باريس: أثار إعلان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس عن رغبته إنشاء قناة تلفزيونية دولية ناطقة باللغة الفرنسية فقط عدة ردود أفعال في الأوساط الحكومية، فأعلن وزير الخارجية برنار كوشنير أنه لا يؤيد هذا الأمر تماما، بينما أوضحت وزيرة الثقافة كريستين البانل أن النقاش لم يطرح بعد حول هذا الموضوع.

وكان الرئيس الفرنسي أعلن أنه لا يريد قنوات تلفزيونية فرنسية ناطقة بلغات أجنبية كالعربية والانكليزية، وأعرب عن رغبته بإطلاق قناة تلفزيونية اسمها (فرنسا العالم) خلال العام الحالي تدمج القناة الخامسة الفرنسية وفرنسا 24 وإذاعة فرنسا الدولية، وقال quot;لست مستعدا لإطلاق قناة تتحدث لغة أخرى غير الفرنسية بأموال دافعي الضرائبquot;.

وأوضح ساركوزي أن quot;الفكرة هي إيجاد ماركة هي فرنسا العالم، تضمن حضور فرنسي أكثر أهمية من خلال مضاعفة الوسائل مثل شبكة المراسلين على سبيل المثالquot;، وأضاف quot;التلفزيون الحكومي الفرنسي لا يمكن أن يتحدث إلا الفرنسية ومع شريط ترجمة باللغات العربية أو الإنكليزية quot;، وقال إن quot;الجزيرة تبيّن رؤية عربية والسي ان ان رؤية انكليزية، (نحن) نرغب بتقديم رؤية فرنسية، ومن الأفضل فعلا أن نقدمها باللغة الفرنسيةquot;، على حد تعبيره.

وسبب إعلان ساركوزي هذا quot;الدهشةquot; في الأوساط الإعلامية المعنية وخاصة في قناة فرنسا 24، التي تبث باللغتين العربية والإنكليزية، والمهددة بإيقاف بثها هذا في حال تطبيق فكرة ساركوزي، حسب مصادر في القناة.

أما أنطوان سشوارز رئيس (مجموعة إذاعة فرنسا الدولية) التي تبث بتسعة عشر لغة إضافة للفرنسية اعتبر أن إعلان ساركوزي quot;لا يخص سوى المحطات التلفزيونيةquot;، على حد قوله لدى الإعلان عن قرب موعد دمج فرنسا 24 واذاعة فرنسا الدولية.

أما رئيس الدبلوماسية الفرنسية كوشنير فأوضح أنه quot;لا يؤيد تماماquot; ما طرحه ساركوزي، وذكر أنه تحدث بهذا الشأن مع ساركوزي، وقال quot;لفتنا نظره أولا أنه ثمة الترجمة المكتوبة ومن ثم البثquot;، وأضاف quot;لقد وافق ساركوزي على ذلكquot;. ونوه بأن quot;الرئيس له رأيه وهو من سيقرر ولكن فترة المشاورات بدأت للتوquot;، على حد قوله

ومن ناحيتها أوضحت وزيرة الثقافة أن النقاش حول مسألة القناة quot;لم يطرحquot;، ولكنها ذكرت quot;صحيح أن الرئيس يعتقد أن تقديم الثقافة الفرنسية يتم بشكل أفضل من خلال اللغة الفرنسيةquot;، وفق تعبيرها.