المدمنين يستهلكون 50 % من حجم ما ينتج من الكحول في ألمانيا، لكن لا يمكن لمنتجي الكحول مواصلة العيش لولا وجود مدمنين.
وتقول الدراسة ان الادمان في ألمانيا زاد عن نسبته التي كانت مطلع القرن العشرين، فخلال الحربين العالميتين الاولى تراجعت نسبة تعاطي الخمر الى ادنى حدها بسبب عدم توفره بكثرة ، وفي سنة 1950 وصل استهلاك الفرد الواحد الى 3،2 ليتر في السننة ليرتفع في عام 1980 مع الانتعاش الاقتصادي الى 12،9 ليتر للفرد ، وبعد ازدهار المانيا اقتصاديا تخطى الاستهلاك النسبة المعقولة. ويستهلك الفرد في المانيا من المهد الى اللحد من الكحول الصافي ما معدله ال 20 غرام كل يوم في حياته، وهذه كمية كبيرة جدا. واستطاعت فرنسا وايطاليا من تخفيض الكمية المستهلكة من الكحول في الثلاثين سنة الماضية الى النصف لفرضها اجراءات لانهما ادركتا ان اتخاذ الشخص نفسه وعودا بتقليل الشرب غير مفيدة. والاهم رفع سعر الكحول والتقليل من الاعلانات لترويجها وتقليص اماكن بيعها. لكن اشارت الدراسة الى تراجع ما يدفع للاعلانات عن الخمر منذ منتصف التسعينات حوالي 120 مليون دولار ووصلت الى قرابة 570 مليون دولار في عام 2004.
التعليقات