عيسى العلي من الدار البيضاء: أعادت زخات المطر، التي تساقطت عشية اليوم الاثنين، الأمل بنفوس المغاربة في إمكانية إنقاذ تواصل هطولها الموسم الفلاحي من شبح الجفاف الذي بات يتهدده.ورغم قلتها، إلا أن المواطنين استقبلوا هذه الزخات بفرح شديد، ممنين النفس بتاسقطها بشكل غزير لإبعاد الخطر الذي بدأ يتربص بالزرع .

ومما زاد من تشبث المغاربة بخيط الأمل الأخير هذا وتعلق أعينهم بالسماء، توقعات مديرية الأرصاد الجوية الوطنية التي أعلنت أن عددا من مناطق المغرب، ستشهد، ابتداء من اليوم وإلى غاية الجمعة المقبلة، بعض التساقطات المطرية.وأرجعت ذلك إلى الاضطراب الجوي الحالي الذي سيكون ظرفيا، لكونه ناتج عن انخفاض المرتفع الآصوري، في الواجهة الأطلسية المجاورة للمملكة.كمات توقعت أن تشهد، ليلة اليوم، ظهور سحب كثيفة، تهم مناطق طنجة واللكوس وغرب الريف، مشيرة إلى أنها ستمتد، إلى غذا الثلاثاء، لغرب الشاوية، ودكالة، وسايس، وضفاء البحر الأبيض المتوسط، وهضاب ولماس، وشمال المغرب الشرقي، وأنها ستكون مصحوبة مع بعض التساقطات المطرية الخفيفة.

ويأتي هذا التغير المناخي بعد أيام من الإعلان عن برنامج استعجالي لإنقاذ وحماية قطيع الماشية من الآثار السلبية للموسم الفلاحي.وأوضح نبيل بنعبد الله، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في تصريح صحافي عقب انتهاء أشغال مجلس الحكومة الأسبوع الماضي، أن وزير الفلاحة قدم خلال هذا الاجتماع عرضا حول تطور الموسم الفلاحي، أشار فيه إلى أن انطلاقة الموسم الفلاحي الحالي عرفت ظروفا مناخية صعبة خاصة على مستوى العجز المطري الذي ناهز44 في المائة، مقارنة مع معدل التساقطات وانخفاض ملموس في درجات الحرارة.

ولاحظ أن هذا الأمر أدى إلى تراجع في المساحات المزروعة خاصة بالنسبة للحبوب الخريفية، وتسجيل بداية تدهور في الحالة النباتية ببعض الأقاليم، وضعف نمو الغطاء النباتي للمراعي مما ترتب عنه ارتفاع في أثمنة الأعلاف.وذكر أن هذا البرنامج الاستعجالي يشمل تحمل مصاريف نقل الأعلاف وتشغيل الشاحنات الصهريجية لنقل الماء للماشية، وتعزيز الحماية الصحية للقطيع وانجاز برنامج هام من الزراعات الربيعية مبرزا ان المصالح المعنية ستتولى القيام بتتبع يومي ومنتظم لتطور الحالة الفلاحية قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة أي تطور غير ملائم للموسم الفلاحي الحالي.

وأكد المسؤول الحكومي أن تطور الموسم الفلاحي يبقى مع ذلك رهينا بالظروف المناخية التي سيعرفها شهر يناير الجاري، وكذا الفترة الربيعية.وأبرز بنعبد الله، في رده على أسئلة الصحافيين، أنه إذا استمرت الأوضاع المناخية على هذه الحالة، فإن الحكومة ستتخد الإجراءات الكفيلة بالحد من آثار الجفاف.

من جهته، قال وزير إعداد التراب الوطني والماء والبيئة محمد اليازغي إن سياسة السدود، التي نهجها المغرب منذ عقود خلت، مكنت من تخزين كميات هائلة من المياه التي ساهمت في التنمية الاقتصادية للبلاد، إلا أنها ليست كافية لوحدها لجعل المملكة في مأمن من الخصاص في مادة الماء.وحذر الوزير، في كلمة افتتح بها أشغال الحوار الوطني حول الماء على صعيد حوض سوس ماسة المنعقد أخيرا، quot;من مغبة الانسياق وراء الدعاية القائلةquot; بأن المغرب لا يعيش مشاكل في ما يتعلق بالمياه، داعيا إلى مراجعة الذات وطرح المشاكل المتعلقة بندرة المياه كما هي حتى يتأتى مواجهتها بنوع من الوضوح والواقعية.

وأوضح أن جميع الفاعلين في منطقة سوس ماسة لهم شعور قوي بخطورة موضوع ندرة المياه، مذكرا بأن هذا الإحساس لا يقتسمه جميع المغاربة عكس الحكومة المغربية التي بادرت منذ سنة 1995 بإصدار قانون يتعلق بالمياه، إلا أن تطبيقه الفعلي لم ينطلق إلا بعد سنة ألفين، حيث جرى الشروع في إصدار المراسيم التطبيقية الخاصة بهذا القانون.

وكانت أكف الدعاء والتضرع ارتفعت إلى السماء بشكل كبير، بعد كل صلاة جمعة، راجية هطول الأمطار حتى quot;تسقي العباد والبهيمة، وتنشر الرحمة، وتحي البلد الميتquot;، على حد تعبير بلاغ لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي أعلنت، استجابة لقرار أمير المؤمنين الملك محمد السادس، عن إقامة صلاة الاستسقاء، أداها المئات من المغاربة بمختلف جهات وأقاليم المملكة.