فتح الملحن اللبناني سمير صفير النار من خلال حسابه على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوكعلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بسبب موقف الأخير من سعي رئيس الجمهورية ميشال سليمان لإقرار قانون الزواج المدني في لبنان، وعبر فنانون وإعلاميون عن دعمهم الرئيس ولحق الفرد في الاختيار.


بيروت: تحتل قضية الزواج المدني حيزاً كبيراً من الجدل المجتمعي هذه الأيام في لبنان، وكان الوسط الفني بإعلامييه وفنانيه جزءاً من هذا النقاش، حيث عبروا عن مواقفهم صراحة عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
الملحن سمير صفير كان له موقف حاد من رئيس الحكومة وفتح عليه النار عبر حسابه الشخصي على موقع الفيسبوك قائلاً: صباح كل يوم، وبعد أن أصحو وأشرب القهوة، أفتح حسابي على تويتر لأقرأ ما فيه من تغريدات، ولفت نظري شيء قاله رئيس وزراء لبنان رداً على رئيس الجمهورية وهو ( إنَّ قانون الزواج المدني حساس كتير ومش ناقصنا إشكال جديد في البلد ).
وتساءل صفير: لماذا يكون قانون الزواج المدني حساسًا كثيراً الى درجة التسبب بأشكال في البلد ؟
ووجه حديثه لرئيس الوزراء قائلاً: يا دولة الرئيس يفترض أن يحدث الإشكال الكبير لأسباب أخرى عديدة تستحق أن يقوم البلد ولا يقعد لأجلها أكثر من الزواج المدني، كسرقة المال العام مثلاً، أو التعدي على الأملاك البحرية، أو التدخل السياسي السافر في القضاء، والفساد الفاضح لدى بعض القضاة وعلى عينك يا تاجر، أو السرقات في مرفأ بيروت وهي معروفة وواضحة، سقطت عمارات ومات الكثير من المواطنين وما حدا عمل أي إشكال. البلد مستباح وفلتان، والجريمة مستشرية ، كهربا مافي ، ماء ما في ، أمن مافي ، قضاء مافي ، إستقرار ما في ، وما حدا عمل أي إشكال.
كل الامور السالفة الذكر والتي لا تحدث في أي بلد آخر ولا تحدث حتى في مزرعة، موجودة في لبنان ولم تتسبب بأي إشكال، لماذا تعتقد أن أحداً سيقوم معترضاً على قانون الزواج المدني ؟؟؟؟
وينهي كلامه بما معناه أن الشعب سلبي ولن تقوم له قائمة، ولا توجد حجة للخوف من أي إشكالات.
وفي اتصال مع صفير للوقوف على أسباب دعمه للزواج المدني رد بأن زواجه الأول كان كنسياً ولكنه فشل في الإستمرار مع زوجته، وعانى كثيراً لكي يحصل على الطلاق، واعتبر القوانين الكنسية معقدة ومتعبة، وأن الأمور عندما تصل الى مرحلة تعود فيها الحياة مستحيلة بين شريكين، لايمكن لاستشارات دينية أن تصلحها، وأن العلاقة بين رجل وإمراة مسألة خاصة بهما، وعندما تتأزم من الصعب إصلاحها روحياً .. والإنفصال أفضل بكثير من الإستمرار في علاقة تعيسة تدمر حياة شخصين أو تدفعهما إلى طريق من إثنين: إما تغيير الدين أو الرشوة للتخلص من زواج محكوم بالفشل.
وحول أي طريق من الطريقين سلك لينهي زواجه الأول: تغيير الدين أم الرشوة؟ ردّ بصراحته المعهودة quot;الرشوةquot; طبعاً.
وعندما سألناه من رشيت؟ علق بالقول رشيت السماسرة، أو من طردهم السيد المسيح من بيت أبيه لأنهم حولوه لمغارة لصوص. لهؤلاء دفعت، واستدرك قائلاً: لايمكننا التعميم لكنهم موجودون.
وأردف: لذا كان زواجي الثاني مدنياً، سافرت الى لاس فيغاس وتزوجت هناك. ولست وحدي في الوسط الفني ممن تزوج بهذه الطريقة فجو أشقر، ونانسي عجرم، وباسكال مشعلاني مثلاً تزوجوا مدنياً.
وعن تعليقه على موقف المفتي قباني من قضية الزواج المدني، وتحريمه، ووصفه بالجرثومة قال صفير ساخراً: لا نريد من المفتي أن يُغسّلنا عندما نموت. في إشارة الى تهديد ورد في الفتوى بعدم جواز غسل الموتى ممن تزوجوا مدنياً ودفنهم في مقابر المسلمين. وأضاف أنه لايتوقع من رجال الدين المسيحيين المواجهة لأنهم ضامنون أن رجال الدين المسلمين سيقومون بالواجب.

