طلال سلامة من روما: في السابق، كان الجميع يعتقد بأن كوكب المريخ يحتضن عالماً صحراوياً. بيد أن المعطيات المتأتية من الجهاز quot;أوميغاquot; الذي جرى تركيبه على المسبار quot;مارس اكسبريسquot; التابع لوكالة الفضاء الأوروبية quot;ايزاquot; ستغير هذه الاعتقادات العلمية السابقة، بصورة جذرية. إذ تشير هذه المعطيات الى وجود غيوم عالية الارتفاع، فوق سطح الكوكب الأحمر القاحل، وكثيفة بما فيه الكفاية لتسليط الظل على سطحه.
منذ وقت طويل، استنتج الباحثون وجود ذرات الجليد على كوكب المريخ، كما في أعلى براكينه وجوانبها. علاوة على ذلك، رُصدت في الماضي بعض المؤشرات الضعيفة حول وجود غيوم بلورات الجليد المكونة من ثاني أكسيد الكربون. والأمر غير مدهش كون معظم الغلاف الجوي لكوكب المريخ مؤلف من هذا الغاز. نظراً للمسافة من الشمس، تصل حالة هذه التركيبة الغازية، في بعض الأحيان، الى ما دون نقطة التجمٌد.
في أي حال، وجدت مجموعة من الباحثين الفرنسيين دلائل قاطعة على وجود هذه الغيوم الجليدية التي تكفي مساحتها الشاسعة لحجب نور الشمس جزئياً. وهذه المرة الأولى التي ينجح من خلالها العلماء من جامعة quot;فيرسايquot;، وعنوان موقعها الإلكتروني (www.uvsq.fr)، في التقاط الصور لتلك الغيوم مما يمكنهم كذلك من الحصول على معلومات مفصلة حول شكلها وحجمها وكثافتها.
بفضل المعطيات المتأتية من الجهاز quot;أوميغاquot;، وضع الباحثون الفرنسيون يدهم على نتائج مدهشة. فهذه الغيوم تعلو عن سطح كوكب المريخ 80 كيلومتراً تقريباً، وقد يصل قطرها الى بضعة مئات من الكيلومترات. وتكفي هذه المزايا لتقليص قوة أشعة الشمس بنسبة 40 في المئة تقريباً. مما يجلب معه تداعيات هامة على تغيير درجات الحرارة، على سطح المريخ. في الظل مثلاً، يمكن أن تتراجع الحرارة 10 درجات مئوية. ما يشكل عاملاً قد يؤثر بدوره على أحوال الطقس لا سيما من حيث قوة الرياح.
التعليقات