"إيلاف- المغرب" من الرباط: لا تُخفي صفاء وهناء اللتان تشكلان توأماً فنياً فرحتهما بأصداء الإستحسان التي خلفها إطلاق شريط فيديو الأغنية الجديدة "أشكيد حبيبينو"، بالأمازيغية ومعناها بالعربية،"حبيبي تعال"، وبمشاركة الفنان الروماني جون براين.

ولقد تجلى ذلك فيحديث هاتين المغنيتين الشابتين إلى موقع "إيلاف المغرب". علماً أنهما تُشكلان حالياً أشهر توأم فني في الوطن العربي، بعد مشاركتهما منذ سنوات في برنامج "إكس فاكتور" في إحدى الفضائيات العربية، وتتشابهان في الشكل مثل قطرتي ندى، لدرجة يصعب التفريق بينهما. كما أنهما تكملان بعضهما البعض في الحديث، وقالتا أن العالمية هي التي بحثت عنهما، ولم تسعيا إليها، بعد أن جاءت فكرة مشروع الغناء مع المطرب الروماني جون براين، باقتراح من إحدى شركات الإنتاج الفني في رومانيا، التي وصلت إليها أصداء نجاح أغنيتهما "أداني واديتو"، عبر "YouTube" ومنصات التواصل الإجتماعي.

اللمسة الأمازيغية
وأضافت صفاء وهناء، أنهما رحبتا بهذه المبادرة، واشترطتا فقط أن يتضمن مشروع الأغنية اللمسة الأمازيغية، للتعريف بها عالمياً كتراثٍ فني ومكوّن من مكونات الهوية المغربية، فكانت الإستجابة من طرف الشركة الرومانية.

وأضافتا أن "الأغنية في شكلها ومضمونها، وفي تعبيراتها بالدارجة المغربية ذات الحمولة الوجدانية والعاطفية، وفي كلماتها البسيطةموجهة للجميع، وليست مكرسة لفئة دون أخرى، وقد تم الإعتماد فيها على آلة الرباب في تناغم واندماج مع إيقاعات الموسيقى الغربية". وأشارتا إلى أن أغنية "اشكيد حبيبينو" من كلمات وألحان وإنتاج صفاء وهناء، وقد اعترفتا أن ذلك يشكل بالفعل عبئا عليهما، وإن كان برضاهما، في غياب أي بديل، لكونهما قررتا منذ أن وطأت أقدامهما الساحة الغنائية في المغرب أن تعتمدا على نفسيهما فقط، لإثبات الذات. 

الوالدان يدعمان
وأشارتا بحديثهما لـ"إيلاف المغرب"، أن جذورهما أمازيغية، فالوالد من منطقة حاحا القريبة من مدينة الصويرة، والوالدة من تزنيت ( جنوب اغادير) ، وكثيراً ما كان يُطلب منهما بإلحاح الغناء باللغة الأمازيغية،إلى أن جاءت هذه الفرصة، فتحق حلمهما.

وأمام الرواج الفني الذي تشهده أغنية "أشكيد حبيبينو" عبر الإذاعات المغربية والعربية، قررتا الاستمرار، مستقبلاً، في إنتاج المزيد من الأغاني ذات الطابع الأمازيغي والتراثي، استجابة ًلتلبية رغبات العديد من الأمازيغ. وقالتا: "إن هذه القطعة ليست سوى البداية، وسوف تعقبها أغنيات أخرى أمازيغية مائة في المائة، كاملة مكتملة"- على حد تعبيرهما، خاصةً وأن الوالدين يرعيان خطواتهما، ويتابعان معهما عن كثب مشاريعهما الفنية قبل أن تخرج إلى حيز الوجود.

سمة العصر
وإيماناً منهما بأهمية الصورة، باعتبارها سمة العصر كبعدٍ فنيّ وجمالي يُثري الأغنية، ويعطيها هالةً من الحيوية تلفت الإنتباه، وتجذب العيون، أسندتا إخراج "أشكيد حبيبينو" إلى الفنان والمخرج المغربي الشاب عبد الله بنسعيد الذي صاغها في سياقٍ فني يتماشى مع معاني الكلمات وإيقاع اللحن، في جوٍ يوحي بالفرح والإقبال على مباهج الحياة.

وعن ظروف تصوير شريط الفيديو، كشف الثنائي التوأم أنها جرت على مدى حوالي أربعة أيامٍ متواصلة، حيث تم التقاط المشاهد في منتجع "مازاغان" السياحي، مع التركيز على خلفية فنية تعكس تنوع الروافد الطبيعية، وغنى التراث الشعبي في اللباس والموسيقى والرقص، وجمال الفسيفساء في المعمار المغربي. 

ولم يفتهما أن ينوها بالدعم الفني الذي حظيتا به من طرف المطربة الأمازيغية الرايسة عائشة تاشنويت، نظراً لما قدمته لهما من خدمات فنية، تجلت في العديد من المساعدات، وضمنها مشاركة راقصات من فرقتها الفنية في شريط الفيديو، إلى جانب مجموعة "أحواش" التقليدية.


الغيرة والصداقة
وعبّرتا عن اعتزازهما بعلاقة الصداقة التي تجمعهما مع عدد من رموز الفن الأمازيغي، مثل الرايسة فاطمة تبعمرانت، والرايسة فاطمة تيحيحت، والرايسة تشنويت وغيرهم.

يشار إلى أن الغيرة لاتعرف طريقها أبدا إلى قلبيهما، وهما لا تفكران أبداً في الإنفصال الفني عن بعضهما. فكل واحدة تتشبث بالأخرى، وترفضان تصوّر أي مشروع غنائي يباعد بينهما.

وفي ختام الحديث، ذكرت صفاء وهناء لـ"إيلاف المغرب" أنهما حاصلتان على شهادة الماجستير في عالم التسيير التجاري الدولي، وتديران شركة خاصة هي التي تقف وراء إنتاجهما الفني، وما زالتا حتى الآن عازبتين، وتضعان مستقبلهما الفني نصب أعينهما، أملاً في تحقيق انتشار أوسع يلبي كل طموحاتهما.