إيمان إبراهيم من بيروت: قال كل شيء ولم يقل شيئاً، تلك هي النتيجة التي تخرج بها بعد مشاهدتك مسرحيّة quot;كلمتين عالواقفquot;، التي يقف فيها وحيداً على خشبة المسرح المذيع الوافد من عالم الرّياضة إلى عالم التمثيل طوني بارود، والأهم أنّه تطرّق إلى كل شيء ولم يتطرّق إلى السّياسة، كاسراً القاعدة المتّبعة في المسرح اللبناني حيث تحوّلت النكتة السّياسيّة إلى وجبة رئيسيّة في البرامج الكوميديّة والمسرحيّات على قلّتها، مع تعديلات تطرأ بحسب تغييرات السّاحة السّياسيّة. فهل ثمّة رقابة ذاتيّة أخضع لها نص المسرحيّة إرضاءً لجمهور مختلف التوجّهات؟ أم هي رغبة في التنفيس عن جمهور ضحك من عبث السّياسيين حتى ما بعد الثّمالة؟
على مدى سبعين دقيقة يقف طوني بارود بمواجهة الجمهور، في تجربة quot;Stand up comedyquot; جديدة من نوعها في العالم العربي، تشبه إلى حد ما مسرح الحكواتي بصيغة أكثر عصريّة. اختبار صعب يخوضه طوني مع جمهور متطلّب، غير أنّ المميّز في المسرحيّة هو التّفاعل مع الجمهور الحاضر الذي يصبح جزءً من المسرحيّة نفسها.
اختيار طوني لأداء المسرحيّة لم يكن وليد الصدفة، بل هو امتداد لتجربته مع برنامج quot;اكتشفنا البارودquot;، حيث كان طوني يبدأ حلقاته بمونولوج من تأليف الفنّان كميل سلامة، الذي استعاد أجواء البرنامج بأجواء كوميديّة، غير أنّ العرض تأجّل مرّات عدّة بسبب الأجواء السياسيّة الضّاغطة بلبنان، حيث أصرّ فريق العمل على تقديم المسرحيّة أياً تكن الظّروف.
يسخر طوني بطرافة من التقاليد الاجتماعيّة في لبنان، حيث ينتقل من فكرة إلى أخرى لا تشبهها بسلاسة، لا تشعر المتلقّي بانفصام، مع لعب على الكلمات لم يخل أحياناً من جرأة لم تقترب إلى حدود الابتذال، بنص محبوك لكميل سلامة، وإخراج متميّز لداني بستاني.
لكن يبقى السؤال إلى أي مدى يبدو صائباً افتتاح المسرحيّة في مثل هذه الظروف حيث أصبحت الضحكة عملة نادرة؟