الإعلامية الأردنية ضياء العوايشة لإيلاف:
الشاشة تتعرض لهجمة مذيعات الجسد

حاورتها رانيا تادرس: طريق الوصول إلى الورود الملونة ذات الرائحة الطبية يكثر فيها أشواك العراقيل والأحزان ولكن عندما يكون الإصرار والمثابرة والثقافة والدراسة والشجاعة والصدق والثقة بالنفس والدعم العائلي مقومات تحقيق حلم الطفولة إلى واقع بالظهور على شاشة التلفزيون لأداء رسالة الإعلام وخدمة الوطن والمواطن هكذا انطلقت نحو الشهرة هي الإعلامية الأردنية ضياء العوايشة حيث طلت وحققت حلم الخيال الذي راودها منذ طفولتها وبات واقعا على الشعب الاردني من خلال شاشة التلفزيون الاردني الذي أحبته ونذرت نفسها لخدمة وطنها ومواطنيها بتقديم برامج تحاكي واقع المجتمع وهمومها وبحثها بكل شفافية ومصداقية وسقف عال سطّرت قصة نجاح باتت نموذجا يعجب الجميع حيث إنها في غضون ثماني سنين وبعد عزم وتعب جنت ثمار بان تصبح مديرة إذاعة لراديو صوت المدينة .في الأردن حيث إنها اصغر مديرة إذاعة في المملكة وكذلك الشرق الأوسط.

وفي الوقت ذاته أصرت المضي قدوما بالجمع بين الإدارة ومتابعة مسيرتها في تقديم البرامج التي تجد نفسها وسعادتها من خلالها. وتقدم العوايشة حاليا برامج تلفزيونية وإذاعية تتطرق إلى ملفات تكاد تكون محظورة وغير مطروقة من قبل خصوصا أنها تحتاج إلى الجرأة والمعرفة لاكتشاف الحقيقة وتسليط الضوء عليها بشكل جديد وغير مسبوق في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة فبرنامج يحدث اليوم ويبث صباحا على شاشة التلفزيون الاردني ، إلى جانب تقديم برنامج laquo;ما عليكم مخبىraquo; في إذاعة صوت المدينة. إيلاف حاورت الإعلامية الأردنية العوايشة في العاصمة عمان وفي ما يلي نص الحوار:

ما البرامج المفضلة لديك وما الرسالة التي تسعين إلى إيصالها من خلال البرامج الإذاعية والتلفزيونية ؟

ج: أحبذ البرامج ذات الفكر والمضمون الخصب الذي يحكي عن واقع المجتمع الاردني و همومها بطرح قضايا الساعة التي تمس وتهم المواطن الاردني ومحاولة حلها عبر إيصالها مباشرة إلى المسؤولين ،وكذلك مناقشة الظواهر الجديدة والحديث عنها بصراحة من قبل المواطنين والمعنيين حيث إنني لدي الايمان بالمذيع الشامل والمتنوع الذي يقدم برامج خدمية واجتماعية لكنها ذات رسالة ومضمون بمهنية ومصداقية عالية بما يخدم المجتمع كأفراد وحكومة حيث إن التوازن والموضوعية والشفافية في الطرح والحديث بصراحة عن الخلل والنقد البنّاء الهادف وفي الوقت ذاته إلى تسليط الضوء على جهود الحكومة الايجابية والسلبية وكشف التقصير إن وجد بصورة تحسين الوضع القائم ومعالجة المشاكل القائمة بواقعية .

ما هي مقومات نجاح الإعلامية من وجهة نظرك؟

ج: في اعتقادي الشخصية الطبيعية البعيدة من التصنع خصوصا في الحديث وكذلك البساطة والأناقة في الوقت ذاته في المظهر العام من حيث الملابس والمكياج ،إضافة إلى حب الناس والتعاطف الصادق مع قضاياهم عوامل نجاح العمل الإعلامي ، إلى جانب الجهد الشخصي في بناء ثقافة شخصية متنوعة تخدم الإعلامية من حيث توسع معرفتها ومشاهدة البرامج الحوارية والقراءة لتصبح متمكنة وقادرة على تحقيق النجاح ، وأحب أن أركز على الصبر والانتظار والتعب عند الانتقال من خطوة إلى خطوة في سلم الإعلام ليكون أساس النجاح صلبا وصحيحا من اجل الاستمرار .

