محمد الأمين من لاهاي: يضع المخرج الايراني جعفر بناهي اللمسات الاخيرة على فيلمه الجديد تسلل والذي يعالج فيه الحظر الذي تواجهه المرأة الايرانمية في حضور ملاعب كرة القدم والاستمتاع بمشاهدة هذه الرياضة الجماهيرية .ومع ان فيلم التسلل لايحظى بنفس المستوى من الاهمية بالنسبة للفيلمين السابقين لبناهي وهما الدائرة والطائرة الورقية لكنه فيلم جذاب ومثير ذلك لانه يرصد الاجواء الحماسية والشد في لعبة كرة القدم ويصور المشاعر المختلفة التي تنتاي الفتيات الايرانيات اللواتي تنكرن بازياء الشبان شباب لحضور مباريات هذه اللعبة الشيقة.
يستعرض الفيلم في بدايته فتاة ارتدت زيا ذكوريا وقد دهنت وجهها بالوان العلم الايراني من اجل اخفاء ملامح الانوثة من وجهها
واثناء محاولتها شراء تذكرة من السوق السوداء تتعرض الى ابتزاز البائع الذي يطلع على هويتها الحقيقية ويطالب بمبلغ مضاعف ثم نتابع حادثة ترتبط بمصير الفتاة واخريات تم التعرف على هويتهن الانثوية
من بين مئات الفتيات المتنكرات اللواتي حضرن الاوستوديووقد تم القاء القبض عليهن و حجزهن في مكان خاص خلف اسيجة الملعب بانتظار الحافلة التي تقيلهن الى المعتقل.وتتم الحراسة من قبل جنود ينتمون الى العوائل الفقيرة من شمال الريف الايراني وهنا نكون ازاء تضاد حاد في مستوى وعي فتيات طهرانيات ينتمين الى عوائل برجوازية وعلى مستو عال من التحصيل العلمي مع جنود ينتمون الى الثقافة الريفية المحافظة.
الا ان دفاع الفتيات عن وجهات نظرهن في الحياة وقد اتسم بالعمق والصلابة يضعهن في مقام جدير بالاحترام.
في المشهد الذي يصور الفتيات جالسات بطريقة مثيرة للشفق على ارضية المحتجز تتعالى هتافات الجمهور وهنا يشاركهن المشاهد الحسرة على متابعة مجريات المباريات.
ويرى بناهي ان خلو الفيلم من مشاهد من اصل المباراة يفرض على المشاهد ضربا من التعاطف مع الفتيات ولايخل بالقيمة الفنية للفيلم ومجريات الاحداث
وبذلك ينتقل ذلك التوق وتلك الحسرة المعتملة في نفوس المشجعات من اجل متابعة وان مقطعا مختصرا من المباريات الى نفس المشاهد.
ويعتبر بناهي من المخرجين المرموقين في ايران وقد نال على جوائز سينمائية معتبرة كالأسد الذهبي من مهرجان فنسيا والكاميرا الذهبية من مهرجان كان,على فيلمي الدائرة والطائرة الورقية وهما فيلمان لم يحصلا على مجوز للعرض في الدور السنمائية الايرانية ومن المتوقع ان تمنع الرقابة الايرانية فيلم تسلل من العرض داخل ايران نظرا لثيمة الفيلم
المتحدية للمحظورات الاجتماعية والثقافية والتي تكاد ان تخنق الفضاء الابداعي في ايران.
ويرى بناهي ان بامكان فيلمه الاخير ان يحصل على موافقة عرضه في ايران فيما اذا استجاب لشروط الرقابة لكنه يفضّل ان يشاهد الايرانيون افلامه في نسختها الاصلية والتي لم يشوهها مقص الرقيب.