إعلاميون وفنانون مع الرئيس

ولم يكن صفير الوحيد الذي استاء من موقف رئيس الوزراء أو أيد الزواج المدني حيث غرد عدد من الإعلاميين والنجوم اللبنانيين حول القضية نفسها:
الإعلامية بولا يعقوبيان كتبت مستنكرة: كل شيء محلل ومسموح بلبنان الا الزواج المدني. فيك تنتهك كل الأعراض، وتسرق، وتقتل، بس ممنوع تتزوج مدنياً. فيك تشعل فتنة كل يوم بس ما تتزوج مدني.
أما الفنانة ورد الخال - والتي لم تتزوج بعد - كتبت قائلة: أنا مع ، من ، وإلى الزواج المدني ( يوماً ما إذا صار نصيب ) صباح الحب بأي إطار كان ، إن وجد أو بعد، إن تكلّل أو لا.
الإعلامي شادي خليفة غرد مؤيداً حق المواطن في الإختيار وكتب: من غير المسموح ونحن في العام 2013 و لازلنا نتجادل حول الزواج المدني.. مفروض أن الوطن فيه كل شيء، والمواطن يختار وفق قناعاته ما يريد..نعم للزواج المدني. وأضاف في تغريدة ثانية: أنا مع الزواج الكنسي ومع الزواج المدني أنا مع وجود كل شيء، وكل إنسان يختار مايريد.

الناقد الصحافي جمال فياض عبر في تغريدته عن رفضه للزواج المدني لكنه إتفق مع شادي خليفة على منح حق الإختيار للمواطن حيث كتب قائلاً: أنا أرفض الزواج المدني، وأنت ترفض الزواج المدني، فلماذا نفرض رفضنا على غيرنا؟ فلنترك لكل إنسان حقه في الإختيار. وليقرّر كل إنسان أسلوب حياته!
وانتقد فتوى قباني بالقول: الإسلام أعطى الإنسان كامل حقوقه ... ورفع محمد(ص) شعار لا إكراه في الدين ... وبعد خمسمائة والف عام ، يكفّرون من يريد أن يتزوّج مدنياً .. !!
الإعلامية نضال الأحمدية دعت متابعيها الى دعم الرئيس سليمان قائلة: لندعم فخامة رئيس الجمهورية كي نحصل على حقوقنا في تشريع الزواج المدني الخياري في لبنان.. من يقود الحملة سنكون جميعاً خلفه ناشطين.
أما الإذاعية المعروفة ريما نجيم فوجهت تغريدتها لرئيس الوزراء مباشرة متسائلة: ما هي أولوية المرحلة يا دولة الرئيس؟ تتكلمون دائماً عن الأولوية ولا الأمن أولوية، لا الغذاء أولوية، لا الزواج المدني، ولا الجنسية؟!!
الإعلامية رابعة الزيات غردت بدورها معتبرة quot;الزواج المدني حق انساني، وخطوة حقيقية الى تكريس الحرية الفردية والمواطنة ... فلندعمه.
أما الصحافية ديانا مقلد فكتبت تقول: لا فرق بين القانون الارثوذكسي ورفض الزواج المدني.. وأضافت في تغريدة أخرى موجهة سهام نقدها لمواقف أحد النواب المعارضين للزواج المدني والمؤيدين للمفتي: أحمد فتفت يقف إلى جانب موقف المفتي قباني من رفض الزواج المدني.. بئس الخيار .. من يقف ضد هذا الزواج لا يحق له أن يدعي أنه quot;مدنيquot;.
أما الفنانة اليسا فقامت بإعادة تغريد ما كتبه الرئيس ميشال سليمان من تغريدات أكدت سعيه لإقرار قانون الزواج رغم معارضة بعض المرجعيات الدينية، وعبرت عن دعمها له في عدة تغريدات باللغة الإنكليزية، وانتقدت ايضاً موقف ميقاتي دون تسميته صراحة وإعتبرت موقفه مخيباً للآمال.
كما غردت هاشتاغ #forcivilmarriageinlebanon لدعم الزواج المدني في لبنان.
وأخيراً كتبت الإعلامية ريتا خوري المؤيدة هي الأخرى للزواج المدني بعض الإحصائيات المتعلقة بهذه المسألة عبر صفحتها على الفيسبوك تحت عنوان quot;أرقام لبنانية في الزواج المدنيquot;:
2,000,000 دولار كحد أدنى يخسرها لبنان سنوياً.
455 زواجاً مدنياً لبنانياً في نيقوسيا وحدها في العام 2009.
350 زواجاً مدنياً لبنانياً في نيقوسيا وحدها منذ كانون الثاني 2011.
41 و69 زواجاً مدنياً للبنانيين في أنقرة واسطنبول بين 2009 و2011.
1100 زواج لبناني عقد مدنياً في قبرص وحدها سنة 2009.
بين 1000 و5000 دولار .... تتراوح كلفة الزواج المدني في قبرص
20 ألف شخص من العالم يتزوج في قبرص سنوياً.
200 ألف دولار كحد أدنى تربحها مكاتب السفر اللبنانية.