ولكن مع الأسف بدأ الإعلام الاردني يتعرض لهجمة دخلاء عليه خصوصا من جيل المذيعات اللواتي يجدن جمال الوجه والجسد مقومات نجاح والوصول نحو الشهرة وهذا طبعا يهدد ويضعف المهنة خصوصا في ظل غياب ثقافة وكفاءة حقيقة تقدر مسؤولية الرسالة الإعلامية ومدى تأثيرها على حياة المواطن.

ماذا تعني الشهرة لمذيعة فتاة في مجتمع أردني تسيطر عليه النزعة الذكورية وفي الوقت ذاته عادات وتقاليد تقيد عمل الفتاة وحريتها ؟

ج : اعتقد أن الشهرة عالم جميل خصوصا إذا تم نيله عبر المثابرة والنجاح ويقدر في مجتمع أردني متماسك يدعم نجاح أبنائه وادلل على أن الشعب الكريم يتعامل بروح حضارية مع الشهرة عبر مواقف حياتية أتعرض له في السوق والشارع بأنني أجد الحب في عيونهم عبر حديثهم الدافئ واستفساراتهم وفي ما يتعلق بالقيود على حريتي بل على العكس لم تتغير طقوس حياتي وإيقاع يومي في الجلوس في أي مكان ، والتسوق(..) ولكن عليّ الاعتراف أن العمل في الإعلام يحد من العلاقات الاجتماعية الشخصية لأنه يأخذ وقتي الأكبر .

أين تجد ضياء ذاتها في برنامج تلفزيوني أو إذاعي ؟

ج: أجد نفسي في كليهما حيث العمل التلفزيوني له خصوصية إذ تظهر الشخصية عبر الصوت والصورة معا فيتطلب من المذيعة العفوية الصادقة والطبيعية والبعد من التكلف والتملق والتقليد لكسب محبة الجمهور المشاهد وكذلك النجاح على الشاشة الصغيرة يتطلب برنامجا ذات مضمون ورسالة هادفة مهما كان شكله ونوعه ، لكن العمل الإذاعي أنا اعتبره أصعب لان مع تقديم الطرح يكون الصوت الذي تحتاج المذيعة إلى إقناع الجمهور من خلال الصوت فقط والمضمون التي تتحدث بصراحة عن هموم المواطنين .

من خلال تجربتك الشخصية وبرامجك هل هناك قيود على الحريات الإعلامية في الأردن والى مدى سقف الحرية ؟

ج: بصراحة إن الإعلام الاردني يتمتع بسقف حريات عال والدليل على ذلك تأكيدات الملك عبدالله المستمرة أنه لا قيود على حرية الإعلام وسقفها السماء ، وإذا جاز لي المقارنة مع الإعلام العربي فان الأردن يتمتع بحرية عالية في طرح قضايا وفتح ملفات داخلية تؤكد أن الحريات سقفها السماء خصوصا عندما تكون المهنية والمصداقية والأخلاقية في العمل الإعلامي عنوان هذا العمل ويخدم المواطنة .

كيف تنظرين إلى دور نقابة الصحافيين والمزايا التي تقدمه للوسط الصحافي في الأردن؟

ج: طبعا النقابة مظلة الإعلاميين وأنا اعتقد أن دور النقابة سابقا كان جيدا ولكن بعد وصول شخصية إعلامية جديدة لرئاسة النقابة ولديه منهجية عمل مختلفة للنقابة نعول عليه أن يحدث نقلة نوعية في أداء ورسالة النقابة والمطلوب منها وإدراك التحديات التي تواجه القطاع الإعلامي والارتقاء بالمهنة ضمن معايير الحرية المسؤولية ذات السقف العالي ،وحاليا أفكر الانتساب للنقابة وان أصبح عضو هيئة عامة خصوصا .

