بعد النجاح الساحق الذي حققه برنامج quot;غنيلي ت غنيلكquot; في موسمه الأول، وقع الفنان علي الديك على 20 حلقة جديدة مع إدارة محطة تلفزيون الجديد، لينطلق تصوير الموسم الثاني من البرنامج في منزله الشتوي، وليقدم شخصيات إضافية من ضيعته.


بيروت: لا يخفى على العاملين في مجال الترفيه النجاح الكبير والغير متوقع الذي حققه برنامج المنوعات الغنائي quot;غنيلي ت غنيلكquot; وبالأرقام حيث تخطت نسب مشاهدته برامج لكبريات المحطات صرفت عليها ملايين الدولارات. إذ تؤكد الأرقام أن البرنامج تمكن من منافسة برامج مثل أرابز غوت تالنت، وأحلى صوت، محققاً نسب مشاهدة أعلى منها في لبنان، وهو الأمر الذي يعود في إعتقادنا الى أن البرنامج قدم quot;فورماتquot; تلفزيوني لبناني عربي صرف، إعتمد على عفوية مقدمه الفنان علي الديك، وضيفته الجميلة غريس الريس، راصداً تقاليد الضيعة اللبنانية، وبحضور شخصيات مثل أم الياس وأبو جوزيف اللذين حققا شهرة وشعبية بين الجماهير.

سر النجاح
البرنامج مبني على عفوية في الحوار، تبتعد عن نمط السؤال والجواب المعتاد، والإثارة والسكوبات، وترتكز على مشاطرة مقدمه علي الديك ضيوفه المواقف والذكريات، والشراب والطعام، بشكل يماثل كثيراً جلسات الناس في ضيعهم، وكرم الضيافة والإستقبال، ويعكس واقعهم ببساطته التي تقترب من نمط حياة الغالبية العظمى من سكان الضيع اللبنانية وشبيهتها السورية.

وسر قوته الثاني أنه يستعيد أنماطاً غنائية قديمة تعيش في وجدان الناس، فالقرادة، والميجنا، والعتابا، والزجل، والهوارة، والموال بالإضافة الى الأغنية الشعبية الإيقاعية، وفرقة رقص الدبكة التي ترافق هذه الأغاني، لها سحرها وجوها المرح الفرح، الذي يرفه عن الناس في وقت تشتد فيه الأزمات من حولنا في كل مكان، كما أنه يخاطب وجدان المغتربين اللبنانيين أينما كانوا في الخارج بشكل كبير لأنه يعيد إليهم أجواءً يفتقدونها في المهجر، ويقدم لهم سهرة تراثية طربية ممتعة ودسمة.

أما سر قوته الثالث فهو إن فريق الإعداد يلحق بشخصية علي الديك العفوية ولا يحاول قولبته في أسئلة مكتوبة بنمط تقليدي، بل يتركه على سجيته في صياغة أسئلته، فهو ذكي، ويمتلك كاريزما خاصة، وذاكرة قوية، يستمع الى خلفية كاملة عن ضيوفه، ويقرر مع فريق إعداده كيف سينساب الحوار، وأي قصص سيعتمدها كمفاتيح للحديث، كما أنه يختار الأغاني بعناية، من أرشيفه بحيث تتناسب وأرشيف الضيف، كما يشارك في إختيار الأغاني التراثية.

غريس الريس والتي إنتقدها كثر على إعتبار أن دورها مكمل وليس أساس، فتقول بأن بعض النقاد لم يفهموا الفكرة الأساسية من البرنامج وهي جلسة عفوية في منزل علي وهي ضيفة من ضيوفه، لكنها ضيفة دائمة، الصديقة البيروتية التي تناقض علي إبن الضيعة، التي تشاكسه ويشاكسها، وتسعى الى تزويجه بإستمرار، كما أنها موضوع للغزل بينه وبين ضيوفه، فوجودها أساسي لتطرية الأجواء وتحليتها، وبالتالي هذا كله يشكل نكهة إضافية للبرنامج، وتجربة مختلفة تعتز بها، ولم تتردد في استكمال الموسم الثاني عندما عرض عليها ذلك.

كاميرا خفية
وكان الفنان ناجي الأسطى ضيف إحدى حلقات الموسم الثاني التي تواجدنا في كواليس تصويرها يقص على مضيفه علي الديك قصة تدلل على مدى شعبية البرنامج في دول الإغتراب، حيث كان في جولة غنائية بأستراليا، وكلما دخل الى مكان أو قابل عربياً هناك يبادره بالسؤال متى ستظهر مع علي الديك لدرجة أن ناجي الأسطى إعتقد بأن هناك من يصور له برنامج كاميرا خفية لكثرة تكرار نفس السؤال ونفس الموقف معه.

ما الجديد في الموسم الثاني؟
وكما رصدت عدسة إيلاف فأن المشاهد على موعد مع أجواء مختلفة، فموقع التصوير الجديد في منزل علي الديك الشتوي، حيث يجلس وضيوفه بجانب الوجاق، وخلفه النملية، يشوي الكستنا تارة، والبطاطا تارة أخرى، وتنضم الى أم الياس شخصية جديدة تدعى quot;جميلةquot; وهي مسؤولة بيت المونة، ويبقى أبو جوزيف بلباسه التراثي ووجهه البشوش المحبب، بجانب عازف الربابة وهو إضافة جديدة، كما يقدم البرنامج الزجالين رامي وحبيب، وهما ثنائي مرح ورائع إنسجما بشكل كبير مع علي، وقدما نكهة مختلفة لفقرة الدخول في البرنامج.

ديكور مميز
اهتم القيمون على البرنامج بأدق التفاصيل، وخلقوا جواً جميلاً ومميزاً، ففي الخارج تحتضن المزرعة الأبقار، والبغال، والدجاج، وهناك من تغسل الغسيل وتنشره، وفي الداخل أم الياس تخبز على الصاج كعادتها، وتشاكس علي بقراداتها، وجميلة في بيت المونة تعد التبولة، وغيرها من المازات اللبنانية الشهيرة، بينا يرتاح راقصي الدبكة في ديوان شرقي مميز، أجواء مبهجة بالفعل ننقلها لكم بالصور.

يذكر أنه تم تسجيل عدة حلقات من الموسم الثاني أولها مع الفنان محمد إسكندر، بالإضافة الى ناجي الأسطى، وجوزيف عطية، وناصيف زيتون، وآخرين، ومن المقرر أن يستمر تسجيل البرنامج على مدار الشهرين القادمين بواقع 20 حلقة للموسم الجديد.