لندن: كشفت صور جوية التقطتها الأقمار الاصطناعية انفصال مسطح جليدي هائل الحجم قبالة السواحل الكندية الشمالية الامر الذي اعتبره العلماء تجسيدا للمخاطر البيئية التي تنطوي عليها ظاهرة الاحتباس الحراري. وبحسب شبكة الاخبار الاميركية (سي.ان.ان) فان المسطح الذي يقدر بنحو 66 كيلومترا مربعا يعتبر quot;دليلا علميا جديداquot; على المخاطر الناجمة عن ارتفاع درجات حرارة الأرض جراء ظاهرة الاحتباس الحراري وبخاصة انه المسطح الأكبر من نوعه الذي يتلاشي منذ 30 عاما.

وقد شوهد المسطح الجليدي المنفصل على بعد حوالي 800 كيلومتر جنوبي القطب الشمالي قبالة سواحل جزر (السمير) وان العلماء رجحوا ان يكون قد انفصل قبل عدة أشهر دون أن يتم رصده بسبب العوامل الطبيعية في ذلك الوقت.

وفي هذا الشأن ربط البروفسور فارويك فنسنت من جامعة (لافال) الكندية الذي عاين تلك الكتلة الجليدية بين الحدث الذي وصفه ب quot;المزعجquot; والبراهين على فقد لأجزاء من جليد شمال كندا بسبب تغيرات مناخية. واضاف فنسنت ان جبال ومنحدرات ومسطحات الجليد الباقية في شمال كندا هي أصغر اليوم بمقدار 90 في المائة مما كانت عليه في العام 1906 بسبب التطورات المناخية السلبية.

وكان العلماء الكنديون قد قرروا استطلاع المنطقة بعدما سجلت أجهزة رصد الزلازل تحركات كبيرة الحجم فيها ليتضح بعد الكشف بالصور الجوية أن ما تم تسجيله هو اهتزازات ناتجة عن انفصال المسطح العملاق. ودعا العلماء الى متابعة حركة مسطح الجليد المفقود الى جانب جبال اخرى يتوقع أن تنفصل عن السواحل الكندية الشمالية في شهور الصيف المقبل وبخاصة في ظل وجود العديد من المرافىء النفطية ومنصات استخراج الغاز والبترول في المنطقة والتي قد تتعرض لكارثة بيئية في حال اصطدام الجبال الطافية بها.

يذكر أن ستة مسطحات جليدية عملاقة يرجع العلماء تشكلها الى ما قبل ثلاثة الاف عام على أقل تقدير تطفو على سطح المياه قبالة السواحل الكندية وهي متصلة بالبر الرئيسي من خلال امتدادات جليدية غير أن ارتفاع حرارة الأرض يتسبب بصورة مستمرة بذوبان تلك الروابط وانفصال جبال ومسطحات الجليد.

ويعتقد ان المسطح المفقود قد استقر حاليا في موض بعد اصطدامه ببقع جليدية ناتجة عن تجمد مياه البحر خلال فصل الشتاء مكونا جزيرة جليدية هائلة الحجم.