"إيلاف" من جدة: بمشاركة ضيوف يمثلون متاحف ومؤسسات ثقافية من دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأوروبا شهدت مدينة جدة غرب السعودية، تدشين النسخة الرابعة من فعاليات "فن جدة 21،39" والتي ينظمها المجلس الفني السعودي على مدى ثلاثة أشهر ، وتضم أكثر من 50 ناشطاً ثقافياً وفنياً، ما بين معارض فنية وثقافية، و ورش عمل، إلى جانب لقاءات تعليمية و ندوات مُتنوّعةُ ورحلات.


صيرفي
الفنان حمزة صيرفي، عضو المجلس الفني السعودي، أوضح أن فعاليات "فن جدة 21،39" في نسختها الرابعة تتطلع إلى رفع مستوى الوعي والاهتمام بالممارسة الفنية الإبداعية المعاصرة، مشيراً في حديثه لـ"إيلاف" إن الهدف هو تعزيز تفاعل المجتمع مع المشهد الفني، وذلك ضمن جهود المجلس الذي تأسس عام 2014 كمنظمة غير ربحية تسعى لتعزيز الفن والثقافة ودعم الإبداع عبر مجموعة من محبّي الفن الذين يرغبون في المساهمة في المجتمع من خلال تعزيز الفن والثقافة.


وعن المعارض القائمة، قال صيرفي إن المعرض الأساسي للفعاليات يأتي هذا العام تحت عنوان "سفر" وهو يتناول فكرة السفر والحركة كوسيلة للتعلم والنموّ، مبينا أن أعمال الفنانين المشاركين سارة عبده، أحمد عنقاوي دانة عورتاني، ريم الناصر، معاذ العوفي، عبدالله العثمان، ناصر السالم ومهند شونو قد استلهمت أفكارها وأعمالها وعنوانها من كلمة سفر كمصطلح يستخدم لوصف الأشياء التي تمّ الكشف عنها، و الترحال في الدواخل والذوات والمشاعر وغيرها من الوجهات. 

وأضاف صيرفي، أن هناك أيضا معرض "من ثم كانت بوليستر" وهو عنوان عريض لسلسلة تشكيلية مكونة من خمس معارض فردية، لفنانات من السعودية وقطر والبحرين والإمارات والكويت، مشيرا إن مسمى المعرض مستوحى من ثقافة البلاستيك، وأثرها في المجتمع، وهي رسالة تشير إلى أهمية تواجد وعي بالبيئة وبالاستهلاك. وتابع: "تستعرض كلا من البحرينية هلا آل خليفة و السعودية سارة أبو عبدالله و القطرية عائشة السويدي و الإماراتية ليلى جمعة، والكويتية منيرة القديري، هذا المفهوم من وجهة نظر مختلفة". 


"من ثم كانت بوليستر"
من جهتها، قالت الفنانة الكويتية منيرة القديري، إحدى المشاركات في معرض "من ثم كانت بوليستر"، إن أعمالها مستوحاة من الأجهزة الميكانيكية المستخدمة في استخراج البترول. و أشارت في حديثها لـ"ايلاف" أنها تعاملت مع هذه الأدوات كما لو كانت قطعاً أثرية من خلال التركيز على جماليتها الشكلية وليس على مميزاتها الوظيفية موضحة أن الأعمال عبارة عن محاولة صادقة لخلق استمرارية في التاريخ و ربط عصر البترول بما سبق من عصور - في إشارة إلى عصر الغوص لتحصيل اللؤلؤ – حيث تم بإيجاد علاقة شكلية بين لون اللؤلؤ و لون البترول. 


وبالإضافة إلى أعمال الكويتية منيرة القديري، هناك أيضا أعمال للفنانة البحرينية هلا آل خليفة، والتي استوحت أعمالها من رحلة شفاء مرت بها ،حيث حولت جروحها لأجنحة في محاولة للتركيز على العواطف والتذكير بمقدرات الإنسان الطبيعية للشفاء. وهناك أيضا أعمال للفنانة السعودية سارة أبو عبدالله، والتي تمحورت حول الكشف عن غرابة الحياة اليومية من خلال إعادة رسم إشكال الأثاث المنزلي، إضافة إلى معرض للفنانة القطرية عائشة السويدي، والتي ركزت على المجالس وأعادت تصميم عناصر رئيسية في وظائفها الجوهرية. 


تجدر الإشارة، إن مبادرة "فن جدة 21,39" والتي استوحت اسمها من الإحداثيات الجغرافية لمدينة جدة (21.5433° شمالاً، 39.1728° شرقاً، هي مبادرة غير ربحية أطلقها المجلس الفني السعودي، بهدف ترسيخ الظاهرة الفنية والثقافية بالسعودية ، وقد باتت إحدى ابرز المنصات الداعمة للحراك الفني والتشكيلي في السعودية، بعد ان ساهمت في تعريف الجمهور بالفن والثقافة السعودية المحلية وعززت تفاعل المجتمع مع المشهد الفني والثقافي في المملكة العربية السعودية