أصعب المواقف المحرجة تعرضت لها وأنت على الهواء أثناء تقديم برامج وكيف تعاملت معه؟

ج: بصراحة في برنامج يسعد صباحك تكرر اتصال أكثر من مرة مشاهد يطالب بإعادة المذيعة السابقة لتقديم البرنامج فكانت ردة الفعل وجواب مختصر مني أن طلبه سينقل إلى إدارة التلفزيون فهذا اشد المواقف التي شعرت به بالخجل والحرج .

ماذا أضافت عضوية المجلس الاعلى للمرأة في تجمع لجان المرأة؟

ج: التنوع واكتساب الخبرة عاملانيقودان نحو النجاح وما حدث انه تم تعييني من قبل الأميرة بسمة بنت طلال حيث إنها تؤمن بالطاقات الشبابية والإبداعات خصوصا المرأة التي تعتبرها أنها قاعدة أساسية نحو التغير الايجابي الذي يخدم مجتمعها ويجب دعمها لكي تصل نحو المواقع القيادية المختلفة خصوصا المرأة الكفوءة المثقفة الطموحة القادرة على أحداث التغير الايجابي الهادف عبر رسالة إعلامية واقعية، وكذلك افتخر كوني عضو لجنة إعلامية في منتدى الفكر العربي ومنتدى الشباب والمهجر.

ما هو مثلك في الوسط الإعلامي ؟

ج: هناك الكثير ولكن في الوسط الإعلامي الاردني سوسن تفاحة ،وغالب الحديدي وعربيا منتهى ألرمحي وايمن الزيود ونجاح المساعيد والإعلامي العربي محمود سعد ، وكذلك لدي
أشخاص أقدرهم ونموذج افتخر به لهم علاقة بالإعلام بالمخرجة العظيمة الراحلة فكتيوريا عميش ، والصحافي الكبير معد برنامج يحدث اليوم احمد الحسبان.

طرقت باب تأليف الكتب وكان أول كتاب حمل عنوان التربية وتحديات العولمة في الوطن العربي ما تقولين عن هذه الخطوة؟

بصراحة إنني أحب القراءة منذ طفولتي ومن دعم عائلتي خصوصا أبي وكنت ابحث عن عنوان ومضمون لكتاب جديد وغير مستهلك ويحاكي تطورات العصر وبحث ظاهرة باتت تمس جوانب الحياة المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبدأت مرحلة البحث عن المراجع للتوثيق وطرح الفكرة بكل جوانبها بأسوب مزج السهولة والعمق في تحليل الظاهرة وكيفية تعامل المجتمع معها خصوصا الفئة الشبابية . ويجب أن اذكر دعم وزارة الثقافة الأردنية حيث طبعت الكتاب .

ألان أنت اصغر مديرة إذاعة في الأردن والشرق الأوسط ؟

ج: لن اخفي مشاعر التردد والخوف من استلام منصب إدارة إذاعة عندما عرض عليّ الفكرة رئيس مجلس إدارة إذاعة صوت المدينة الدكتور فطين البداد خصوصا متربعة مكانة متقدمة ولكن بعد طول تفكير وجدت انه فرصة قطف ثمار تعبي ومجهودي وصبري خصوصا بعد رحلة كانت مليئة بمعيقات لكن المنصب الجديد زاد من حس المسؤولية لمزيد من النجاح وإيصال الرسالة الإعلامية التي تخدم الوطن والمواطن بشفافية ومهنية . وكذلك عززت ثقتي أكثر بنفسي والاقتناع أن الصبر والكفاءة معايير تفرض نفسها في كل المواقع مهما طال الوقت .

* تصوير رعد العضايلة