الياس يوسف من بيروت: قضى ثلاثة أشخاص ضحايا لموجة البرد التي تضرب لبنان منذ أيّام وفقا لتقارير الأطباء الشرعيين، وهم من بلدتي الصوانة ويحمر الشقيف في الجنوب ومحلة أبي سمرا- طرابلس في الشمال. ويتحكم الجليد والصقيع في اجواء لبنان، ساحلا وجبلا، وسط انخفاض كبير في درجات الحرارة، خصوصا في الليل. وذكر خبراء في الأرصاد الجوية أن الموجة ستتراجع من يوم غد الأربعاء . وأن لبنان شهد في السابق موجات صقيع مشابهة أو أقسى من الموجة الحالية، لكن المميز في الموجة الراهنة هو استمرارها أياما عدة.

وقد تكدس الجليد على طريق عام زغرتا - طرابلس، ولاسيما عند محلتي المخاضة والعقبة في جرود الشمال حيث قطعت الطريق، مما اعاق وصول الموظفين الى اماكن عملهم، والتلاميذ الى مدارسهم، واضطرت مدارس رسمية في القبة وبعل حسن الى اقفال ابوابها. ولاحقا، اعادت عناصر من الدفاع المدني فتحه الطريق، بعد quot;شطفهاquot; بالمياه ورشح الملح عليها.

وفي الجرود الشمالية، quot;سجنquot; الصقيع الاهالي في منازلهم، قرب نار دافئة، بعدما هبطت درجات الحرارة الى نحو 20 تحت الصفر. وبدت الطرق مقفرة، مشلولة، خطرة بعدما تسللت اليها 5 سنتيمترات من الجليد. ولم تستعد ناسها الا بعد شروق الشمس، وبعدما ازالت الجرافات الجليد المتكدس ورشت الملح.

ووصلت موجة الصقيع في عكار إلى حدها الأقصى لاسيما في المناطق الساحلية، وقال مسنون إن الحرارة لم تصل يوما الى ما بلغته خلال الايام الثلاثة الماضية. وبمجاورتها الصفر تقريبا، تجمدت المياه في قنوات مياه الشرب والاستخدام المنزلي في العدد الاكبر من المنازل، واضطر سائقو سيارات الى اضافة المياه الساخنة الى سياراتهم صباحا كي يتمكنوا من تشغيل محركاتها. وقال المسنون ان quot;قلة الامطار وسرعة الرياح الشمالية الشرقية فاقمت هذا الوضع ودفعت بدرجات الحرارة الى ادنى مستوياتهاquot;. وأتلفت موجة االصقيع كميات كبيرة من محاصيل البيوت الزراعية البلاستيكية في المنطقة. وعلم ان quot;محصول اكثر من 10 آلاف بيت زراعي في قرى ببنين ووادي الجاموس والمحمرة وعرقة وسهل عكار اتلف بالكامل. وهذا يعني تكبد خسائر مادية كبيرة لا يمكن تعويضها، خصوصا ان معظم البيوت المحمية ليست مجهزة لمثل هذه الحالات الطارئة والغير متوقعةquot;.

وافاد مزارعو حمضيات في سهل عكار ان quot;ثمار الليمون والبرتقال، اهترأت بفعل الصقيع، وان اكثر من 40 في المئة من محاصيلهم تساقطت تحت اشجار الحمضيات، وبات مصيرها التلفquot;.

واذا كانت اضرار البرد اقتصرت على الماديات في غالبية المناطق، فقد خطف في طرابلس هذه المرة انفاس متسول وجد جثة على الرصيف بين ساحتي التل والكورة، مما يرفع عدد ضحايا الصقيع الى ثلاث، اثنتان منهما في الصوانة (مرجعيون) ويحمر الشقيف (النبطية). ونقلت الجثة الى المستشفى الاسلامي في انتظار التعرف الى هوية صاحبها، علما ان اهالي المحلة يسمونه quot;المعترquot;. وبيّنت المعلومات الاولية انه من عائلة حمود من بلدة جويا في الجنوب. وبقي في طرابلس اعواما طويلة، حيث عاش متسولا.

وفي منطقة بعلبك ndash; الهرمل احكم الصقيع القارس قبضته على الطبيعة والناس. وسجلت الحرارة ادنى درجاتها، وهبطت الى 10 تحت الصفر ليلا، وهي الاقل من بداية هذا الشتاء. وقال مسنون انها المرة الاولى منذ أواخر الستينات في القرن الماضي تتعرض فيها المنطقة لمثل هذه الموجة الشديدة من الصقيع. وبلغت سماكة الجليد في البرك وخزانات المياه نحو 5 سنتيمترات، مما تسبب بخسائر فادحة في شبكات المياه الخاصة والمزروعات، وبحوادث سير وانزلاقات على الطرق. وانسحب الجليد على بقية المناطق. ولم تسلم منه ايضا حاصبيا وراشيا حيث تجمدت المياه في قنوات الري، وانشلت الحركة في الطرق، ولجأ الاهالي الى الدفء قرب النار.

وفي منطقة مرجعيون تدنّت درجة الحرارة ليلا الى 3 تحت الصفر. وقد تجمّدت المياه على الطرق، وحصلت انزلاقات عدة وحوادث سير على مختلف الطرق. وعملت عناصر من الدفاع المدني على رش الطرق بالمياه لاذابة الجليد، في وقت بدت الشمس عاجزة عن مواجهة الطبقات المتجلدة على الارض.

وفي منطقة الشوف سيطر الجليد على كل المفاصل والطرق، وادى الى اضرار كبيرة في بعض المنازل والسيارات من جرّاء تفجر مسارب المياه، وفي المزروعات الشتوية والخيم البلاستيكية. الجليد كذلك تأخر وصول الموظفين الى مراكز عملهم والطلاب والتلاميذ الى المدارس والجامعات.