أنشأت مؤسسة لحل مشاكل الأرامل منها
دلالة ألمانية تبحث عن صديقة لكل ببغاء

اعتدال سلامه من برلين: quot;ببغاء عمره 32 سنة يبحث عن صديقة أو شريكة للحياةquot;، كل من يقرأ هذا الإعلان في الصحف الألمانية يفرك عينيه أكثر من مرة كي يتأكد من صحة الإعلان، ففي الوقت الحالي تسخر الألمانية ريتا أونهاوزن كل جهودها لجمع شمل المحبين لكن ليس بين البشر، بل بين الببغاءات وعملها ينحصر بالبحث عن شريك لببغاء أنثى كانت أم ذكرًا. وقصدت quot;إيلافquot; منزلها الواقع بالقرب من برلين كي تعرف سر مهنتها بعد أن ذاع صيتها. يبدو المنزل من الخارج وكأنه بيت ريفي عادي ، لكن من يلقي نظرة على الحديقة التي تحيطه يدرك أنها ليست حديقة للعائلات لكثرة أقفاص الببغاءات التي تنتشر في أنحاء عديدة من الحديقة.

وتروي اونهاوزن قصتها مع هذا الطير، مشيرة الى انها كانت تعمل سابقًا محاسبة في شركة، وبعد ان سرحت من العمل ولم تجد عملاً بديلاً، فكرت بشراء ببغاء لأنها تحب هذا النوع من الطيور. وبالفعل قصدت محلاً واشترت منه ببغاء، الآن إنها لاحظت بعد فترة انه لا يحب العيش وحيدًا بل ضمن مجموعة او مع شريك، فاشترت له ببغاءً ذكرًا، لكن الوضع كان صعبًا، فالإثنان لم يتفاهما ابدًا عندها ادركت انه عليها البحث عن شريك آخر لاحدهما، وهذا ما فعلت وتفاجأت للانسجام الكبير الذي حدث بين الاثنين.

ودفعتها حالتها المادية الى التفكير بالاستفادة من علاقة الببغاءات ببعضهم البعض. خاصة وانها اشترت الكثير من الكتب لزيادة اطلاعها ومعرفتها به. وفجأة وجدت نفسها تقدم نصائح الى كل من يملك ببغاء، فقررت ان تنشأ مؤسسة صغيرة لحل مشاكل الببغاءات الارامل والبحث لها عن شريك او شريكة. واستطاعات اونهاوزن الى الان جمع شمل المئات من طيور الببغاء في كل انحاء المانيا.. quot;ولدي الان 150 ببغاءً ابحث لهم عن شريك للحياة quot;. ولاقت فكرتها صدى كبيرًا حيث يزور موقعها الالكتروني حاليًا اكثر من 300 شخص يوميًا، إما للبحث عن شريك للببغاء او بغرض الاستشارة. ومع تزايد عدد الطيور التي جمعتها وسعت انهاوزن نطاق عملها بعد ان عينت ثلاثة موظفين وسكرتيرة وتلتقي اسبوعيًا اما في برلين او في المدن المجاورة لها مع زبائن يحملون معهم الببغاء الارامل او يأتون الى منزلها حاملين ارمل الببغاء.

وتشير اونهاوزن إلى ان العثور على شريك لببغاء وحيد ليس بالامر السهل كما مع المرأة او الرجل الذي يبحث عن شريك. فالببغاء لا يقبل بأي شريك وهو دقيق الاختيار، لانه يعرف ان اختياره سيكون الاول والاخير، فالشريك سوف يكون شريك العمر. والسبب في ذلك ان هذا الطير يعيش حتى الـ 80 سنة ولا يريد ان يقضي حياته مع شريك ممل، ولا يقوم بهذه الخطوة الا عندما يفقد الشريك . فهو مخلص ولا يلجأ الى شريك جديد الا بعد فقدان الاصلي.

تشير معلومات إلى وجود حوالى 330 نوعًا من طيور الببغاء في العالم. ولا تختلف انواع الببغاءات عن بعضها في شكل الجسم واللون فقط بل أيضا في الحجم. ففي الوقت الذي يكون فيه طول الببغاء ذو العيون المستديرة المسمىForpus conspicillatus حوالى 12 سنتم يصل طول الببغاء من نوع Hyazinth- Ara الى المتر تقريبًا. لكن ما يجمع بين كل انواع الببغاءات هو المنقار وهو بمثابة القدم الثالثة لهذا الطير الذكي. فهو معكوف الشكل ويستخدم في التسلق أو الإمساك بأي شيء أو تقشير المكسرات أو الحبوب ، ويساعده في بناء عش لصغاره كما يستخدمه كسلاح ضد كل معتدي وإضافة للعناية بريشه وتنظيفه، لكنه يلعب دورا في بناء علاقة مع شريك او شريكة في الوقت نفسه.