موسكو: تجتاح موجة من البرد القارس مصدرها سيبيريا، روسيا مع تدني الحرارة الى 55 درجة مئوية تحت الصفر في بعض المناطق مما دفع السلطات الى اتخاذ اجراءات منها اخلاء بلدات بالكامل حرمت من التيار الكهربائي.
وحلت موجة البرد هذه التي يتوقع ان تستمر حتى نهاية الاسبوع صباح اليوم الثلاثاء على العاصمة الروسية.
وتدنت الحرارة صباحا الى دون 20 درجة تحت الصفر وينتظر ان تنخفض الى 37 درجة تحت الصفر صباح الاربعاء.
وتوفي ليلا شخصان جراء البرد وادخل 14 اخرون الى المستشفى لتدني حرارة جسمهم.
وتجتاح موجة الصقيع هذه منذ نهاية الاسبوع الماضي عدة مناطق روسية منها كيميروفو (جنوب سيبيريا) حيث تدنت الحرارة الى 57 درجة تحت الصفر. وفي بلدة صغيرة في منطقة كومي (الشمال الكبير) تم اجلاء 600 شخص بسبب انعدام وسائل التدفئة.
وانفجرت قساطل مياه بسبب الجليد في بعض الاماكن مثل منطقة سامارا (فولغا) حيث حرم نحو عشرة الاف شخص من التدفئة والماء في حين تدنت الحرارة الى 36 درجة تحت الصفر. وفي سانت بيترسبورغ انقطعت التدفئة عن 33 مبنى يسكنها مئات الاشخاص على ما افادت اجهزة الطوارئ المحلية .
وعرضت محطات التلفزة الروسية مشاهد تظهر اشخاصا يستخدمون الات تلحيم لازالة الجليد عن قساطل المياه في منازلهم حتى لا تنفجر.
وفي موسكو حيث كان فصل الشتاء في السنوات الاخيرة اقل قساوة نسبيا، تتركز المخاوف الرئيسية حول قدرة نظام الطاقة على مقاومة درجات الحرارة السيبيرية.
وحذر المسؤول عن شركة الكهرباء التي تحتكر هذا القطاع اناتولي تشوبايس نهاية تشرين الثاني/نوفمبر من ان التيار الكهربائي قد ينقطع عن هذه المدينة الكبيرة التي يسكنها عشرة ملايين شخص في حال تدنت الحرارة الى 25 درجة تحت الصفر على مدى ثلاثة ايام متواصلة اذ ان شبكات الكهرباء العائدة الى الحقبة السوفياتية متداعية جدا.
وحاولت بلدية العاصمة طمأنة المواطنين اليوم الثلاثاء وشددت على ان انقطاع التيار الكهربائي سيطال اولا شركات البناء وانظمة اضاءة لوحات الاعلانات مؤكدا ان الابنية لن تتأثر بتاتا.
وسمح للمشردين بقضاء الليل في محطات القطار والممرات تحت الارض الكثيرة في العاصمة الروسية.
وامرت وزارة الداخلية عناصر الشرطة بquot;التعامل بشكل انساني اكثرquot; مع المشردين والثملين ومرافقتهم الى المستشفيات او مراكز الاستقبال.
ورغم ذلك امضى 15 لاجئا اذربيجانيا من ناغورني كاراباخ الليل في العراء بحرارة قاربت 25 درجة تحت الصفر بعدما طردهم الفندق حيث كانوا يقيمون على ما افاد مدافعون عن حقوق الانسان.
وكان هؤلاء يقيمون مجانا في الفندق بامر من السلطات منذ العام 1990 وquot;اراد الفندق استعادة هذه الغرف لاغراض تجاريةquot; على ما افاد يفغيني بوبروف احد المدافعين عن حقوق الانسان في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس.
وقد شكلت quot;خلايا لمواجهة البردquot; في كل العاصمة وستقوم فرق اطباء بدوريات فيها.
وكثفت الصحف من النصح الى قرائها حول كيفية ادارة محركات السيارات عندما تكون الحرارة 30 درجة تحت الصفر وحماية الجلد من التشققات.
واستفاق بعض سكان موسكو خلال الليل لادارة محركات سياراتهم للتأكد من انها ستعمل في الصباح.
وتردد الاهل في ارسال اولادهم الى المدارس.
وفي سيبيريا الغربية اقفلت جميع المدارس ابوابها في حين تتساقط الثلوج بكميات هائلة في منطقة بريموريه في اقصى الشرق الروسي.