إيلاف من بيروت:يواصل المخرج التونسي شوقي الماجري تصوير مجموعة المشاهد المقررة في الأردن من المسلسل التاريخي quot;أبو جعفر المنصورquot; قبيل الإنتقال إلى أوزبكستان لتصوير مجموعة المشاهد النهائية من هذه الدراما التاريخية التي تنتجها شركة quot;المركز العربيquot;- الأردن، لصالح تلفزيون قطر.
وينتظر أن يحدث هذا العمل نقاشًا واسعًا، عند عرضه في رمضان القادم، لطبيعة موضوعه الذي يناقش مرحلة رئيسية من مراحل التاريخ العربي شهدت أفول الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، وما رافق تلك المرحلة من ثورات وأحداث سياسية أعادت صياغة شكل الدولة العربية، وانتقل فيها موقع الريادة من دمشق إلى بغداد وتغير فيها شكل السلطة العربية، عندما قاد quot;أبو جعفر المنصورquot; أول انقلاب سياسي في التاريخ العربي كان من نتائجه تكريس الدولة العباسية كأحد أكبر الإمبراطوريات العربية وتثبيت أركانها مدة ثمانية قرون.
وينظر الماجري إلى هذا العمل باعتباره أحد أكثر الأعمال موضوعيةً في تتناول التاريخ العربي، حيث يقدم عددًا من أبرز رموز التاريخ العربي مثل عمر بن عبد العزيز والوليد بن عبدالملك وأبي مسلم الخرساني وأبو العباس السفاح وأبو جعفر المنصور كشخوص طبيعيين كانت لهم رؤاهم وطموحاتهم وأهوائهم، شأنهم شأن كل رجال الحكم والسياسة، ويقدم الجوانب المسكوت عنها من حياة هذه الشخصيات التي تركت بصماتها على التاريخ العربي.
ولفت الماجري إلى أن روح الإنسجام بين فريق عمل quot;أبو جعفر المنصورquot; من فنيين وممثلين هو ما دفعه لاختيارهم في عمله الجديد، مشيرًا إلى الخبرة المتراكمة في العمل معهم من خلال مشاركة أغلبيتهم في تقديم مسلسل quot;الاجتياحquot; الذي أخرجه الماجري عام 2007 والذي تعرضه الفضائية اللبنانية للإرسال quot;إل بي سيquot; هذه الأيام، والذي اعتبره الماجري أهم عمل درامي عربي من حيث الموضوع والرؤية الفنية، مذكرًا أن مسلسل quot;الاجتياحquot; قدّم قضية اجتياح جنين في فلسطين من جانب انساني ظل مخفيًا على الناس ازاء طغيان الاخبار السياسية واضعًا العمل في مقدمة اعماله المهمة.
وأشار الماجري إلى أن الهدف من مسلسل quot;أبو جعفر المنصورquot; ليس طرح إسقاطات على الحاضر بقدر ما يهدف إلى تقديم مقترح فني جميل يحفز الناس على المتابعة مع قراءة جديدة للماضي تركز على العلاقات الانسانية مع الالتفات الى صراعات السلطة ومفاهيم الحب والموت.
وأكد الماجري أن العمل الذي كان مخططًا له أن يبث في رمضان الماضي، تقرر تأجيله إلى رمضان المقبل لاعتبارات متعلقة بضيق الوقت المتاح لإنجاز العمل الذي بدأ تصويره بعيد انتهائه من تصوير مسلسل quot;الاجتياحquot;، مشيرًا إلى أنه طلب من منتج العمل طلال عدنان عواملة تأجيل العمل ليأخذ حقه من الوقت وتم ذلك.م ن جهته نفى رئيس قسم الأبحاث والنصوص في quot;المركز العربيquot; ياسر قبيلات، وجود إسقاطات متعمدة في العمل على الحاضر بالقول quot; إن كان في العمل التاريخي، أيًا كان، إسقاطات على الحاضر، فهي تلقائية وموجودة بالأساس في وعي المشاهد الذي يقرأ التاريخ على ضوء فروضات الحاضر؛ وعلى أية حال، إن وجدت مثل هذه الإسقاطات، فهي إسقاطات درامية وليست سياسيةquot;.
- آخر تحديث :
التعليقات