أثارت حيثيات الحكم الصادر بحبس المنتجة رنا السبكي لقيامها بإنتاج فيلم "ريجاتا" مخاوف تقييد حرية الإبداع في الوسط الفني بعدما تضمن الحكم عبارات فضفافة في الحيثيات، وسط دعمٍ قوي للمنتجة الشابة من الوسط الفني.


القاهرة: أثارت حيثيات الحكم القضائي الصادر بحق المنتجة رنا السبكي والذي يقضي بحبسها لمدة عام وكفالة 5 آلاف جنيه وتغريمها 10 آلاف جنيه على خلفية إنتاجها لفيلم "ريجاتا" في بداية العام الماضي ردود فعل واسعة في الوسط الفني والاعلامي المصري خاصة وأن حثيثات الحكم احتوت على كثير من العبارات الفضفافة التي رأي فيها&كثيرون تقييداً لحرية الإبداع.

ووصفت المحكمة في الحيثيات الفيلم السينمائي بـ"الجرم الذي يمثل خرقا للمجتمع ولقيمه وعاداته وأعرافه التى باتت تنهار نتيجة لمثل تلك الأعمال التى تعصف بالأخلاق والعادات والتقاليد والأعراف وقد تسقط المجتمع جميعه فى بئر من الإنحلال والانهيار الأخلاقى وفساد الذوق العام، وهو ما يعانيه جموع المواطنين، ونتج عنه اختلال بالمعايير وازدواجيتها".

وقالت المحكمة في نصها أن حق الإبداع من الحقوق التى كفلها الدستور، إلا أن ذلك الإبداع مقيداً بالدستور أيضا الذى أورد في مادته الثانية أن الإسلام دين الدولة ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، ومن ثم فإن الإبداع لابد أن يكون مقيداً بما أوجبته علينا تلك الشريعة من عدم إثارة الفتن وحسن تربية النشء، مشيرةً إلى أن مقدمة الفيلم احتوت على عبارات وألفاظ خادشة للحياء.

ردود:

وقالت جبهة الدفاع عن الإبداع أنها تنظر لمثل هذا النوع من البلاغات والدعاوى باعتبارها دعاوى حسبة تمثل إهانة لحرية الفكر والإبداع التي يكفلها الدستور المصري بقدر ما هو إهانة لدولة المؤسسات، مشيرة إلي أن الحكم ضرب عرض الحائط بسلطة الرقابة على المصنفات الفنية التي أجازت عرض الفيلم للجمهور. وأكدت أن جهاز الرقابة هو الوحيد في الدولة المخول له تقييم ومنع أو إجازة الأفلام، وأن تلك الإجازة تعني أنه لا مسؤولية قانونية تقع على صاحب هذا المنتج بعد موافقة الجهات الحكومية عليه مشددة على دعمها للمنتجة رنا السبكي والوقوف الي جانبها.
موريس:
وقالت الناقدة ماجدة موريس لـ"إيلاف" أن تقييم الأفلام يخضع للرؤية الخاصة لكل شخص فما يمكن أن أراه غير مناسب لي قد يكون مناسباً لغيري، في مصر يوجد جهاز للرقابة على المصنفات الفنية مهمته مشاهدة الأفلام قبل عرضها. وأشارت إلى أن الدولة عليها مساعدة المبدعين لزيادة الإنتاج السينمائي ودعمهم في وقت تعيش صناعة السينما فيه ظروف صعبة بدلاً من مفاجاتهم بأحكام بالحبس.

وأضافت أن مثل هذه الدعاوي القضائية التي يقوم بها أشخاص محدودي القدرات بكثير من الأحيان تعطي لبعض الأعمال السينمائية قيمةً أكبر من قيمتها الحقيقة فنياً، لافتة إلى أن قضايا الفن لا يجب أن تكون بها عقوبة الحبس في القانون لأن الابداع لا يمكن عقابه بالحبس.

وحول تكرار هذه الدعاوي مع الأفلام التي يقوم بانتاجها آل السبكي، أرجعت "موريس" الأمر إلي أنهم الأشخاص الأكثر إنتاجاً في السينما ،ومن الطبيعي ان ينالوا الجزء الأكبر من القضايا، مشيرةً إلي أن هناك قنوات تعرض ما لا يجوز عرضه تليفزيونياً ولا يحاكم أصحابها بمثل هذه الإتهامات.

&